شريف عبد القادر يكتب: ” فى لبنان النار تحت الرماد.. وأشياء الستات فى الفتارين “
بيان
(1)
أتذكر حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي كانت الملابس الداخلية الحريمي لا تعرض بالفتارين، ودائماً ما كانت بائعة هى التى تتعامل مع الإناث.
ومع دخولنا عصر الاقتصاد الحر، أصبحت المحال تخصص مساحة من الفتارين لعرض الملابس الداخلية الحريمي والبائع غالبًا ما يكون رجل.
وانتشرت هذه الظاهرة بين باعة الأرصفة في الميادين والشوارع الرئيسية، وخاصة في الأحياء الشعبية، حيث تجد رجلًا ذو شارب ويرتدي جلبابًا وغطاء رأس، يعرض أمام المارة بطريقة ملفتة تشكيلة من الملابس الداخلية الحريمي.
وأرى أنه يجب على أصحاب المحال وباعة الأرصفة أن يتحملوا مسؤولية سلوكهم وأن يدركوا أن هذا الأسلوب غير لائق وغير مقبول اجتماعيًا.
كما يجب على الجهات المعنية التدخل لتنظيم هذه الظاهرة وضمان احترام القيم والأعراف المجتمعية.
(2)
في إجازة الصيف عام 1974، تمكنت من الحصول على موافقة والدي رحمه الله، بالسفر إلى لبنان بعد وساطة من بعض الأقارب.
سافرت مع صديقي الشيخ أنور الذي حصل على هذا اللقب بسبب التزامه بالصلاة.
وكانت تذكرة مصر للطيران للطلاب ذهابًا وإيابًا تكلف سبعة وعشرين جنيهًا مصريًا، وكان سعر صرف خمس ليرات لبنانية يعادل جنيهًا مصريًا.
أنا وصديقي كنا نخطط للسفر من لبنان إلى كندا على إحدى سفن البضائع، بناءً على معلومات خاطئة قدمها لنا زميل بالمدرسة يدعى “ميمي هايص”.
في لبنان، فوجئنا بعالم مختلف تمامًا، حيث زرت شارع الحمرا وشارعًا آخر مشابهًا يخدم الطبقة العاملة ويقع بالقرب من ساحة البرج.
وأثارنى رؤية لافتات عليها صورة الرئيس الأمريكي نيكسون يتوسط السادات والملك فيصل والملك حسين، مع عبارة “هؤلاء الذين صافحوا يد الجزار”، مما أثار استيائي.
وشاهدت العديد من اللافتات الحزبية، والتابعون لهذه الأحزاب يحملون أسلحة بشكل يشبه الشرطة، كان هذا العالم غريبًا، على الرغم من أنه كان يوصف بـ”سويسرا الشرق الأوسط”.
أمضينا عشرة أيام في لبنان ولم نتمكن من السفر إلى كندا كما خططنا.
وبعد عودتي إلى مصر، بدأت أكتب عن تجربتي في لبنان، وكنت سأسمي كتابي “مصري في لبنان المباح”. ولكن والدي منعني من الاستمرار في الكتابة، مشيرًا إلى أن نجيب محفوظ كان متفوقًا في دراسته ولم يهتم باللعب مثلما أفعل أنا.
وبعد فترة قصيرة، اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، وتحققت نبوءة السادات الذي حذر من أن “النار تحت الرماد”.