محمد أنور يكتب: حكمة المصرى فى التعامل مع السلطة

بيان

“اتوصوا بينا ياللى حكمتونا إحنا العبيد وانتوا اشتريتونا”.. المثل قديم، ويعكس رؤية المواطن المصرى القديم لحاكمه، وهى  علاقة قديمة زمانيا، فمصر أقدم دولة مركزية في التاريخ.

وعاش المصرى تحت قيادة هذا النظام المركزي أطول فترة زمنية، كما عايش أيضا الكثير من صور الاحتلال والاستغلال، لذا تولدت بين المصري وحاكمه حواجز من عدم الثقة والكراهية بشكل معلن أو مستتر.

ودائما بحكم العلاقة والقوة من جانب السلطة، يتحايل المواطن لتفادي مواجهتها أو التعامل معها، فنظم حياته بعيدا عنها بقدر المستطاع، فهى سلطة عليه وليست منه أو له.

ولذلك يتأتى هذا المثل مستريبا فيما هو قادم، ومؤكدا أن الظلم مستمر كقانون مقدر، وما يطلبه قائل المثل هنا هو التخفيف من هذا الظلم بقدر المستطاع.

ويسخر المثل من طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم بالمفهوم الشرقى ( السادة/ العبيد).
“المركب اللي فيها ريسيين تغرق”، وهذا مثل قديم أخر يرصد العقلية الشعبية وبعض صور الخلل في ممارسات أصحاب السلطة ومنها الازدواجية، التي لا يتوالد عنها سوى التضارب والانهيار، سواء للمؤسسة أو للمجتمع.

ويستخدم هذا المثل ونسمعه كثيرا في صور شديدة الواقعية، فالمركب التي يقودها قائدين مصيرها الحتمى الغرق لتضارب قراراتها، وعدم اتساقها مع متطلبات التعامل مع ظروف المركب والبحر، لذا كان الله في عون المركب التى لها مائة ريس.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى