انطلاق مهرجان الثقافة الفلسطينية في نسخته الخامسة بالعاصمة الإيطالية روما

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما أمس الأربعاء 18 سبتمبر الجارى، انطلاق فعاليات مهرجان الثقافة الفلسطينية الخامس، والذي تنظمه الجالية الفلسطينية، وسفارة دولة فلسطين في إيطاليا سنويًا بهدف تعريف المجتمع الغربي بالثقافة الفلسطينية وجذورها التاريخية، والتأكيد على الهوية الثقافية الفلسطينية، والتصدي لمحاولات الكيان الصهيوني محو تلك الهوية وسرقة التراث الثقافي الفلسطيني.

ويأتي المهرجان في نسخته الخامسة هذا العام في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من ممارسات وحشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب العام، والتي تحولت إلى حرب إبادة جماعية في محاولة من العدو الصهيوني للقضاء على الوجود الفلسطيني. وكان انطلاق المهرجان أحد أسلحة الرد للتأكيد على الوجود الفلسطيني وحق الفلسطينيين في الوجود على أرضهم.

ومنذ بداية الأحداث في السابع من أكتوبر من العام الماضي، كانت إيطاليا في دائرة الضوء، لاسيما الحراك الشعبي من قبل المجتمع الإيطالي الرافض لما يمارسه الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ومدافعًا عن الحق الفلسطيني دائمًا.

شهد افتتاح فعاليات المهرجان في يومه الأول حضورًا كبيرًا من قبل المجتمع الإيطالي والجاليات العربية في روما، ورجال الثقافة والفن والإبداع العرب والإيطاليين، وعدد من الشخصيات الفلسطينية والعربية من خارج إيطاليا، وعلى رأسهم الدكتور مراد السوداني أمين عام اتحاد الكتاب الفلسطينيين، والدكتور فيصل عرنكي رئيس دائرة المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، وناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين، والدكتور أحمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية وأستاذ الصحافة في جامعة القدس، والدكتور عودة عمارنة المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين في إيطاليا.

كما شهد افتتاح المهرجان حضورًا مميزًا للسفيرة عبير عودة، سفيرة دولة فلسطين في إيطاليا.

وبكلمة منه افتتح المهرجان الدكتور يوسف سلمان، رئيس الجالية الفلسطينية في إيطاليا، بكلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين والداعمين للمهرجان، موجهاً الشكر للشعب الإيطالي على مساندته ووقوفه بجانب الحق الفلسطيني، وموجهًا التحية لبلدية روما على احتضانها للمهرجان.

أكد سلمان في كلمته على أهمية التعريف بالثقافة والتراث الفلسطيني العريق، ولا سيما للمجتمع الإيطالي المعروف بحبه للفن والإبداع، مستنكرًا ما يمارسه الكيان الصهيوني من اعتداءات وحشية وممارسات بربرية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في ظل صمت تام من قبل حكومات العالم. ثم طلب سلمان من الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء فلسطين، ثم تم عزف النشيدين الوطني الفلسطيني والإيطالي، تلاهما مداخلات وكلمات لعدد من الكتاب والمدونين الإيطاليين وعدد من الباحثين في الشؤون الفلسطينية.

وقدمت إحدى الفرق الفلكلورية من أبناء الجالية الفلسطينية في اليونان عرضًا مبهرًا للرقصة الفلسطينية الشهيرة “الدبكة”، التي تعبر عن التراث الشعبي الفلسطيني، وسط تفاعل حماسي من الحضور ومشاركتهم في الرقص مع أعضاء الفرقة. زينت جدران قاعة المهرجان بصورٍ ملهمة للفنانين والمبدعين الفلسطينيين والمناضلين، مثل محمود درويش وناجي العلي وشرين أبو عاقلة وياسر عرفات، لتذكّر الحضور بالتاريخ النضالي الفلسطيني العريق.

في لقاء خاص لـ “موقع بيان الإخبارى” مع السفيرة عبير عودة، أكدت على أهمية إقامة المهرجان بشكل دوري لإسماع الصوت الفلسطيني ولفت نظر العالم إلى الوجود الفلسطيني وحقه المشروع. وحول رؤيتها لمحاولات العدو الصهيوني لمحو الهوية الفلسطينية، قالت عودة: “لن يستطيع العدو بلوغ ذلك الهدف طالما يوجد فلسطيني واحد على الأرض”.

تحدث أيضا الدكتور يوسف سلمان، لـ “موقع بيان الإخبارى” فقال إن هدف المهرجان هو خلق نوع من التقارب بين الشعبين، ومؤكدًا على إيمانه بأهمية نشر الثقافة الفلسطينية في المجتمع الإيطالي، والتي من شأنها تعميق تضامن الشعب الإيطالي مع القضية الفلسطينية العادلة.

وأشار د. سلمان إلى أن الثقافة هي معيار تقدم الشعوب والوسيلة الأفضل لخلق تقارب وتضامن بين الشعوب، مؤكدًا على محاولات العدو المستمرة من أجل طمس الثقافة الفلسطينية، والتي تعدت إلى حد محاولته إنكار الوجود الفلسطيني. ولعل المهرجان والمبادرات المختلفة من شأنها الرد والتصدي لتلك المحاولات، لاسيما داخل المجتمعات الأوروبية التي تؤمن وتقنع عن طريق مخاطبتها ثقافيًا.

حقق المهرجان نجاحًا كبيرًا في يومه الأول في إيصال رسائل مهمة إلى المجتمع الإيطالي، مؤكدًا على أهمية الثقافة في الحفاظ على الهوية ونقل الرواية الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى