د. محسن عثمان: حيثيات اغتيال الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي
بيان
فى التقرير المعلوماتى التالى يجيب المحلل السياسى د. محسن عثمان عن السؤال الذى مازال يحير العالم: هل تم اغتيال الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي ؟!.
وكان العالم قد استيقظ يوم ١٩ مايو الماضى علي خبر تحطم الطائرة التى تقله هو وعدد من كبار المسئولين الإيرانيين، وأبرزهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وذلك خلال زيارة لافتتاح أحد المشروعات في محافظة أذربيجان الشرقية، والتى صحبهم فيها الرئيس الأذربيجانى إلهام عليف، وبينما عاد الأخير، اختفت فى الضاب طائرة رئيسى ورفاقه إلى أن تم العثور على حطامها فى أحد الجبال الإذربيجانية القريبة، وقد لقى كل من كان فيها حتفهم.
مسلسل شهير
يقول د. محسن عثمان:
الحقيقه أن حادث تحطم الطائره يعيد إلي الأذهان أحداث مسلسل شهير عنوانه: “طهران”، وتدور أحداثه حول عملية من الموساد، تم فيها اختراق الدوائر الامنيه في محيط رئيس ايران وتقوم بأعمال تخريب ويصل بها الحال في النهايه إلي قدرتها علي إغتيال رئيس ايران.
سارعت إسرائيل قبل أي شيء إلى إعلان عدم علاقتها بالحادث وعدم معرفتها أساسآ بخط سير طائرة الرئيس الإيراني .. كما وُجهت اصابع الإتهام من قبل الساسة الإيرانيين والخبراء والمحللين الاستراتيجيين إلي إسرائيل..إانها الدولة الوحيدة التي تنفذ مثل هذه الإغتيالات.
والحقيقه أن اتهام إسرائيل ليس بالأمر الجديد لكنه في هذا الحادث نابع من من عنصرين:
التاريخ والحاضر
الأول: ما هي داوفع إسرائيل التي قد تدفعها للتخلص من الرئيسإبراهيم رئيسي؟!
والثانى: ما هي خبرة الموساد وسجله التاريخي الحافل بتخريب طائرات مدنية وعسكرية إيرانية؟!
وفى التالى سوف نحاول الإجابه عن السؤالين السابق ذكرهم .
معلوم للجميع أن إيران هي ثاني دوله تعترف بإسرائيل بعد تركيا، وأن العلاقات بينهما قبل الثوره الإيرانيه كانت تتميز بالكثير من النقاط الإيجابية الأمر الذي تسبب في عقد الكثير من الصفقات التجاريه والتعاون الإقتصادي بين البلدين، إلي أن أصبحت إيران أكبر مصدر للغاز في إسرائيل، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور التعاون لمجالي التبادل المعلوماتي والمخابراتي.
كيف تراه إيران؟
وظل الحال هكذا إلي أن قامت الثوره الإيرانيه عام ١٩٧٩م، تدهورت العلاقات شيئآ فشيئآ وأصبحت إيران أخطر أعداء إسرائيل في المنطقة، وهنا يبرز السؤال:
كيف تنظر إسرائيل إلي دور الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) منذ توليه السلطة في إيران؟.. والإجابة كالتالى:
1- رئيسي هو أحد المهتمين بحصول إيران علي التكنولوجيا الخاصه بالقنبله النوويه ويبذل قصار جهده للوصول بإيران إلي امتلاك القنبله النوويه مما كان له عظيم الأثر في المفاوضات النوويه الإيرانيه (5+1).
2- دوره في استعادة العلاقات الإيرانيه السعودية بوساطة صينية.
3- لقاؤه مع الأمير محمد بن سلمان والتوصل لاتفاق بشأن إنهاء الصراع في اليمن .
4- التقارب الإيراني الروسي ودعمه للحرب الروسيه الأوكرانية وإمداد روسيا بالطائرات المسيره فضلا عن دوره في الالتفاف علي العقوبات الاقتصاديه المفروضه علي روسيا .
5- موقفه المؤيد لعمليات السابع من أكتوبر ضد الكيان الإسرائيلي، وتأييده بشدة استضافة أعضاء حركة حماس في طهران حال نقلهم من الدوحه لأي سبب من الأسباب، الأمر الذي سيترتب عليه إجبار الغرب وإسرائيل علي قبول إيران كطرف مفاوض في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
6- الرئيس إبراهيم رئيسي هو الوحيد الذي قام بالرد علي إسرائيل وتوجيه ٣٣٣ طائرة مسيرة ردآ علي اغتيال أعضاء من الحرس الثوري في سوريا.
7- قدرته الهائلة علي تجميع صفوف الإيرانيين في الداخل الإيراني مما سيؤثر سلبآ علي الكيان.
8- الحضور الدولي القوي وتأثيره علي المؤسسات الدولية جعل الكيان ينزعج ويقرر التخلص منه.
كل ماسبق ذكره هو تصور واقعى لرؤية إسرائيل لإبراهيم رئيسي وبالتالي دوافعها للتخلص من هذا الرجل.
خبرة الموساد
سؤال أخر: ما هى خبرة الموساد وسجله التاريخي في تخريب الطائران الإيرانيه؟
الإجابة: للموساد سجل حافل للعمليات التخريبيه تجاه الطائرات الإيرانية علي سبيل المثال لا الحصر، نذكر الحوادث الآتية:
1- عام ١٩٨١ قام الموساد بتخريب طائره عسكريه إيرانيه من طراز c130 وأسفر الحادث عن تحطم الطائره ووفاة وزير الدفاع الإيراني وقتها.
2- عام ١٩٨٤ قام الموساد بتخريب طائرة عسكرية تحمل أسلحة ومعدات عسكرية إلي اأدي وحدات الجيش الإيراني وكان علي متنها عناصر من الحرث الثوري الإيراني .
2- في عام ١٩٩٤ تم تفجير طائرة نقل مهمات عسكرية.
3- في عام ٢٠٠١ تخريب طائرة ركاب مدنية راح ضحيتها جميع من فيها بمن فيهم وزير النقل الإيراني.
5- في عام ٢٠٠٥ قام الموساد بإسقاط طائرة قائد القوات البرية الإيرانية ومقتله هو وكل من فيها.
6- ديسمبر ٢٠٠٥ تفجير طائرة عسكرية كان علي متنها ٤٩ من عناصر الحرس الثوري الإيراني .
7-في بداية عام ٢٠٠٧ قام الموساد بالسيطرة علي طائرة عسكرية وإسقاطها وقتل عدد ٣٦ من أعضاء الحرس الثوري.
الخلاصة
كل ما سبق ذكره هو بعض من العمليات التى نفذتها إسرائيل ضد إيران، ولكن حتي الآن لم يخرج اتهام رسمي من السلطات الإيرانيه يدين إسرائيل أو حتي يذكر تورطها في إسقاط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي .
والمتابع للأحداث في العالم يعلم أن أذربيجان هي الملعب الخفي للموساد ضد إيران وأن التعاون بينهما علي أعلي مستوي، لذلك لا نستبعد أبدآ تورط ازربيجان في مقتل رئيسي أو حتي القيام بدور تسهيل وجود عناصر من الموساد قاموا بالإعاقه والشوشرة علي أجهزة طائرة الرئيس مما جعلها تفقد الاتصال بالطائرتين المرافقتين لها.
هذه هى إسرائيل الضالعه في إسقاط الطائرات، وعمليات الإعاقه والشوشره علي الأجهزة والمعدات، لذلك لا نستبعد أبدا ضلوعها في التخلص من الرئيس الإيرانى الراحل إبراهيم رئيسي.