وكالات

في ظل التزايد المستمر في حالات الإصابة بجدري القرود في مناطق متعددة من أفريقيا، أعلنت منظمة الصحة العالمية في 15 أغسطس 2024 حالة طوارئ صحية عالمية، محذرة من احتمال انتشار هذا الفيروس عبر الحدود الدولية.

اقرأ أيضا.. الصحة تكثف إجراءات الترصد لمكافحة عدوى جدري القرود في مصر

يأتي هذا الإعلان في وقت تزداد فيه المخاوف من تحول جدري القرود إلى جائحة جديدة، خاصة بعد التجارب القاسية التي مر بها العالم مع جائحة كورونا.

هل يهدد جدري القرود بحدوث جائحة عالمية؟

رغم إعلان حالة الطوارئ، طمأنت منظمة الصحة العالمية أن احتمالية تحول جدري القرود إلى جائحة عالمية مشابهة لجائحة كورونا ما زالت ضئيلة.

وأشارت المنظمة إلى أن الأوبئة العالمية عادة ما تنتشر نتيجة فيروسات محمولة جواً، مثل فيروس كورونا، الذي انتشر بسرعة كبيرة وأصاب ملايين الأشخاص حول العالم في وقت قصير.

في المقابل، ينتشر جدري القرود ببطء أكبر ويعتمد أساساً على ملامسة الجلد المباشرة مع المصابين أو من خلال الاتصال بأشياء ملوثة، مثل الملابس أو الفراش.

الفرق بين جدري القرود وكورونا

يتميز فيروس جدري القرود ببطء انتشاره مقارنة بفيروس كورونا، الذي انتشر بسرعة كبيرة بعد ظهوره في الصين أواخر عام 2019. ففي حين استغرق كورونا أسابيع قليلة فقط ليتحول إلى جائحة، ما زال انتشار جدري القرود محدوداً نسبياً.

وعلاوة على ذلك، تختلف طبيعة العدوى بين الفيروسين، حيث تنتقل عدوى كورونا عبر الهواء بشكل رئيسي، مما ساعد في سرعة انتشارها، بينما ينتقل جدري القرود من خلال الاتصال الجسدي الوثيق أو ملامسة الأدوات الملوثة.

التوصيات الصحية والوقائية

للحفاظ على سلامة الأفراد والحد من انتشار جدري القرود، توصي منظمة الصحة العالمية والمراكز الصحية بتجنب الاتصال الجسدي الوثيق مع الأشخاص المصابين بآفات جلدية تشبه تلك الناتجة عن جدري القرود.

كما يُنصح بعدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملابس أو الفراش مع الآخرين، والحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة من خلال غسل اليدين بانتظام.

وضع جدري القرود في أفريقيا: مخاوف وتحديات

تعتبر أفريقيا حالياً البؤرة الرئيسية لانتشار جدري القرود، حيث أن 96% من الحالات المبلغ عنها والوفيات تقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي واحدة من أفقر دول العالم التي تعاني من انهيار النظام الصحي بسبب مشكلات عديدة مثل سوء التغذية والكوليرا والحصبة.

وعلى الرغم من مطالبة المسؤولين في الكونغو بالحصول على 4 ملايين جرعة لقاح لمكافحة الفيروس، إلا أنهم لم يتلقوا أي منها حتى الآن. هذا التأخير يثير مخاوف كبيرة حول قدرة البلاد على مواجهة هذه الأزمة الصحية المتفاقمة.

التحديات العالمية في مواجهة جدري القرود

في عام 2022، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، ومع ذلك، لم تحصل أفريقيا إلا على عدد قليل من اللقاحات والعلاجات اللازمة، هذا النقص في الاستجابة الدولية يضعف الجهود المبذولة للسيطرة على الفيروس ومنع انتشاره خارج القارة الأفريقية.

الحاجة للاستثمار الدولي في مكافحة جدري القرود

أشار الدكتور كريس بيرير، مدير معهد الصحة العالمية بجامعة ديوك، إلى أهمية الاستثمار الدولي في القضاء على تفشي جدري القرود في أفريقيا.

وأوضح أن العالم الآن في وضع أفضل من ذي قبل للسيطرة على هذه الأزمة، ولكن هذا يتطلب اتخاذ قرار بإعطاء الأولوية لأفريقيا.

وفي ضوء التجارب السابقة مع جائحة كورونا، يجب على الدول الغنية أن تدرك أهمية تقديم الدعم اللازم للبلدان الأفريقية لمكافحة تفشي الفيروس.