موجة الصقيع تجمد مياه البحار في الأرجنتين والموت يحصد أرواح في تشيلي
وكالات
تشهد الأرجنتين حالة طوارئ بسبب موجة صقيع استثنائية حولت البلاد إلى منظر متجمد، حيث اجتاحت موجة قطبية غير مسبوقة كل من الأرجنتين وتشيلي، حاملة معها برودة شديدة تسببت في رفع حالة التأهب في 15 مقاطعة أرجنتينية والعديد من المناطق التشيلية.
اقرأ أيضا.. موجة من الصقيع الشديد تضرب البرازيل
أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (SMN) تحذيرات شديدة بشأن درجات الحرارة المنخفضة التي انخفضت إلى ما دون المستويات الطبيعية في معظم أنحاء الأرجنتين، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية وصحة السكان.
لم تقتصر الموجة القطبية على تجميد الهواء فحسب، بل شملت البحر أيضًا. وفي منطقة تييرا ديل فويغو، بالقرب من سان سيباستيان، تحولت أمواج البحر إلى جليد نتيجة انخفاض درجة الحرارة إلى -15 درجة مئوية في مطلع الأسبوع الماضي، مما جعل من باتاغونيا أبرد منطقة على وجه الأرض، وفقًا لعالم المناخ راؤول كورديرو كاراسكو من جامعة سانتياغو في تشيلي.
وأفادت صحيفة “انفوباي” الأرجنتينية أن شلالًا في منطقة باتاغونيا بالأرجنتين قد تجمد أيضًا بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى -20 درجة مئوية، بل وصلت إلى مستويات أقل من ذلك في منطقة ريو توربيو بسانتا كروز.
ومن الجدير بالذكر أن عطلة نهاية الأسبوع في الأرجنتين بدأت بانخفاض حاد في درجات الحرارة، حيث تساقطت الثلوج في أماكن غير معتادة مثل محيط مار ديل بلاتا في مقاطعة بوينس آيرس.
تشكل هذه الظواهر المناخية خطرا كبيرا على الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأطفال وكبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة. وفي باتاغونيا، إحدى المناطق الأكثر تضررا، تساقطت الثلوج بكثافة حتى أغلقت الطرق الرئيسية، خاصة في تشوبوت، حيث تقطعت السبل بعشرات المركبات بين تريليو وكومودورو ريفادافيا.
وعلى الرغم من تحسن الوضع بشكل طفيف، لا تزال منطقة سانتا كروز الجنوبية الشرقية تحت الإنذار الأصفر، بينما تبقى المناطق الجبلية والشمالية الغربية من المقاطعة تحت الإنذار الأحمر بسبب درجات الحرارة القصوى التي قد تؤثر على صحة سكان المقاطعة بأكملها.
أما في تشيلي، فتتعرض لعواقب قاسية جراء هذه الموجة الباردة أيضًا. أُغلِق ممر كريستو ريدينتور الدولي في ميندوزا بسبب تساقط الثلوج الكثيفة وانخفاض درجات الحرارة إلى -3 درجات مئوية، مما أدى إلى تقطع السبل بنحو ألفي شاحنة لمدة 18 يومًا، وتوفي سائقان (أحدهما برازيل والآخر تشيلي) بسبب الظروف القاسية التي فرضتها هذه الموجة القطبية.