طلبات إسرائيل التى تعطل اتفاق وقف إطلاق النار
كتب: أشرف التهامي
يصّر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، على مراقبة عودة المدنيين من غزة إلى المناطق الشمالية لمنع مقاتلى حماس من الذهاب معهم، مما يتناقض مع التفاؤل الحالي بإمكانية التوصل إلى اتفاق؛ كما يتضمن الاقتراح الأمريكي المحدث خفض قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا ولكن ليس الانسحاب الكامل ويقبل طلب إسرائيل بالسيطرة على عودة سكان غزة إلى الشمال.
ماذا بعد قمة الخميس؟
وأوضحت الولايات المتحدة لإسرائيل والوسطاء في القمة التي عقدت في الدوحة أن إصرار إسرائيل على مراقبة عودة المدنيين إلى شمال قطاع غزة من أجل منع عودة مقاتلى حماس إلى المنطقة من شأنه أن يقضي على فرص التوصل إلى اتفاق.
كما تصر الولايات المتحدة على عدم وضع أي حد زمني لوقف إطلاق النار.
ورغم التفاؤل الذي أبدته إسرائيل بعد المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، بما في ذلك من مكتب رئيس الوزراء، فإن مصدرا إسرائيليا مرتبطا بالمفاوضات يشعر بالقلق من أن يستخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلب الذي يقال إنه وافق بالفعل على تقديم تنازلات بشأنه لإحباط أي فرصة للتوصل إلى اتفاق.
وقد ترددت أنباء على نطاق واسع تفيد بأن مطلب إسرائيل بالسيطرة على حركة سكان غزة إلى الشمال لم يكن جزءًا من المخطط الأصلي الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو ، وأضافه نتنياهو في وثيقة توضيحية في أواخر يوليو. وبعد أن وافق على رفعه مقابل تخلي حماس عن مطلبها بإنهاء معلن للحرب، تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مساره وكرر الطلب رغم موافقته على ترك القرار النهائي للمراحل النهائية من المفاوضات.
وقال المسؤول إن نتنياهو قد يستخدم طلبه للحصول على مزيد من التنازلات من حماس أو لمنع التوصل إلى اتفاق نهائي.
وقد نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا، قائلاً في بيان أصدره الأسبوع الماضي: “ينص اقتراح 27 مايو على أنه لن يُسمح إلا للمدنيين العزل بعبور ممر نتساريم إلى شمال غزة. وتنص رسالة 27 يوليو على ضرورة إنشاء آلية متفق عليها لضمان ذلك (وهو الأمر الذي أثاره الوسيط الأمريكي في البداية). والرسالة لا تتعارض مع اقتراح 27 مايو فحسب، بل إنها تسهله”.
ويسلط المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون الضوء على الإنجاز الرئيسي الذي حققته إسرائيل حتى الآن وهو خيار استئناف القتال بعد إطلاق سراح الرهائن في المرحلة الأولى من الصفقة وفي الاتفاق الذي يمنع الحرب الإقليمية.
ماذا عن إجتماع الاحد القادم؟
ومن المقرر أن تجتمع فرق التفاوض في القاهرة يوم الأحد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات بشأن إمدادات المساعدات الإنسانية وعملية التفاوض بعد اكتمال المرحلة الأولى. ومن المقرر أن تجتمع الفرق التي يتعين عليها الاتفاق على الإجراءات لمنع تهريب الأسلحة إلى حماس عبر ممر فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي إلى مصر في وقت لاحق من الأسبوع.
ماذا عن التقرير السعودي؟
وقالت مصادر في حماس لشبكة “الشرق الأوسط” السعودية إن المقترح الأميركي المحدث يتضمن تقليص قوات الجيش الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا، ولكن ليس الانسحاب الكامل وعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع للسيطرة على معبر رفح مع مصر.
كما تضمن الأميركيون مطلب إسرائيل بالسيطرة على عودة سكان غزة إلى المناطق الشمالية، لمنع مقاتلي حماس من إعادة تأسيس قدراتهم العسكرية هناك، رغم أن الآلية لم تتحدد بعد.
وبحسب التقرير السعودي، فإن إسرائيل ستتمكن من ترحيل عدد كبير من السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون كجزء من الصفقة، كما ستتمتع إسرائيل بحق النقض على هوية ما لا يقل عن 100 من السجناء ولن تُجبر على الانسحاب بالكامل من القطاع.
ويعتمد تقديم المساعدات إلى غزة على الاتفاق على هذه الشروط. وقال المصدر إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار الدائم ستتم خلال المرحلة الثانية من الصفقة، وإذا لم تقبل حماس بشروطها، فستكون إسرائيل قادرة على استئناف القتال. وقال أيضًا إن الولايات المتحدة اقترحت ترك المفاوضات بشأن إعادة بناء غزة وإنهاء الحصار على القطاع حتى اكتمال المرحلة الأولى من الصفقة.