وفد مصري رفيع المستوى يزور أسمرة لتعزيز العلاقات الثنائية وبحث استقرار المنطقة

كتب – محمد سمير

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين مصر وإريتريا، قام وفد مصري رفيع المستوى يتألف من رئيس المخابرات العامة، عباس كامل، ووزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، بزيارة رسمية إلى العاصمة الإريترية أسمرة في 14 سبتمبر 2024.

اقرأ أيضا.. ملخص نشاط وزير الخارجية في الاجتماع الوزاري حول القضية الفلسطينية بمدريد

جاءت الزيارة في إطار تعزيز التعاون بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها الأوضاع في السودان والبحر الأحمر.

رسالة من السيسي إلى أفورقي: تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات المشتركة

خلال الزيارة، التقى الوفد المصري بالرئيس الإريتري، إسياس أفورقي، حيث نقلا له رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. تناولت الرسالة سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وإريتريا في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والأمني.

كما تطرقت إلى متابعة التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، التي تشهد تحديات متزايدة تستدعي التعاون والتنسيق المستمر بين الدولتين.

البحر الأحمر ومضيق باب المندب: محاور استراتيجية للملاحة الدولية

خلال اللقاء، استعرض الرئيس أفورقي رؤيته حول التطورات في منطقة البحر الأحمر، مؤكداً على أهمية ضمان استقرار هذا الممر الحيوي الذي يُعد من أهم الممرات الملاحية الدولية.

وشدد على ضرورة توفير الظروف المواتية لاستعادة الحركة الطبيعية للملاحة البحرية والتجارة الدولية عبر مضيق باب المندب، الذي يمثل شرياناً حيوياً للتجارة العالمية.

وقد تم تبادل الآراء حول التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البحر الأحمر، وأهمية تعزيز التعاون بين الدول المطلة عليه لضمان الأمن والاستقرار فيه.

السودان والقرن الإفريقي: استقرار المنطقة أولوية قصوى

اتفق الجانبان خلال المناقشات على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في السودان، الذي يواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة منذ فترة.

أكد الوفد المصري أهمية دعم مؤسسات الدولة الوطنية في السودان لضمان استعادة الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها.

كما تم التطرق إلى الوضع في الصومال، حيث شدد الطرفان على ضرورة الحفاظ على سيادة الصومال واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية المستمرة، خاصة مع تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية هناك.

واتفق الجانبان على أهمية توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدعم الحكومة الصومالية في بسط نفوذها على كامل أراضي البلاد.

تطورات القرن الإفريقي: ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي

لم تغب عن المحادثات التطورات الراهنة في منطقة القرن الإفريقي، التي تشهد تصاعداً في التوترات والنزاعات المسلحة، وهو ما يلقي بظلاله على الاستقرار الإقليمي.

وفي هذا السياق، أعرب الوفد المصري عن قلقه من تصاعد التوترات في المنطقة، مؤكداً ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية لتحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة الإرهاب والتطرف الذي يهدد المنطقة بأكملها.

كما تم التأكيد على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه إريتريا في تحقيق التوازن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، خاصة وأنها تحتل موقعاً استراتيجياً في هذه المنطقة الحيوية.

التعاون الاقتصادي بين مصر وإريتريا: فتح آفاق جديدة

بالإضافة إلى القضايا الأمنية والسياسية، تناولت المناقشات بين الجانبين سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وإريتريا. وقد أكد الجانبان على أهمية الاستفادة من الإمكانيات الكبيرة المتاحة لدى كلا البلدين، خاصة في مجالات الزراعة والتجارة والطاقة.

وتم الاتفاق على ضرورة تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين لبحث سبل زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والإريتري.

زر الذهاب إلى الأعلى