القس بولا فؤاد رياض يكتب: صوم السيدة العذراء
بيان
“فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،” ( لو ١ : ٤٨)
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصوم السيدة العذراء ومدته 15 يوم. يبدأ في يوم 7 أغسطس وينتهي يوم 22 أغسطس.
والسيدة العذراء مريم في العقيدة المسيحية لها مكانة كبيرة:
فهي العذراء التي تنبأ عنها الآباء والأنبياء، ورأوا رموزًا تشرح سرها، فهي حواء الجديدة أم كل حي بالحقيـقة.
هي المرأة التي نسلها المسيح يسحق رأس الحية،
وهي حمامة نوح التي بشرت الخليقة كلها بسلام الله الذي صار للبشر،
وهي السُلم الذي رآه أبونا يعقوب منتصباً على الأرض ومرتفعاً إلى السماء،
وهي العليقة المشتعلة بالنار ولم تحترق التي رآها موسي النبي في برية سيناء،
وهي خيمة الاجتمـاع الـتي يسكن فيها الله مع الناس، وهي تـابوت العهد الذي يَحوي غير المُحـوي،
وهي قسط المن الذي يحمل لنا خبز الحياة النازل من السماء واهباً حياة للعالم،
وهي عصا هارون الكاهن التي أنبتت وأثمرت بغير غرس ولا سقي،
وهي المجمــرة الذهبية حاملة جمـر اللاهـــوت ولم تحترق، وهـي المنارة الذهبية حاملة النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلى العالم،
وهي العذراء التي تكلم عنها إشعياء مفتوح العينين من وراء الزمان قائلاً “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».” (إش 7: 14)
وهي السحابة الخفيفة السريعة التي شرح سرها إشعياء تحمل السيد المسيح في مجيئه لأرض مصر إذ قال: “وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.” (إش 19: 1)
وهي باب المشارق الذي رآه حزقيال،
وهي العروس الطاهرة التي أنشد عنها سليمان الحكيم في نشيد الأناشيد قائلاً: “أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.” (نش 4: 12)
رئيس الملائكة الجليل جبرائيل بشر السيدة مريم العذراء ومنحها سلام قائلاً لها: “لا تخافي يا مريم لأنكي قد وجدتي نعمة أمام الله وستلدين أبناً وتسمينه يسوع”.
العقيدة المسيحية تطُوب القديسة مريم العذراء دائمة البتولية بتسابيح الفرح.
ألقاب السيدة العذراء:
العذراء، البتول، الملكة، القديسة، المُكرمة، السيدة، العروس، أم الكلمة، أم النور الحقيقي، أم الرحمة والخلاص، أم الملك الحقيقي، أم جميع الأحياء، الأم الباقية عذراء، والدة ينبوع الحياة، المُشتملة بالأنوار، العذراء كل حين، ثبات طهارتنا، اليمامة العقلية، شفيعة نفوسنا، بستان العطر، العنبر المختار، زهرة البَخور، العبدة والأم، الجبل العقلي، ذات الشفاعات، حواء الثانية، تهليل حواء، فرح الأجيال، فرح هابيل البار، خلاص نوح، نعمة إبراهيم، الكنز الروحي، تهليل يعقوب، فخر يهوذا، كرازة موسى، كرامة صموئيل، ثبات أيوب البار، ابنة الملك داود، صديقة سليمان، العذراء البتول، البكر العروس، العروس بلا عيب، العروس بلا زواج، ابنة الملك، سيدتنا كلنا، ملكتنا كلنا، زينة البشرية، باب المشارق، الحمامة الحسنة، مدينة الله، الممتلئة نعمة، الممتلئة مجداً، خلاص إشعياء، شفاء ارميا، علم حزقيال، نعمة دانيال، قوة إيليا، نعمة إليشع، سور خلاصنا، فخر جنسنا، إكليل فخرنا، فخر العذارى، باب السماء، بهجة الصديقين وفرح المؤمنين، ينبوع ماء الحياة المقدس، الزهرة النيرة غير المتغيرة، المكرمة من مشارق الشمس إلى مغاربها ، المنارة الذهب النقي الحاملة المصباح المُتقد في كل حين.
فضائل العذراء مريم:
الاتضاع: “فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.” (لو 1: 38)
الشكر، التسليم، الإيمان، الصمت، المحبة، الرجاء، الطاعة، السلام، الفرح، النعمة، احتمال الكرامة، خدمة الآخرين، إنكار الذات
أعياد العذراء مريم:
– عيد البشارة بميلادها 7 مسرى (14 سبتمبر)
– عيد ميلادها 1 بشنس (14 مايو)
– عيد دخولها الهيكل 3 كيهك (16 ديسمبر)
– عيد مجيئها إلى مصر 24 بشنس (1 يونية)
– عيد نياحتها 21 طوبة (29 يناير)، (عيد شهري من كل شهر قبطي)
– عيد إصعاد جسدها 16 مسرى (22 أغسطس)
– عيد تكريس أول كنيسة باسمها في فيلبي (21 بؤونة- 28 يونيو) المعروفة بمعجزة حالة الحديد
– عيد ظهورها في الزيتون (2 إبريل)
العذراء مريم في القرآن الكريم:
– تم تكريم السيدة العذراء في القرآن الكريم حيث وردت قصتها في أكثر من صورة قرآنية ووضعها في صفوف الأنبياء وذلك في قوله تعالى ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ” (مريم 16)
– توجد في سورة آل عمران وهي ثاني أطول سورة في القرآن فقد ورد اسم مريم مجرداً عن المسيح في سورة آل عمران 6 مرات.
– وورد اسمها مجرداً في سورة النساء مرتين.
– وسورة مريم التي حملت اسمها ورد اسمها مجرداً مرتين (سورة مريم 16- 26)
– وورد اسمها في سورة التحريم مرة واحدة.
– تحدثت آيات سورة آل عمران عن تبشير الملائكة لمريم لأن الله قد اصطفاها على نساء العالمين “وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ” (آل عمران 42)، ونلاحظ أن كلمة “اصْطَفَاكِ” وردت مرتين في آية واحدة.
– إنها السيدة الوحيدة التي ذُكر اسمها صراحةً، وليس تلميحاً، ودون كُنية أو إشارة
– تحدثت سورة مريم عن حمل العذراء للمسيح وإن معظم قصة مريم جاءت في سورة آل عمران وسورة مريم.
ظهورات (تجلي) السيدة العذراء في مصر وخارج مصر:
ظهورات العذراء في مصر:
1- ظهرت السيدة العذراء في مساء الثلاثاء 2 أبريل بعد النكسة في عام 1967 لتعطي سلاماً وطمأنينة للشعب المصري. ظهرت فوق قباب كنيسة السيدة العذراء بالزيتون في شارع طومان باي بأشكال مختلفة، وكانت تتحرك وتُبارك المشاهدين بيدها ورأسها لتخفف عن المصريين حدة الحزن بعد هزيمة يونيو 1967 واستمر الظهور لمدة سنة كاملة.
وشهد هذا الظهور آلاف المواطنين من مختلف الطوائف والأديان والأجانب وصاحب ظهور العذراء حدوث معجزات شفاء لكثيرين، وأصدر البابا كيرلس السادس بياناً في 4 مايو لعام 1968 أقر فيه الاعتراف بملء الايمان بظهور العذراء في الزيتون.
2- ظهور العذراء في شبرا في كنيسة القديسة دميانة في بابا دبلو في 25 مارس لعام 1986.
3- ظهور في شنتا الحجر التابعة لبركة السبع محافظة المنوفية خلال صوم العذراء في عام 1967 .
4- ظهور في أسيوط في كنيسة مارمرقس من عام 2000 إلى عام 2001.
5- ظهور السيدة العذراء في كنيستها في الوراق في 15 ديسمبر عام 2009.
ظهورات العذراء مريم خارج مصر:
1- ظهرت العذراء في فاتيما بالبرتغال في الفترة من 12 مايو إلى 13 أكتوبر لعام 1917
2- ظهرت في بلجيكا في الفترة بين 29 نوفمبر 1932 إلى 3 يوليو 1932 في كل من مدينة بورينج وبانوه
3- ظهرت في جرانيديل بأسبانيا في الفترة بين 18 يونية لعام 1961 إلى 13 نوفمبر لعام 1965.
ومازالت العذراء تفعل الكثير من معجزات الشفاء لكل من يطلبها بإيمان ورجاء لمختلف الأجناس والعقائد.
بركة صلواتها وشفاعتها تكون معنا كما باركت بلادنا مصر منذ أكثر من ألفي عام نطلب أن تبارك بلادنا في هذه الأيام.
……………………………………………………………………
كاتب المقال: ” كاهن كنيسة مارجرجس المطرية القاهرة “.