تحذيرات من انتشار سلالة جديدة من جدري القرود
وكالات
في ظل تزايد القلق العالمي من تفشي سلالة جديدة وأكثر فتكًا من جدري القرود، أطلق خبراء في مجال الصحة تحذيرات حادة من أن اللقاحات الحالية قد لا تكون كافية لحماية البشر من هذا الخطر المتنامي، إذ أظهرت السلالة الجديدة من الفيروس قدرة على الانتشار بسرعة وفتكًا أكبر، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية اللقاحات المتاحة.
اقرأ أيضا.. الأرجنتين تفرض حجرًا صحيًا على سفينة شحن بسبب جدري القرود
فعالية اللقاحات ضد السلالة الجديدة
وفقًا لما ذكرته البروفيسورة ماريون كوبمانز، مدير مركز الأوبئة والكوارث في مركز إيراسموس الطبي بهولندا، فإن المجتمع العلمي لا يزال يجهل مدى فعالية اللقاحات الحالية ضد السلالة الجديدة المعروفة باسم “1ب”، والتي بدأت بالظهور في أوروبا وآسيا.
وأضافت كوبمانز أن اللقاحات التي تم تطويرها لمواجهة السلالة الأخف من الفيروس، والمعروفة باسم “clade 2″، استخدمت خلال تفشي المرض العالمي في عام 2022، ولكن لم يتم اختبارها بشكل كامل ضد السلالة الأكثر فتكًا.
اللقاحات: أداة غير مؤكدة في مواجهة الفيروس الجديد
اللقاح الذي يتم استخدامه حاليًا للوقاية من جدري القرود هو نفسه المستخدم سابقًا للوقاية من الجدري البشري. ويعتمد العلماء على ما يُعرف بالحماية المتبادلة بين الفيروسين.
ورغم الاعتقاد السائد بأن اللقاح سيكون فعالًا ضد السلالة الجديدة من جدري القرود، إلا أن استخدامه خلال تفشي المرض لم يوفر بيانات كافية لتأكيد هذه الفعالية بشكل قطعي، بحسب ما أوضحته كوبمانز.
من جانبه، أشار البروفيسور ديمي أوجوينا، الخبير في الأمراض المعدية بجامعة دلتا النيجر، إلى أن هناك تحديات إضافية تواجه طرح لقاح جدري القرود في إفريقيا، منها تحديد من يستحق الحصول على اللقاح أولًا، كما أعرب عن قلقه إزاء عدم وضوح ديناميكيات انتقال الفيروس في القارة الإفريقية.
الأطفال في خطر أكبر
أظهرت الدراسات أن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسلالة الجديدة من جدري القرود، مع معدلات وفيات قد تصل إلى واحد من كل عشرة أطفال.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتم إجراء تجارب كافية لتحديد مدى فعالية اللقاحات لدى هذه الفئة العمرية، مما يشكل تحديًا كبيرًا خصوصًا في المناطق المتأثرة بشكل كبير مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية.
التأثير العالمي والتداعيات المستقبلية
في الأسابيع الأخيرة، تم اكتشاف حالات إصابة بالسلالة الجديدة في كل من السويد وتايلاند، مما يشير إلى وصول الفيروس إلى أوروبا وآسيا.
وعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالات في المملكة المتحدة حتى الآن، فإن الخبراء يحذرون من أن الفيروس قد يكون قد وصل بالفعل إلى البلاد، نظرًا لأن أعراضه قد تستغرق أكثر من أسبوعين للظهور.
وفي هذا السياق، أعلنت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) أنها بدأت بالفعل في التخطيط لمواجهة محتملة للسلالة الجديدة.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حاجتها إلى 66 مليون جنيه إسترليني (87 مليون دولار) على مدى الأشهر الستة المقبلة لتمويل جهود وقف تفشي الفيروس.