باريس المثلية تصدم العالم المسيحى فى معتقداته.. “العشاء الأخير مسموم”
تقرير يكتبه: عاطف عبد الغنى
“هاشتاج ترند” حمل عنوان: “المثلية الجنسية” وتعليقات مستهجنة ورافضة، وجدل جديد تثيره باريس الحداثية التى تحمل شعار – الحرية بلا حدود – إلا فيما يخص معتقداتها التى تتصادم كثيرا مع الأديان السماوية ومعتقدات أتباعها.
إهانة للعقائد
مكمن الجدل هذه المرة تلك الفقرة التى جاءت فى حفل افتتاح الأولمبياد الذى جرى قبل ساعات واحتضنته العاصمة الفرنسية باريس، وأثارت بعض فقرات الحفل جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعد أن اعتبر العديد من المتابعين أن فقرة تمثيلية وردت فى حفل الافتتاح، تشوه صورة “العشاء الأخير”، إحدى أشهر لوحات الفنان العالمى الشهير ليوناردو دافنشي، والتى تمثل رمزا دينا فى العالم المسيحى، وقد تخيلت لوحة “العشاء الأخير” بطريقة مثيرة للجدل، تلامذة المسيح مجموعة من “الشواذ” الذين يطلق عليهم من باب التخفيف والتجميل: “مثليون”.
واعتبر العديد من المسيحيين أن هذا الحدث هو إهانة صريحة للمسيحية، وأن استخدام رمز ديني بهذا الشكل يمثل استفزازًا لمشاعر الملايين من المؤمنين حول العالم.
تفاصيل أخرى
الفقرة التى وردت فى عرض افتتاح الأولمبياد، هى رقصة مستوحاة من لوحة “العشاء الأخير”، حيث تم تمثيل شخصيات اللوحة بطريقة، يقال إنها: “حديثة ومعاصرة”، وقد تضمنت “الرقصة” إشارات واضحة إلى “مجتمع الميم” أو المثلية الجنسية، الأمر الذي أثار استياء العديد من المتابعين والنقاد، واعتبروه تحريفًا غير مقبول لعمل فني ديني عريق.
وتأتى رمزية لوحة “العشاء الأخير” من انها تحمل دلالات دينية عميقة للمسيحيين حول العالم، لذا فإن أي محاولة لتغيير هذه الدلالات أو استغلالها لأغراض أخرى يعتبر أمرًا حساسًا ومثيرًا للجدل.
ولا يعنى بأى حال من الأحوال أن الاختلاف الثقافي والديني أن تتم الإساءة للرموز الدينية، حتى ولو لا يتم فهم أو تقبل بعض هذه الرموز في ثقافات أخرى.
رأى البعض أيضا فى الفقرة توظيفا لما يمكن أن يطلق عليه مجازا: “فن” كأداة سياسية، وعندما يتم استخدام “الفن” كأداة للتعبير عن الآراء السياسية أو الاجتماعية، فهذا يؤدي إلى استقطاب الرأي العام وإثارة الجدل.
ليس “الفن” فقط الذى تم توظيفه، ولكن اعتبر البعض – أيضا – أن هذا الحدث يعكس تسييسًا للرياضة، واستغلالا للألعاب الأولمبية، وأن استغلالها لدفع أجندات سياسية أو اجتماعية أمر غير مقبول.
كما انتقد فنانون ونقاد الطريقة التي تم بها التعامل مع اللوحة، ورأوا أنها (الطريقة) تشوه لعمل فني أصيل، وأنها تفتقر إلى الاحترام والتقدير للتراث الفني والإنساني.
الآثار المترتبة
أدى هذا الحدث إلى تعميق الاحساس بالمرارة بين مختلف التيارات الفكرية والاجتماعية، حول العالم، لا سيما بين المؤمنين والمحافظين والليبراليين، وتضررت صورة الألعاب الأولمبية، والتي كانت تعتبر رمزًا للسلام والوحدة بين الشعوب.
كما أثار نقاشًا واسعًا حول حدود حرية التعبير، وحق الأفراد في التعبير عن آرائهم، حتى لو كانت هذه الآراء تسيء إلى الآخرين.
ساويرس ينتقد
ومن بين “التدوينات التى انتشرت على مواقع التواصل، تدوينة لرجل الأعمال، نجيب ساويرس، نشرها على حسابه على موقع “أكس” أعرب فيها عن استيائه من هذا التعديل، واصفاً إياه بأنه “غير محترم وذوق سيء للغاية”.