زيارة بلينكن إلى القاهرة.. جهود دبلوماسية جديدة لتهدئة الأوضاع في غـ زة 

وكالات

في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة لتهدئة التوترات في غزة وتقديم حلول عملية، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة في زيارة مرتقبة تهدف إلى تعزيز الحوار الإقليمي والبحث عن حلول لإنهاء النزاع المستمر بين إسرائيل وحماس.

اقرأ أيضا.. من أجل غزة.. روما تحتشد فى أمسية وتجمع التبرعات لأبناء القطاع

الزيارة، التي وصفتها شبكة “فويس أوف أمريكا” بأنها محاولة جديدة من واشنطن لإعادة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار، تأتي بالتعاون مع شركاء إقليميين رئيسيين مثل مصر وقطر، وتركز بشكل أساسي على إيجاد مخرج دبلوماسي للأزمة، ولكن دون توقف في إسرائيل.

جهود دبلوماسية متعددة الأطراف

خلال زيارته، من المتوقع أن يرأس بلينكن الجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، بما في ذلك الجهود المبذولة لتحقيق هدنة دائمة في غزة.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن بلينكن سيلتقي مع القادة المصريين لمناقشة عدة قضايا محورية، أبرزها تأمين وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى العمل على إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وأكد ميلر أن الولايات المتحدة تواصل التواصل بشكل وثيق مع مصر وقطر لضمان أن الاقتراح المطروح يتماشى مع مصالح جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن هذا الاقتراح قد يكون السبيل لتحقيق اتفاق نهائي بشأن الأزمة.

على الرغم من عدم تحديد جدول زمني للإعلان عن هذا الاقتراح، إلا أن الأوساط الدبلوماسية تتوقع تقديمه في المستقبل القريب، ليكون خطوة هامة نحو إنهاء الجمود الحالي الذي يعوق تقدم المفاوضات منذ أشهر.

حوار استراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر

في إطار زيارته للقاهرة، سيجري بلينكن حوارًا استراتيجيًا مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، حيث يتناول الجانبان مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

هذا الحوار يأتي في وقت حساس، حيث تلعب مصر دورًا رئيسيًا كوسيط بين الأطراف المتنازعة في غزة، وتسعى لتأمين اتفاقية هدنة دائمة تضع حدًا للعنف المستمر.

تتطلع الولايات المتحدة، من خلال هذا الحوار، إلى تعزيز علاقاتها مع مصر باعتبارها شريكًا استراتيجيًا محوريًا في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بملفات الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.

وستكون هذه المحادثات بمثابة منصة لمناقشة العديد من الملفات الإقليمية الساخنة، بما في ذلك الصراع في غزة وسبل تحسين الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية.

بلينكن يلتقي مع زعيم المعارضة الإسرائيلية

في الوقت الذي يتجنب فيه بلينكن التوقف في إسرائيل خلال هذه الجولة الدبلوماسية، أجرى في وقت سابق لقاءً مع زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الوزراء السابق، يائير لابيد.

وخلال الاجتماع، شدد لابيد على أهمية التوصل إلى صفقة لإنهاء الحرب في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن. وأكد أن أي تحركات سياسية أو اضطرابات داخلية في إسرائيل لا يجب أن تؤثر على هذه الجهود.

كما حث لابيد الولايات المتحدة على عدم السماح لحماس بالالتفاف على صفقة الرهائن، مشددًا على أن إسرائيل تسعى لتحقيق اتفاق يضمن استقرار الوضع الأمني ويحقق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

غياب التوقف في إسرائيل: إشارة دبلوماسية؟

اللافت في زيارة بلينكن الحالية إلى المنطقة هو عدم تضمين إسرائيل في جدول زيارته، وهو ما يثير تساؤلات حول الرسائل الدبلوماسية التي ترسلها واشنطن من خلال هذا القرار.

في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لتحقيق هدنة دائمة، يبدو أن الولايات المتحدة تركز على تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين الآخرين مثل مصر وقطر، الذين يلعبون دورًا حاسمًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس.

دعم إقليمي أوسع للأزمة في غزة

بالإضافة إلى ذلك، تهدف زيارة بلينكن إلى تعزيز الأمن الإقليمي الأوسع في الشرق الأوسط. تسعى الولايات المتحدة إلى تحفيز الشركاء الإقليميين على لعب دور أكثر فعالية في تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وإيجاد حلول دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومن الواضح أن واشنطن تعول على مصر وقطر كأطراف رئيسية في هذا المسار، وهو ما يبرز أهمية هذه الجولة الدبلوماسية.

زر الذهاب إلى الأعلى