مراسم جنازة نبيل العربي تجمع الأسرة والدبلوماسيين في وداع مؤثر
كتب – علي كريم
في أجواء مليئة بالحزن والأسى، تم اليوم تشييع جثمان نبيل العربي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، حيث ووري الثرى في مدافن العائلة الواقعة على طريق السويس في مدينة الرحاب.
اقرأ أيضا.. الرئيس السيسي يتقدم بخالص العزاء في وفاة الدكتور نبيل العربي
وقد شهدت الجنازة حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة من عائلته وكذلك مجموعة من الدبلوماسيين الذين حرصوا على المشاركة في توديع الفقيد إلى مثواه الأخير.
صلاة الجنازة في مسجد قرية الدبلوماسيين: وداعًا في رحاب التاريخ
بدأت مراسم الجنازة بأداء صلاة الجنازة على روح الفقيد في مسجد قرية الدبلوماسيين بمنطقة سيدى عبد الرحمن، حيث تجمع العديد من المشيعين لأداء الصلاة والتعبير عن حزنهم لفقدان هذه الشخصية المصرية الكبيرة التي تركت بصمة عميقة في الحياة السياسية والدبلوماسية في مصر والمنطقة.
مسيرة دبلوماسية حافلة بالإنجازات
نبيل العربي، الذي ولد في 15 مارس 1935 في القاهرة، يُعتبر من أبرز الشخصيات التي أثرت في تاريخ الدبلوماسية المصرية والعربية. تخرج من كلية الحقوق عام 1955، وحصل على الماجستير في القانون الدولي والدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق في جامعة نيويورك.
بدأ مسيرته المهنية كمستشار قانوني للوفد المصري في مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978، حيث لعب دورًا محوريًا في المفاوضات التي شكلت مستقبل المنطقة.
دور بارز في الأمم المتحدة والعلاقات الدولية
شغل نبيل العربي عدة مناصب دبلوماسية مهمة، حيث تم تعيينه سفيرًا لمصر لدى الهند من عام 1981 إلى 1983، ثم ممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987-1991) وفي نيويورك (1991-1999).
وفي هذه الفترة، كان له دور فعال في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية، والتفاوض على العديد من القضايا العالمية والإقليمية.
وزير خارجية مصر في لحظة حاسمة
في 7 مارس 2011، تم تعيين نبيل العربي وزيرًا للخارجية المصرية خلفًا لأحمد أبو الغيط، وذلك في فترة حساسة من تاريخ مصر، حيث كانت البلاد تعيش تحولات كبيرة بعد ثورة 25 يناير. تم ترشيحه لهذا المنصب من قبل شباب الثورة، تعبيرًا عن الثقة الكبيرة التي كانوا يضعونها في خبرته ووطنيته.
قيادة جامعة الدول العربية في مرحلة حرجة
بعد فترة قصيرة من توليه وزارة الخارجية، تم انتخاب نبيل العربي في 15 مايو 2011 أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، حيث قاد الجامعة خلال واحدة من أصعب المراحل التي مرت بها المنطقة، متصدياً لتحديات كبيرة تتعلق بالثورات العربية، والقضايا الفلسطينية، والتوترات الإقليمية. لقد سعى دائمًا إلى تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
إرث نبيل العربي: رمز للدبلوماسية المصرية والعربية
برحيل نبيل العربي، تفقد مصر والعالم العربي واحدًا من أبرز رموز الدبلوماسية الذين خدموا وطنهم بإخلاص وتفانٍ. لقد كان له دور كبير في صياغة العديد من السياسات الخارجية المصرية، وفي الدفاع عن القضايا العربية على الساحة الدولية. لقد ترك إرثًا غنيًا من العمل الدبلوماسي والقانوني الذي سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.