الرئيس السيسي غدا الأربعاء فى تركيا.. ما هو المتوقع من الزيارة؟
كتب: على طه
تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا – غدا الأربعاء 4 سبتمبر الجارى – أهمية استراتيجية تتجاوز العلاقات الثنائية، بين البلدين حيث تأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية متسارعة.
وتأتى هذه الزيارة تلبية من الرئيس السيسى لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، وهى الزيارة الأولى للرئيس السيسى منذ توليه الحكم عام 2014، وبعد فترة شهدت ما يمكن وصفه بـ “البرود السياسى” بين مصر وتركيا، فبعد عقد من الزمان التقى الرئيس السيسى نظيره التركى خلال حفل افتتاح مونديال كأس العالم في قطر عام 2022 ، وتصافحا، لتشكل هذه المصافحة نقطة تحول هامة في العلاقات بين الرئيسين والبلدين، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون والشراكة.
خطوات التقارب
وفى فبراير من العام الحالى 2024، زار الرئيس أردوغان القاهرة لأول مرة بعد غياب دام أكثر من عقد، فيما زار هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي – الشهر الماضى – القاهرة، والتقى الرئيس السيسى، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، وركزت المناقشات بين الجانبين على كيفية تحقيق نتائج مثمرة من زيارة الرئيس السيسي المتوقعة إلى بلاده.
وفيما يخص تعزيز العلاقات العسكرية، فقد قام الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية السابق، بزيارة إلى أنقرة أواخر أبريل الماضي، في دلالة على تطلع الجانبين لزيادة أوجه التعاون في مجال الصناعات الدفاعية والإنتاج المشترك.
دبلوماسية القادة
وفى تصريحات لموقع “الجزيرة” قال الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون التركية محمود علوش إن زيارة الرئيس السيسى إلى تركيا تحمل أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات الجديدة بين البلدين وتأتى فى إطار “دبلوماسية القادة” التي بدأت منذ إصلاح العلاقات، وستنقل العلاقات إلى مستوى جديد من خلال تأسيس مشروع شراكة بينهما عبر تدشين مجلس التعاون الإستراتيجي.
وأضاف علوش،: “على الرغم من أنه غير متوقع أن تؤدي هذه العلاقات الجديدة إلى تغييرات جذرية في السياسات الخارجية للبلدين حول القضايا المشتركة، فإن الوضع الحالي يفرض عليهما التنسيق لتحويل التنافس إلى تعاون، خاصة في ملفات مثل ليبيا وشرق البحر المتوسط.
الملف الليبى
وفيما يخص الملف الليبي، أوضح علوش أن المخاطر المتزايدة لعودة الاضطراب في ليبيا تشكّل تحديا أمام العلاقات التركية المصرية، وتستدعي مزيدا من التعاون لتحقيق الاستقرار هناك.
وواصل: “رغم أن العقبات أمام التعاون الثنائي في هذا الملف لم تُحل بشكل كامل، فإن التركيز على القواسم المشتركة بين البلدين يخلق بيئة مواتية لإنهاء الصراع، ولعملية مواءمة المصالح بينهما”.
برتوكول الزيارة
وقال موقع “خبر تورك” التركى إن أن الرئيس أردوغان، سيستقبل الرئيس السيسى في قصر بيشتيبي بأنقرة، ثم يترأس الزعيمان اجتماعا رفيع المستوى لمجلس التعاون الاستراتيجي.
وأضاف الموقع أنه من المقرر أن يأتى على قمة جدول أعمال الرئيس المصري في تركيا، مناقشة الأزمة في غزة، وبحث الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها “لوقف إطلاق النار في غزة، ومحاكمة حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو، وقضايا إقليمية أخرى، مثل ليبيا والسودان والصومال.
الشأن الاقتصادى
وفيما يخص الشأن الاقتصادي، من المقرر أن يبحث السيسى وأردوغان، كيفية العمل على تحقيق زيادة في حجم التجارة بين البلدين من 10 إلى 15 مليار دولار، بجانب قضايا الطاقة والغاز الطبيعي، والتعاون في مجالات الصحة والسياحة والدفاع.
وأشار مصطفى دينيزر، رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، لوكالة “الأناضول”، إلى أن العلاقات بين مصر وتركيا عادت إلى مسارها الطبيعي بعد فترة من التوتر، وأن هذا التطور الإيجابي يمثل منعطفًا مهمًا في العلاقات الثنائية ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك.
وواصل رئيس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي أنه من المتوقع توقيع ما يقرب من 20 اتفاقية في مجالات حيوية مثل الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة.
وأن هذا العدد الكبير من الاتفاقيات يعكس الرغبة الجادة من كلا البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
ثقة متبادلة بين أوساط الأعمال: يؤكد التصريح أن المسار الإيجابي للعلاقات أعطى ثقة للجانبين على صعيد عالم الأعمال.
الثقة المتبادلة
وأن هذه الثقة المتبادلة هي أساس قوي لبناء شراكات اقتصادية ناجحة بين الشركات التركية والمصرية.
من المتوقع أن تؤثر هذه الزيارة على التوازنات القائمة في المنطقة، خاصة في ظل التنافس الإقليمي المتزايد.
كما أنها قد تشجع دولًا أخرى في المنطقة على اتباع مسار الحوار والحل السلمي للمشاكل، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.