محمد أنور يكتب: السلوك والضمير الإنساني

 بيان
رعى الرسول صلى الله عليه وسلم حقوق الضمير الإنساني وحمايته، وظهر المسيح عيسى ابن مريم في قوم كانوا يخضعون كارهين لظلم روما وكبريائها، ويخضعون أيضًا مخدوعين بخرافات وتعاليم الكهنة.
كانت السلطة الدينية والحاكم متفاهمين تمامًا على موقفهما من الضمير، وعلى ضرورة اضطهاده والتنكيل به.
وكانت السلطة الزمنية تضطهده بوسائل معروفة مثل الصلب ووسائل تعذيب أخرى، فيما كانت السلطة الدينية ترهبه بالطرد من الهيكل والحرمان من البركة والوعيد بالنار.
عزل المسيح بذكاء السلطة الدينية بحكمة مأثورة (ما لقيصر لقيصر وما لله لله)، واتجه صوب السلطة الدينية التي كانت في معظم تصرفاتها ستارًا يغطي جرائم روما وسلاحًا يفتك به حكامها، فقال لرؤساء الكهنة: (يا أولاد الأفاعي، يا مراءون، أنتم كذابون ومهرجون، تتحدثون بالصالحات وأنتم فجرة).
وعمد إلى أساطيرهم، فتحداها وسخر منها، واستقبل الضمير الإنساني القابع في أفئدة أنس يرتجفون من الخوف، فقال لهؤلاء: لا تخافوا، أنا أبوكم السماوي قادر على حمايتكم.
وبمثل هذا قام محمد صلى الله عليه وسلم فقال للأشراف الذين كانوا يستضعفون الناس ويسترقونهم: (ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل فارفعوا العبيد إلى جواركم).
ولما وضعوا أصابعهم في آذانهم، قاد العبيد بنفسه ليأخذوا مكانهم المشروع بجوار السادة، واتجه صوب التماثيل والأصنام وألقاها على الأرض أنقاضًا وترابًا وقال: (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا).
لم يكن ذلك من المسيح ومحمد عليهما الصلاة والسلام إلا لحساب الضمير الإنساني ولحساب التقدم الإنساني أيضًا.
لقد دعا كل منهما إلى منهج ثابت وباق فيما يتعلق بقيم الحياة المثلى من خير وحق وجمال ومعرفة وتضحية، لكنه مرن ومتحرك وقابل للتطوير فيما يتعلق بسلوك الجماعة واحتياجاتها.

اقرأ أيضا للكاتب:

– محمد أنور يكتب: لعنة الفراعنة تختبئ تحت رداء السادات

– محمد أنور يكتب: الجواهر المائة.. الجوهر الثالث: الأمثال في القرآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى