قضية سرقة 18 حاوية أسلحة تثير تساؤلات حول الفساد داخل الجيش الإسرائـ يلي
وكالات
كشفت القناة الـ14 الإسرائيلية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تقرير لها، مساء الاثنين، عن واقعة أثارت الكثير من الجدل داخل الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، حيث تم سرقة 18 حاوية تحتوي على معدات عسكرية وأسلحة من أحد المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الواقعة على الحدود مع قطاع غزة جنوب البلاد.
اقرأ أيضا.. من أجل غزة.. روما تحتشد فى أمسية وتجمع التبرعات لأبناء القطاع
هذه السرقة تعد واحدة من أكبر الحوادث التي كشفت عن الخلل الأمني في صفوف الجيش الإسرائيلي، ما يفتح الباب أمام تساؤلات عن مدى تورط أطراف داخلية في تسريب الأسلحة.
التحقيقات جارية: تساؤلات حول تسرب الأسلحة
تحقق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في كيفية تسرب هذه الأسلحة التي تتبع الجيش الإسرائيلي إلى الفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
يأتي هذا التحقيق بعد الصدمة التي تلقاها جيش الاحتلال نتيجة اكتشافه امتلاك الفصائل في غزة لترسانة ضخمة من الأسلحة الإسرائيلية، إلى جانب الأسلحة محلية الصنع التي قامت الفصائل بتطويرها وتصنيعها داخل الأنفاق على مدى السنوات الماضية.
تكررت عمليات سرقة الأسلحة من قواعد الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وقد أظهرت تقارير عديدة تورط ضباط وقيادات في جيش الاحتلال في بيع الأسلحة إلى عصابات إجرامية.
هذه العصابات تقوم بدورها ببيع تلك الأسلحة إلى وسطاء داخل إسرائيل، ليتم تهريبها لاحقًا إلى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، ثم تصل بطرق أخرى إلى قطاع غزة.
دور العصابات والجريمة المنظمة
وفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، أكدت وسائل إعلام عبرية أن العصابات المسلحة التي تعمل داخل إسرائيل تحصل على دعم من بعض الجنود والحراس العاملين في القواعد العسكرية الإسرائيلية.
وتتمثل هذه المساعدات في بيع الذخيرة والأسلحة لعصابات الجريمة المنظمة، التي تبيعها لاحقًا للفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية.
يتم تهريب هذه الأسلحة عبر طرق متعددة إلى قطاع غزة، مما يزيد من قوة الفصائل في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
يبدو أن قضية سرقة الأسلحة من الجيش الإسرائيلي أعمق بكثير مما كان يعتقد سابقًا، حيث تشير التحقيقات إلى تورط أفراد داخل الجيش في تسهيل هذه العمليات.
هذا التسريب الداخلي يطرح تحديات كبيرة أمام إسرائيل، خاصة مع تصاعد عمليات المقاومة المسلحة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما يعكسه زيادة حالات إطلاق النار على الإسرائيليين في الفترة الأخيرة.
ازدياد عمليات المقاومة المسلحة
في تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في ديسمبر الماضي، تم الكشف عن وقوع نحو 300 حادثة إطلاق نار على إسرائيليين في الضفة الغربية.
ويأتي ذلك في إطار تبادل مستمر لإطلاق النار بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى مقتل مسلحين فلسطينيين، ويسعى أقاربهم أو أصدقاؤهم للانتقام في الليالي التالية.
هذا الوضع المتوتر دفع العديد من العائلات الفلسطينية ورجال الأعمال إلى البحث عن وسائل لحماية أنفسهم ومصالحهم في حال حدوث فراغ أمني ناتج عن تواجد الاحتلال في الضفة الغربية.