تقرير إسرائيلى يحلل خطابات نصر الله: الأهداف المعرفية والنفسية

كتب: أشرف التهامى

نشر مركز “ألما” الإسرائيلى تقريرا تحليليا لخطابات حسن نصر الله الأمين العام وزعيم ميليشيا “حزب الله”، مؤكدا فى بداية التقرير أن هناك طريقتين رئيسيتين يمكن من خلالهما تحديد يتم من خلالهما نقل رسائل حزب الله ورواياته، الأولى هي خطابات نصر الله. والثانية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية الرسمية.

ومضى التقرير الذى يحمل وجهة النظر الإسرائيلية فى تحليلها كالتالى:

تنقسم خطابات نصر الله عمومًا إلى نوعين، النوع الأول يشمل الخطب والمقابلات التقليدية، عادةً خلال الأعياد الإسلامية (الشيعية) أو لإحياء ذكرى الأحداث الكبرى في لبنان والمنطقة. والنوع الثاني هو استجابة لأحداث مهمة في المنطقة.

ويبدو أنه منذ أكتوبر 2023، عندما اندلعت الحرب الحالية، اندمج النوعان من الخطابات.

سمات الخطاب

يمكن وصف خطابات نصر الله، بشكل عام، وخطاباته في زمن الحرب بشكل خاص، بثلاثة سمات رئيسية:

استهداف جماهير مختلفة

الدوافع المركزية

“أيديولوجية فلسطين”:

تحديد الجماهير المستهدفة

وأضاف التقرير أنه يمكن تقسيم خطابات نصر الله وفقًا للجمهور المستهدف المقصود: القاعدة الشيعية المؤيدة له في لبنان (الهدف المركزي في الحرب المعرفية لحزب الله هو الحفاظ على القاعدة والحفاظ عليها)، ومعارضي حزب الله في لبنان، والجمهور الإسرائيلي، والدول العربية، والدول الغربية، والمزيد.

على سبيل المثال، في خطاب نصر الله في السادس من أغسطس/آب (في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال القائد العسكري الإرهابي في حزب الله فؤاد شكر)، برزت رسائله إلى الجمهور اللبناني المعارض لحزب الله، كما برز خطابه إلى الدول العربية:

“هناك من في لبنان من يحتاج إلى فهم حجم المخاطر في ما يحدث في المنطقة، ويعربون عن قلقهم مما سيحدث إذا انتصرت المقاومة في المعركة، وأنا أقول لهم أن عليكم أن تخافوا من انتصار العدو… أولئك الذين لا يدعموننا في لبنان، نطلب منهم عدم طعن المقاومة في الظهر وعدم المشاركة في الحرب النفسية ضدنا”.

“إذا هُزمت المقاومة في غزة، فلن تحمي إسرائيل الأماكن المقدسة الإسلامية أو المسيحية، وستبقى فلسطين أو الأردن أو نظامها الحاكم أو سوريا في قبضة مصر… من واجب جميع دول المنطقة أن تحدد هدفًا لمنع “إسرائيل” من الفوز في هذه المعركة والقضاء على المقاومة والقضية الفلسطينية. المطلوب هو المواجهة دون تردد ودون استسلام… في مواجهة التهديد الإسرائيلي”.

وليس من قبيل المصادفة أن يختار نصر الله ذكر الأردن ومصر على وجه التحديد، اللتين تربطهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل.

الدوافع الرئيسية

وتحت عنوان : “الدوافع الرئيسية” قال التقرير الإسرائيلى إن خطابات نصر الله تنطلق من عدة دوافع رئيسية، وهو يستخدمها كلها في بعض الأحيان، وأحياناً أجزاء منها فقط، وتتكرر هذه الدوافع بشكل متكرر وتشكل الأساس لرسائل حزب الله وروايته كالتالى:

تمجيد “جيش المقاومة”: يضع حزب الله نفسه في موقع حامي لبنان. ويقدم نفسه باعتباره المنظمة التي ستوقف إسرائيل وتمنعها من تحقيق أهدافها.

إضعاف معنويات جنود جيش الدفاع الإسرائيلي: مخاطبة الجندي البسيط، والسخرية والاستهزاء بالقدرات العملياتية لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي.

التقليل من شأن جيش الدفاع الإسرائيلي: التقليل من قوته وقدراته العسكرية الإسرائيلية وتسليط الضوء على عيوبه.

إصدار التهديدات: التأكيد على التهديد الذي تتعرض له إسرائيل وسيطرة حزب الله العملياتية والجغرافية على المواطنين الإسرائيليين، وخاصة في المجتمعات الشمالية.

تمجيد “أبطال المقاومة والشهداء”: تسليط الضوء على “مشاهير” حزب الله.

الارتباط بالدين: إن الارتباط بين سياسة حزب الله والشيعة في لبنان عميق وواضح.

في خطابه في السادس من أغسطس/آب، مجّد نصر الله “الشخصية المشهورة” التي أُلقيت الكلمة على شرفها – فؤاد شكر.

وتحدث نصر الله بالتفصيل وأشاد بصفات شكر وقدراته ومساهماته العسكرية في حزب الله.

كما استخدم نصر الله دوافع تمجيد جيش المقاومة، والسخرية من جيش الدفاع الإسرائيلي، والتأكيد على التهديد الذي تواجهه إسرائيل. ولم يفوت نصر الله الفرصة لاستخدام الهجوم الذي استخدمت فيه طائرات بدون طيار من طراز شاهد 101 تعمل بمحركات كهربائية وتسللت إلى منطقة نهاريا في شمال إسرائيل بعد ظهر السادس من أغسطس/آب (قبل ساعات قليلة من الخطاب) لتضخيم هذه الروايات.

“أيديولوجية فلسطين”

إن الحاجة إلى الحفاظ على “أيديولوجية فلسطين”، كما حددها المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، واضحة.

إن هذه الأيديولوجية المزعومة تهدف إلى سد الفجوة الأيديولوجية بين المحور الشيعي وجماعة الإخوان المسلمين السُنّية ـ ممثلة في حماس. إن “أيديولوجية فلسطين” تخلق مصلحة مشتركة في نظر المرشد الأعلى الإيراني، وتشكل أساساً للتعاون.

وانتهى تقرير “ألما” إلى القول: “علناً، يظهر حزب الله الشيعي وحماس السُنّية وحدة المصالح في المقام الأول ضد إسرائيل، على الرغم من اختلافاتهما الأيديولوجية. إن المصلحة المشتركة تسمح للمحور الشيعي المتطرف بقيادة إيران بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين السُنّية ممثلة في حماس. وبدلاً من أيديولوجية دينية مختلفة، يتم إنشاء إطار أيديولوجي مشترك ـ “أيديولوجية فلسطين”، وإن تصريحات نصر الله العديدة تخدم هذا الهدف”.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى