طارق صلاح الدين يكتب: طوفان الأقصى إلى أين؟ (35)
بيان
حالة من الضبابية الشديدة أستيقظ عليها الجميع صباح الأحد ٢٥ اغسطس ٢٠٢٤ بإعلان حزب الله استهداف أحد عشر موقع عسكرى إسرائيلى بعدد ٣٢٠ صاروخ كاتيوشا لإشغال منظومة الدفاع الجوى الإسرائيلية وذلك لعبور المسيرات الانقضاضية إلى المواقع المستهدفة.
وعلى الجانب الآخر أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بهجوم استباقى على قواعد صواريخ حزب الله بعد معلومات استخباراتية مؤكدة عن هجوم وشيك على مواقع مدنية وعسكرية داخل اسرائيل وأن الجيش تمكن من إحباط هذا الهجوم.
وأعلن حزب الله عن ظهور استثنائي للأمين العام حسن نصر الله لتوضيح الهدف العسكري الضخم الذى استهدفه حزب الله.
وأنتظر الجميع هذا الظهور الذى استهله نصر الله بتكذيب السردية الإسرائيلية والسخرية منها والتعجب من مستوى الكذب الذى تلجأ إليه اسرائيل للتكتم على ما أصابها.
وأعلن نصر الله أن الهدف النوعى الذى تم استهدافه هو قاعدة جليلوت التى تبعد عن حدود لبنان بمسافة تبلغ ١١٠ كيلو متر بينما نقع على بعد كيلو ونصف متر فقط من تل أبيب وهى قاعدة استخباراتية ضخمة خططت لاغتيال فؤاد شكر الذراع الأيمن لحسن نصر الله علاوة على استهداف المواقع الإسرائيلية التى نفذت عملية الإغتيال.
وأعلن نصر الله أن الحزب فى مرحلة تقييم الرد الأولى وأنه إذا كان كافيا فلن ينفذ الحزب هجمات أخرى على اسرائيل وسيحتفظ حزب الله لنفسه مؤقتا بحق الرد إذا وجد الرد الأولى غير كافيا.
ويبدو للوهلة الأولى كذب السردية الإسرائيلية التى تزعم تدمير آلاف الصواريخ وهو مايستلزم مقتل العشرات من مقاتلى حزب الله الذى يكذب هذا الإدعاء ويستند إلى إعلانه أولا بأول عن القتلى من جنوده.
وعلى استحياء اعترفت إسرائيل بمقتل جندى فى موقع بحرى فى نهاريا بسبب تعرضه لشظايا صاروخ اعتراضى سقط بالقرب من زورق بحرى.
ومن ناحية أخرى أكد نصر الله على نقطة فى غاية الأهمية وهى تجنب حزب الله استهداف المدنيين في إسرائيل لحماية المدنيين فى لبنان وألا يستهدفهم الجيش الإسرائيلى، وأن حزب الله سيحافظ على معادلة الاشتباك التى فرضها على إسرائيل والتى استمرت على مدى ١١ شهرا.
الإشكالية الكبرى التي تواجه نتنياهو هى مصداقية حسن نصر الله لدى الشعب الإسرائيلى والذى على الدوام يصدق سردية نصر الله حتى لوكانت متناقضة تماما مع السردية الإسرائيلية.
وعلى صعيد مواجهات غزة أعلنت كتائب القسام الذراع العسكرى لحركة حماس عن إطلاق صاروخ من خان يونس على منطقة ريشون لتسيون في تل أبيب الكبرى.
واعترف الجيش الإسرائيلى بفشل منظومة الدفاع الجوى الإسرائيلية فى اعتراض الصاروخ الذى انفجر في تل أبيب.
واصيبت مستوطنة إسرائيلية أثناء هروبها نحو أحد الملاجىء.
ولهذا الصاروخ عدة رسائل وجهتها القسام وعلى رأسها فشل إسرائيل فى منع قصف تل ابيب بعد أحد عشر شهرا من الحرب.
وتمثلت الرسالة الثانية والأهم فى مطالبة محور المقاومة والساحات الأخرى بتوسيع دائرة الاستهداف لتصل إلى تل أبيب وأن جبهات الإسناد يجب أن تعمل بشكل أكثر فعالية في الفترة القادمة.
ويقف نتنياهو فى ركن ضيق جدا لايسمح له بذكر إنجاز واحد يواجه به حملة الانتقادات الشديدة داخل إسرائيل التى تؤكد فشل كل أهداف الحرب التى أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلى، حيث فشل في القضاء على حماس واستعادة المخطوفين ومنع تهديد اسرائيل وكل مايريده نتنياهو استمرار الحرب إلى مالانهاية وهو فرض مستحيل بسبب إعلان الجيش الإسرائيلى انتهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة وأن وجوده هناك أصبح حالة استنزاف مكلفة ماديا ولوجستيا وبشريا.
واثبتت الفصائل الفلسطينية صمودا أسطوريا حيث تقوم بعمليات نوعية وكمائن مركبة وتفخيخ وتفجير عبوات يعاد تصنيعها من مخلفات الأسلحة الإسرائيلية التى لم تنفجر.
وتقف الولايات المتحدة الامريكية على المحك حيث نقلت القوة الضاربة من حاملات الطائرات والغواصات والدعم اللوجيستى بما فيه معدات تقنية متطورة جدا خاصة بكشف كل ماهو تحت الأرض في محاولة يائسة لاصطياد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والعقل المدبر لعمليات المقاومة داخل قطاع غزة.
وينتظر الأمريكيون فشلا جديدا في البحر المتوسط بعد فشلهم المخزى أمام الحوثيين في البحر الأحمر وانسحاب حاملة الطائرات ايزينهاور درة تاج البحرية الأمريكية من البحر الأحمر.
الأيام القادمة حبلى بالأحداث سواء على المستوى العسكرى أو مسار المفاوضات التى لا أتوقع لها أى تقدم في المستقبل القريب.