صفوت سليم يكتُب: الكونجرس الصهـ يوني !

طالعت خطاب رئيس الوزراء الصهيوني، أسفل سقف الكونجرس الأمريكي، ولعل الخروج المفاجئ وإلقاء ذلك الخطاب على رؤوس الأشهاد يعد محاولة للاغتسال من الدماء التي أريقت في الداخل الفلسطيني، خلال الأشهر الماضية، بمباركة أمريكية ودعم بالعتاد والذخائر المحرمة دوليًا، وأمام أعين العالم أجمع نرى كيف يباد الفلسطنيون على مدار الساعة، ويركضون في الشوارع من منطقة لأخرى بغية النجاة من آلة الحرب الصهيونية الهمجية.
إن استضافة الكونجرس الأمريكي لمجرم حرب، يعد وصمة عار لتلك الدولة التي خلعت ملابس الديمقراطية التي صدعوا رؤوسنا بها على مدار العقود الماضية، فجميع من يدعون البحث عن حقوق الإنسان في كل زقاق وحارة آثروا البقاء في المنطقة الرمادية، والتأكيد على أن تلك الفزعات ما هي إلا ضرب نار في فرح عمدة على مصرف مليء بالناموس والحشرات، فيجب أن نكف عن الإصغاء لتلك الطغمة التي أثبتت المواقف أنها تحيد عن الحق، ولا تدعم سوى إبادة الشعب الفلسطيني.
والعجب العجاب أن صبيان رئيس الوزراء الصهيوني تلقوا الخطاب بالزغاريد والرقص والتصفيق الحار!، هل نحن أمام الكونجرس الأمريكي، صانع القوانين في الولايات المتحدة الأمريكية، أم إزاء كونجرس صهيوني لا يرعى سوى مصالح إسرائيل، ويبحث عن دعمها بالسبل الممكنة كافة.. بصراحة شديدة سقطت ورقة التوت وظهر البيان، وهو ما يستوجب على جميع قادة العرب البحث عن مصالحهم، والاستفادة مما يحدث لتقييم العلاقات، بشكل صحيح، والابتعاد عن عباءة الأمريكان، فالمسألة باتت واضحة تمامًا.
رئيس الوزراء الصهيوني أمسك بالحديدة قرابة ساعة، ولم يتحدث عن صفقة الرهائن، أو الهدنة في غزة، وهو ما يكشف أن الرجل يحتاج إلى مصحة نفسية عاجلة، للكشف عن قواه العقلية، فماذا أهم من ذلك تزامنًا مع حالة الغليان في الداخل الإسرائيلي.. فقط يريد المزيد من السلاح ليزهق أرواح ما تبقى في غزة، للإمساك بقادة المقاومة، وهو لا يعلم أنه يبحث عن إبرة في كومة قش، ما علينا السن له أحكامه، والرعب من المصير المحتوم يفعل أكثر من ذلك، خاصة أنه من المفترض أن يقبع داخل السجن على إثر جرائم الحرب التي ارتكبها.. واقع يكشف أن القوانين الدولية تمزق في المراحيض أمام المصالح الأمريكية ووجود إسرائيل وتأمين مصالحها في المنطقة!.
ولا أعرف لماذا التصفيق الحار عندما تحدث رئيس الوزراء الصهيوني عن أن الصراع بين البربرية والتحضر.. صحيح رأينا التحضر في إبادة الشعب الفلسطيني، كما رأيناه عن كثب في الصمت على قتل الأبرياء، والصمت الأمريكي المخزي، وفوق الطامة تأتي الجنائية الدولية لتأجل إصدار مذكرتي اعتقال لرئيس الوزراء الصهيوني ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، لمنح فرصة لمزيد من الآراء القانونية، أيٍ آراء تبحثون عنها والحقائق يفهمها كل لبيب، كفاكم تهريج فالعالم بات على شفا الانفجار.. كفاكم تدليس وقولوا الحقيقة!.

زر الذهاب إلى الأعلى