العاصمة الإدارية الجديدة: مشروع ضخم يعيد تشكيل مستقبل مصر بمراقبة ناسا

كتب – علي هلال

أبرزت مجلة “نيوزويك” الأمريكية في تقريرها الأخير التطور الكبير الذي تشهده العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، مستندة إلى صور الأقمار الصناعية التي التقطتها بعثات “لاندسات” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.

اقرأ أيضا.. رئيس الوزراء يعلن ع 93 ألف وحدة بحدائق العاصمة للسكن الاجتماعي

وصفت المجلة المشروع بأنه واحد من أضخم المشاريع الحضرية في العالم، والذي من شأنه أن يعيد تشكيل مستقبل مصر بشكل جذري.

التطور السريع للعاصمة الإدارية الجديدة

وفقًا للتقرير، تُظهر الصور الملتقطة من قبل أدوات التصوير الأرضي التشغيلي OLI على القمرين الصناعيين “Landsat 8″ في أغسطس 2017 و”Landsat 9” في أغسطس 2024، تحول العاصمة الإدارية الجديدة من موقع بناء ناشئ إلى مركز حضري متكامل. يوضح هذا التحول السريع مدى التقدم الكبير الذي تحقق في المشروع خلال السنوات القليلة الماضية.

في الصورة الملتقطة عام 2017، كانت ملامح العاصمة الإدارية بالكاد تظهر على الأرض، حيث كانت في مراحلها الأولية من الإنشاء.

صورة العاصمة الإدارية عام 2024

ولكن مع مرور السنوات، وبحلول عام 2024، أصبحت معالم المدينة واضحة وجلية، مع بروز العديد من المنشآت والمرافق المهمة التي تعكس التطور الحضري السريع.

معالم بارزة في العاصمة الإدارية الجديدة

من بين المعالم التي برزت في الصور الأخيرة، يظهر متنزه “النهر الأخضر”، الذي يمتد لمسافة 10 كيلومترات ويضم مساحات خضراء واسعة وممرات للمشي وركوب الدراجات وسط نباتات مصرية أصيلة.

يمثل هذا المتنزه إحدى المحاور الرئيسية في تصميم المدينة، حيث يجسد رؤية مصر لتحسين جودة الحياة في المناطق الحضرية من خلال توفير مساحات خضراء واسعة.

إلى الشرق من الحديقة، تظهر مجموعة كبيرة من المباني الحكومية التي ستستضيف مكاتب الوزارات والمؤسسات الحكومية الرئيسية.

هذه المنطقة تمثل القلب الإداري للعاصمة الجديدة، وتعكس طموح مصر في إنشاء مركز حكومي حديث ومتطور.

وفي الجنوب، يبرز مجمع رياضي ضخم، يتضمن ثاني أكبر ملعب في إفريقيا، إلى جانب العديد من المرافق الرياضية الأخرى.

يعد هذا المجمع جزءًا من خطة مصر الطموحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036، ما يعكس التوجه نحو تعزيز البنية التحتية الرياضية واستضافة الأحداث الدولية الكبرى.

نمو سكاني متسارع في العاصمة الجديدة

تتوقع “نيوزويك” أن تغطي العاصمة الإدارية الجديدة، عند اكتمالها، مساحة تعادل مساحة سنغافورة، وأن تستضيف أكثر من ستة ملايين نسمة.

ويبدو أن المدينة قد بدأت بالفعل في جذب السكان، حيث انتقلت نحو 1500 أسرة للإقامة فيها حتى مارس الماضي. وتشير التوقعات إلى أن العدد قد يصل إلى 10 آلاف أسرة بنهاية العام الجاري.

أهمية العاصمة الإدارية في مستقبل مصر

تأتي أهمية العاصمة الإدارية الجديدة كونها ليست مجرد مشروع حضري تقليدي، بل هي جزء من رؤية مصرية شاملة تهدف إلى نقل جزء كبير من ثقل النشاط الحكومي والتجاري إلى خارج القاهرة المزدحمة.

هذه الخطوة تعتبر أساسية في تحسين جودة الحياة، وتخفيف الضغط عن العاصمة القديمة، وتوفير بيئة عمل وحياة متكاملة في المدينة الجديدة.

تأثير المشروع على الاقتصاد المصري

من المتوقع أن يكون للعاصمة الإدارية الجديدة تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد المصري، سواء من خلال خلق فرص عمل جديدة أو جذب الاستثمارات الأجنبية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير بنية تحتية حديثة ومتطورة سيسهم في تحسين كفاءة الخدمات الحكومية وتعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية.

ختامًا، تُعد العاصمة الإدارية الجديدة مشروعًا طموحًا يعكس رؤية مصر للمستقبل. وبدعم من التكنولوجيا الحديثة والمتابعة الدقيقة من قبل جهات عالمية مثل “ناسا”، تبدو مصر في طريقها لتحقيق تقدم ملحوظ في تطوير هذه المدينة، التي من المتوقع أن تصبح واحدة من أهم المراكز الحضرية في المنطقة والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى