الأونروا: غـ زة تتحول إلى مقبرة جماعية.. والموت الحقيقة الوحيدة المتبقية
وكالات
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، صرحت مديرة الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة، إيناس حمدان، أن “الحقيقة الوحيدة الموجودة في غزة الآن هي الموت”.
اقرأ أيضا.. ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 169 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة
جاء هذا التصريح الصادم في مداخلة لها على قناة “العربية الحدث”، حيث عبرت عن حالة اليأس والدمار التي يعيشها سكان القطاع، مؤكدة أن الحياة في غزة أصبحت شبه مستحيلة في ظل الظروف الراهنة.
غياب الأمان واستحالة الحياة: معاناة لا تنتهي
وصفت حمدان الوضع في غزة بأنه كارثي، مشيرة إلى أن سكان القطاع يفتقرون إلى أي مكان آمن يلجؤون إليه. وأوضحت أن “المواطنين يهربون من أماكن القصف إلى أماكن أخرى، ليطالهم القصف والقذائف أينما ذهبوا”، مضيفة أن أوامر النزوح القسري المتكررة تزيد من معاناة السكان، حيث يتم دفعهم نحو مناطق تُعرف بـ”المناطق الإنسانية”، لكن هذه المناطق تعاني من الاكتظاظ الشديد وتفتقر للمرافق الأساسية، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني ويخلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
عودة شبح الأمراض: شلل الأطفال يهدد حياة الأطفال
وأضافت حمدان أن شلل الأطفال، وهو المرض الذي تم القضاء عليه في غزة منذ عقود بفضل حملات التطعيم، قد عاد ليشكل تهديداً كبيراً لسكان القطاع.
وأوضحت أن نسبة التطعيمات التي قُدمت للأطفال في عام 2023 بلغت 90%، ولكن مع اندلاع الحرب، تم اكتشاف حالة جديدة لشلل الأطفال، مما أثار مخاوف من انتشار المرض بسرعة.
وأعربت عن قلقها الشديد من هذا الوضع، مؤكدة أن “الأونروا” مستعدة لتقديم التطعيمات اللازمة حال وصولها، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، التي أعلنت عن حملة تطعيم جديدة لمواجهة هذا التهديد.
وأوضحت أن التحدي الأكبر الآن هو تأمين كميات كافية من اللقاحات لمواجهة هذا المرض القاتل، وأن الأونروا تعمل بالتنسيق مع المنظمات الأممية لضمان نجاح هذه الحملة.
تدمير البنية التحتية: استهداف المدارس ومنشآت الأونروا
وأكدت حمدان أن الأوضاع في غزة لا تتوقف عند التهديدات الصحية فقط، بل إن البنية التحتية المدنية في القطاع قد تعرضت لدمار هائل. حيث ذكرت أن أكثر من 85% من المدارس في غزة تعرضت للقصف والتدمير، مما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية بالكامل.
وأضافت أن منشآت الأونروا نفسها لم تسلم من القصف، حيث سقط أكثر من 205 موظفين من الأونروا خلال الحرب، مما يعكس حجم الكارثة التي تواجهها الوكالة في محاولتها لتقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.