جهود مكثفة للسيطرة على حريق هائل في مزرعة نخيل بقرية القلمون بالداخلة
كتب – علي يوسف
شهدت قرية القلمون بمركز الداخلة في محافظة الوادي الجديد حادثًا خطيرًا تمثل في اندلاع حريق هائل في إحدى مزارع النخيل التي تعد رمزًا للثروة الزراعية في المنطقة.
اقرأ أيضا.. استمرار اشتعال حريق هائل في جزيرة كريت اليونانية لليوم الثالث
الحريق الذي انتشر بسرعة هائلة في مساحات واسعة من المزارع، أثار حالة من الذعر بين سكان القرية، ودفع السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للسيطرة عليه ومنع امتداده إلى المناطق السكنية المجاورة.
تفاصيل الحادث: من الإخطار إلى التدخل السريع
في تمام الساعة السابعة مساءً، تلقى اللواء محمود فؤاد، مساعد وزير الداخلية لأمن الوادي الجديد، إخطارًا من غرفة عمليات شرطة النجدة يفيد باندلاع حريق هائل في مزارع نخيل بقرية القلمون.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن الحريق بدأ في أحد الحقول الجافة الممتدة على مساحة كبيرة، قبل أن يمتد بسرعة إلى مزارع أخرى تحتوي على أشجار نخيل غير مثمر، ما ساهم في زيادة شدة النيران وانتشارها.
الإجراءات الأولية: سرعة الاستجابة وإنقاذ الممتلكات
استجابت وحدات الدفاع المدني فور تلقي البلاغ، حيث تم الدفع بخمس سيارات إطفاء مزودة بأحدث المعدات للتعامل مع النيران.
كما تم استدعاء سيارات من الوحدة المحلية للمدينة والقرى المجاورة للمساعدة في عمليات الإطفاء وتقديم الدعم اللوجستي لفرق الإطفاء.
ولم تغفل الجهات المختصة عن احتمالية وقوع إصابات بشرية بسبب الحريق أو استنشاق الأدخنة الكثيفة التي غطت المنطقة، فتم إرسال سيارات إسعاف إلى الموقع تحسبًا لأي طارئ.
التحديات التي واجهت فرق الإطفاء: الرياح والمواد القابلة للاشتعال
واجهت فرق الإطفاء تحديات كبيرة في التعامل مع هذا الحريق الضخم. فالرياح الشديدة التي كانت تهب من الغرب ساعدت في انتشار النيران بسرعة، كما أن وجود كميات كبيرة من الأعشاب الجافة وأشجار النخيل غير المثمرة التي تعتبر مواد قابلة للاشتعال بشدة زادت من صعوبة المهمة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تمكنت الفرق من السيطرة على النيران بعد ساعات من العمل المتواصل، حيث استخدمت خلالها تقنيات حديثة لمنع انتشار النيران إلى المناطق السكنية المجاورة وحماية ممتلكات المواطنين.
التبريد ومنع تجدد النيران: مرحلة ما بعد السيطرة على الحريق
بعد السيطرة الكاملة على الحريق، بدأت فرق الدفاع المدني في تنفيذ مراحل التبريد لضمان عدم تجدد النيران مرة أخرى.
استمرت عمليات التبريد لساعات طويلة، حيث تم رش كميات كبيرة من المياه والمواد العازلة على المناطق التي كانت مشتعلة لضمان عدم وجود أي جيوب نار صغيرة قد تعاود الاشتعال لاحقًا.
كما قامت الفرق بفحص دقيق لكل المزارع المتضررة للتأكد من عدم وجود أي مصدر خطر يمكن أن يهدد السلامة العامة.
حصر الخسائر المادية: أضرار جسيمة بالممتلكات الزراعية
في سياق متصل، بدأت الأجهزة المختصة في حصر الخسائر الناجمة عن هذا الحريق الضخم.
وفقًا للتقديرات الأولية، فإن الحريق تسبب في تلف مئات أشجار النخيل والأعشاب الجافة، مما يعرض أصحاب هذه المزارع لخسائر مادية كبيرة.
من المتوقع أن تستمر عمليات الحصر لبضعة أيام، حيث سيتم تقييم حجم الأضرار بدقة وإعداد تقرير شامل يتم رفعه إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتعويض المتضررين.
التحقيقات الأولية: البحث عن سبب الحريق
فتحت السلطات تحقيقًا عاجلًا لمعرفة سبب اندلاع هذا الحريق الكبير. وقد تم تحرير محضر رسمي بالواقعة وأحيل إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
تعكف النيابة حاليًا على استجواب الشهود وجمع الأدلة من موقع الحادث، بما في ذلك مراجعة كاميرات المراقبة إن وجدت، والاستماع إلى شهادات المواطنين الذين كانوا في المنطقة وقت اندلاع الحريق.