جواسيس إسرائيل فى غزة.. محاولات اغتيال الضيف يفتح الملف ويكشف أساليب العمل

كتب: أشرف التهامي

إسرائيل لا تزال غير متأكدة بشأن وضع القائد العسكري لحركة حماس، كما تجري حركة حماس مراجعة أمنية داخلية شاملة لتحديد كيفية معرفة إسرائيل بموقعه؛ أحد الاحتمالات هو أن جاسوسًا إسرائيليًا متجذرًا بعمق داخل المنظمة هو الذي قدم المعلومات، في حين لا تزال إسرائيل غير متأكدة من تصفية قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد ضيف، بعد أسبوع من محاولة الاغتيال الدراماتيكية في خان يونس التي أطاحت بنائبه رافا سلامة.

وتؤكد مصادر في غزة أن حركة حماس تعرف أي من أعضائها يتعاون مع إسرائيل، تقوم تلك الأعضاء المتعاملة مع إسرائيل بتسريب معلومات حساسة حول مواقع قوات حماس العسكرية وقيادتها وشرطتها.

“العلامات تتزايد”

وبحسب هذه المصادر، فإن هؤلاء الأفراد “على رادار إسرائيل”، وتقوم حركة حماس بإجراء تحقيقات عميقة في الانتهاكات في آليتها الاستخباراتية.

ويوم الجمعة الماضي، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاجاري في مؤتمره الصحفي أن “العلامات تتزايد” على أنه تم بالفعل القضاء على الضيف، لكن لم يتم تأكيد ذلك رسميًا.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أبلغ الجيش الإسرائيلي أن سلامة، قائد لواء خان يونس الذي كان مع الضيف في نفس المبنى، قد تم القضاء عليه.
وينضم سلامة إلى شخصيات بارزة أخرى في حماس، من بينهم قادة بارزون ونشطاء ميدانيون، الذين تمت تصفيتهم خلال الحرب وهم:
نائب الضيف مروان عيسى.
قائد لواء وسط غزة أيمن نوفل.
قائد لواء الشمال أحمد رندور.
قائد وحدة الصواريخ أيمن صيام.
عنصرين من كتيبة حماس. المكتب السياسي لحركة حماس في غزة – زكريا أبو معمر وجواد أبو شمالة وآخرون.

جيش من العملاء

والجدير بالذكر أن “إسرائيل تستخدم عملاء ميدانيين منذ عقود، وقد قامت ببناء جيش كامل”.

وقالت مصادر في غزة لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن “أحد مصادر إسرائيل هو العامل البشري” الذي يساعد بشكل كبير في تحديد وتتبع الأهداف ويساعد في تحديد مواقع وتوقيت الضربات.

وأضافت هذه المصادر، التي تزعم أنها زودت إسرائيل بمعلومات ساعدت في تحديد مكان المطلوبين الذين تم القضاء عليهم، أن “إسرائيل تستخدم عملاء ميدانيين منذ عقود، وقد قامت ببناء جيش كامل”.
كما قالوا للصحيفة إن العامل البشري هو أحد أهم العناصر في عملية التجسس لأي جهاز استخبارات، مؤكدين أنه على مر السنين، قامت التنظيمات القتالية والأجهزة الأمنية الحكومية في غزة باعتقال المئات من الأشخاص المرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية، توفير معلومات قيمة مختلفة لأصحاب العمل.

تحقيقات واسعة

وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل تمكنت في بعض الأحيان من تجنيد أشخاص ضمن التنظيمات الفلسطينية وداخل الدائرة الاجتماعية للمستهدف، سواء على المستوى التنظيمي أو العائلي أو من خلال العلاقات الاجتماعية كالأقارب والجيران.

وكشفوا أيضًا أن قادة الصفين الثاني والثالث، وكذلك النشطاء التابعين لحركة حماس ، تعاونوا مع إسرائيل، وقدموا معلومات لتحديد مواقع القادة ومواقع إنتاج الأسلحة والصواريخ – وحتى الأنفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة أجرت تحقيقات واسعة النطاق في الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الأخيرة، وكشفت أنه في كل عملية اغتيال في الضفة الغربية أو غزة، كان عملاء فلسطينيون متورطين بشكل أو بآخر، بل إن بعضهم شارك في عمليات الإعدام.

ويتجلى ذلك في العديد من عمليات الإعدام التي نفذت في العامين الماضيين، وخاصة في جنين ونابلس، على خلفية العديد من عمليات القضاء الناجحة على المقاتلين والأفراد المطلوبين من قبل إسرائيل.

أساليب العمل

وعرضت صحيفة «الشرق الأوسط» قصة الجاسوس الذي جندته المخابرات الإسرائيلية، وتم تسليمه حذاء رياضي تبين لاحقاً أنه يحتوي على شرائح تجسس إلكترونية تقوم بمسح الأنفاق التي دخلها في مناطق مختلفة شمال قطاع غزة.

وساعد شخص آخر شارك في حفر الأنفاق إسرائيل في تحديد موقع هذه الأنفاق، وبعد التحقيق في غزة تبين أنه كان على اتصال مع القائمين عليه عبر الإنترنت. تم القبض عليه لكنه تمكن من الفرار من غزة.
وفي قضية أخرى، أكد مسؤولون أمنيون للصحيفة اعتقال فتاة عام 2015 ساعدت جزئيا في محاولة اغتيال محمد ضيف داخل أحد المباني في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وأدت المحاولة بعد ذلك إلى مقتل زوجته واثنين من أبنائه، لكنه نجا.
وأوضح المسؤولون للصحيفة أن ضباط المخابرات الإسرائيليين أعطوا الفتاة معلومات تقريبية عن الضيف وصورته، وبعد تجنيدها في وقت سابق، طلبوا منها الاقتراب من السكن الذي تتواجد فيه زوجته ومعرفة ما إذا كان هناك أي رجل داخل الشقة. وعندما أشارت إليهم بأنها سمعت صوت رجل داخل الشقة، قصفت إسرائيل الشقة، لكن ضيف نجا.

ما زال في مهب الريح، يحيى السنوار
ما زال في مهب الريح، يحيى السنوار

وقال مصدر آخر لـ«الشرق الأوسط» إن التحقيقات السابقة كشفت عن تجنيد ما لا يقل عن 30 شخصاً سافروا عبر معبر إيرز إلى الضفة الغربية أو إسرائيل وطلب منهم جمع معلومات عن حماس مقابل إصدار تصاريح.
وعلى الرغم من الاحتمال الكبير بأن الضيف لم ينجو من الاغتيال وأنه مات بالفعل، فإن حماس حريصة على التأكيد على أن هذا ليس “إنجازا”. ويقول مسؤولو حماس: “نحن نعمل وفق مبدأ أن هناك خروقات محتملة في أي لحظة، ونتخذ إجراءات وأساليب أمنية معقدة”. “لا يوجد مكان واحد فوق الأرض أو تحتها يبقى فيه القائد لفترة طويلة.”
“خرق داخلي كبير”
وفي اليوم الذي كان من المفترض أن يتم فيه القضاء على الضيف، ذكرت شبكة الحدث السعودية أن حماس تحقق في “خرق داخلي كبير” وراء الغارة. وقالت المصادر المذكورة في التقرير إن الضيف وساعده الأيمن سلامة، اللذين نجيا من محاولات اغتيال إسرائيلية سابقة، تحركا أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين كبار آخرين من مكان إلى آخر لمنع التتبع الإسرائيلي.
وبحسب التفسيرات التي قدمتها “الحدث” آنذاك بشأن “الخرق” الذي تم التحقيق فيه، فإنه يتعلق بعميلين تابعوا شخصيات بارزة في حماس وكانوا يعرفون بالضبط مكان وجودهم.

كما أفادت “الحدث” أن إسرائيل اعتقلت مسؤولين من “الدرجة الثانية والثالثة” في حماس وحصلت على معلومات منهم.

وذكر التقرير السعودي أن “إسرائيل حصلت على معلومات من مصادر استجوبتها حول تحركات قيادات حماس بين رفح ومدينة غزة”.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى