ملك الأردن يكلف جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لبشر الخصاونة
وكالات
في خطوة سياسية هامة تعكس توجه الأردن نحو تعزيز مسار الإصلاح والتحديث، كلف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأحد، الدكتور جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة الدكتور بشر الخصاونة.
اقرأ أيضا.. السيسي وملك الأردن يدعوان لوقف فوري لإطلاق الـ نار في غـ زة لتفادي التصعيد
هذا التكليف يأتي في ظل طموحات ملكية نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً للأردن، استجابة لتحديات المرحلة الراهنة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
خطاب التكليف الملكي: رؤية طموحة نحو المستقبل
وجه الملك عبد الله الثاني، في خطاب التكليف الرسمي إلى الدكتور جعفر حسان، رسالة واضحة حول ضرورة المضي قدماً في برامج التحديث الوطني التي أطلقتها المملكة في السنوات الأخيرة.
وأكد الملك أن الحكومة الجديدة يجب أن تواصل تحقيق “ما نصبو إليه جميعاً من تقدم وازدهار لوطننا الغالي”، مشيراً إلى أن الأردن، رغم ما مر به من تحديات وضغوط إقليمية، نجح في تجاوز العديد من الأزمات بفضل حكمة قيادته وتماسك شعبه.
وأوضح الملك في خطابه أن الأردن على أعتاب مرحلة جديدة ومهمة في مسيرته التاريخية، وهي مرحلة تتطلب تكثيف الجهود لتحقيق رؤية مستقبلية شاملة للنهوض بالبلاد.
واعتبر أن مشروع التحديث الشامل الذي تم إطلاقه بتوافق وطني يُمثل البوصلة التي سترشد عمل الحكومة الجديدة في مطلع المئوية الثانية للدولة الأردنية.
جعفر حسان: اختيار يستند إلى الخبرة والكفاءة
يُعتبر الدكتور جعفر حسان واحداً من أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية في الأردن، حيث شغل مناصب رفيعة في الحكومات السابقة، بما في ذلك منصب نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي.
ويأتي تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة تأكيداً على الثقة الملكية في قدراته القيادية والإدارية، وقدرته على تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة.
حسان معروف بخبرته العميقة في مجال الاقتصاد والإدارة، ويُتوقع أن تكون أولوياته الرئيسية خلال الفترة المقبلة هي معالجة التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن، وتعزيز برامج الإصلاح السياسي والاجتماعي.
كما يُنتظر منه التركيز على تعزيز الشراكات الدولية وتحقيق التوازن في العلاقات الإقليمية، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة للبلاد.
تكليفات ملكية ومهام ثقيلة
في سياق توجيهاته للحكومة الجديدة، شدد الملك عبد الله الثاني على ضرورة تكثيف التواصل المباشر مع المواطنين، والاشتباك مع قضاياهم وأولوياتهم بشكل فعال.
وأكد الملك أن التواصل الميداني المستمر مع الشعب يُعد جزءاً أساسياً من المسؤوليات الملقاة على عاتق الحكومة الجديدة، حيث يُتوقع منها أن تستمع إلى آراء المواطنين وتعمل على تلبية احتياجاتهم بمرونة وشفافية.
وأشار الملك إلى أن التحديات التي تواجه الأردن في هذه المرحلة تتطلب تعاوناً مكثفاً بين الحكومة والمواطنين، حيث ينبغي على الحكومة أن تعمل على إيجاد الحلول المناسبة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
كما طالب الملك الحكومة بالبناء على الفرص المتاحة وتعزيز الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات الماضية، من أجل تأمين مستقبل مستقر ومزدهر للأردن.
الإرث الحكومي: من بشر الخصاونة إلى جعفر حسان
استقالة حكومة الدكتور بشر الخصاونة تأتي بعد فترة حافلة بالتحديات والإنجازات، حيث استطاعت الحكومة التعامل مع العديد من القضايا الهامة، مثل جائحة كورونا والتحديات الاقتصادية المتزايدة.
ومع ذلك، فإن استقالة الخصاونة تُعد جزءاً من الديناميكية السياسية التي تشهدها المملكة، حيث تسعى القيادة الأردنية دائماً إلى تجديد الدماء الحكومية في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية.
الخصاونة نفسه أشار في تصريحات سابقة إلى أنه عمل بجهد كبير لخدمة البلاد، وأنه يُقدر الثقة التي منحها له الملك عبد الله الثاني.
ومع ذلك، فإن المرحلة الحالية تتطلب قيادة جديدة برؤية جديدة، وهو ما يعكسه تكليف جعفر حسان بتشكيل الحكومة الجديدة.