حرب الأسلحة الرقمية والذكاء الاصطناعي تشتعل بين أمريكا وخصومها روسيا والصين وإيران والهدف الانتخابات الرئاسية
ترجمات – بيان
تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة تهديدات غير مسبوقة من قوى عالمية عظمى، وبالتحديد روسيا والصين وإيران، حسب تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية.
وأضافت المجلة أنه في ظل سباق محموم نحو البيت الأبيض، تجد الديمقراطية الأمريكية نفسها في مواجهة حرب باردة رقمية تهدد أركانها الأساسية.
التفاصيل
وجاء فى التقرير أن هذه الدول الثلاث، تسعى جاهدة للتأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية عبر حملات تضليل واسعة النطاق وهجمات سيبرانية متقدمة، حيث أصبحت ساحة معركة رقمية تستخدم فيها أحدث التقنيات للتأثير على الرأي العام.
وتعمل روسيا والصين وإيران، بدعم من ترساناتها التكنولوجية المتطورة، على تطوير أدوات جديدة وأسلحة رقمية وتستغل الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالمعلومات وتقويض الثقة في العملية الانتخابية، والديمقراطية الأمريكية.
وفى سياق قريب أشار تقرير أصدرته “مايكروسوفت”، الثلاثاء الماضى، عن تحول مجموعات إلكترونية روسية، خلال الشهرين الماضيين، إلى مهاجمة حملة نائبة الرئيس، المرشحة الرئاسية كامالا هاريس.
وقائع
وأضاف تقرير “مايكروسوفت” أن هذه المجموعات نشرت عدة مقاطع فيديو مزيفة، بما في ذلك مقطع يُزعم أنه يظهر أحد مؤيدي هاريس وهو يهاجم أحد الحاضرين في تجمع للرئيس السابق دونالد ترامب، ومقطع آخر (من خلال موقع إخباري مزيف في سان فرانسيسكو) يدعي كذبا أن هاريس كانت متورطة في حادث دهس وهروب، ومقطع ثالث للوحة إعلانية مزيفة في مدينة نيويورك تسرد ادعاءات كاذبة بشأن سياسات هاريس.
وقالت مايكروسوفت: “مع اقترابنا من الانتخابات، يجب أن نتوقع أن تستمر الجهات الفاعلة الروسية في استخدام الوكلاء الإلكترونيين ومجموعات الاختراق البرمجي لتضخيم رسائلهم من خلال مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الموجهة لنشر محتوى سياسي انقسامي ومقاطع فيديو مفبركة ودعاية معززة بالذكاء الاصطناعي”.
عمليات المكافحة
وأكدت مجلة “فورين أفيرز” أن إدارة الرئيس جو بايدن، كثفت جهودها لمكافحة عمليات التضليل والتأثير الروسية، حيث فرضت سلسلة من العقوبات، في وقت سابق من هذا الشهر، على وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، بما في ذلك مؤسسة (آر.تي)، التي اتمهمتها بالعمل نيابة عن الكرملين “لتقويض الثقة في العمليات والمؤسسات الانتخابية الأميركية”.
وصرّح أنتوني بلينكن،وزير الخارجية الأميركي، الجمعة، إنه يتعين على الدول معاملة أنشطة شبكة “آر تي” الإعلامية الروسية كما تعامل أنشطة المخابرات السرية.
وقال وزير الخارجية الأمريكى، فى مؤتمر صحفى أن كيانات إعلامية روسية “تعمل كذراع فعلية لجهاز الاستخبارات الروسي.
ضربة قوية
وفى سياق قريب كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، الأربعاء الماضى عن نجاح الوكالة في توجيه ضربة قوية لخصم إلكتروني بارز آخر وهو الصين.
وقال راى فى كلمة ألقاها في قمة “أسبن” للأمن السيبراني بواشنطن، “إن فرق المكتب تمكنت من تفكيك شبكة روبوتات متطورة – وهي عبارة عن منظومة من أجهزة الحاسوب المخترَقة التي يسيطر عليها قراصنة “يعملون تحت إمرة الحكومة الصينية”.
وأضاف أن القراصنة استولوا على مئات الآلاف من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بما في ذلك الكاميرات وأجهزة التخزين – نصفها في الولايات المتحدة – للقيام بأعمال التجسس وتعطيل الأنظمة الحيوية.
وبحسب تقرير “فورين أفيرز” فإن عملية السلطات الأميركية لإسقاط شبكة الروبوتات، التي يُزعم أنها تدار من قبل مجموعة قرصنة تسمى “Flax Typhoon”، تبقى ثاني عملية هجومية إلكترونية ضد الصين في أقل من عام، إذ تأتي بعد عملية في ديسمبر 2023 ضد مجموعة أخرى تعرف باسم “Volt Typhoon”، ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أنها لن تكون الأخيرة.
الخصم الثالث
واتهمت المجلة إيران وقالت إنها تبرز كخصم ثالث يتسم بجرأة متزايدة في تحركاته ضد واشنطن، مشيرة إلى بيان بيان مشترك من ثلاث وكالات أميركية رئيسية، يسلط الضوء على المساعي الإيرانية لاستهداف حملة ترامب الانتخابية لعام 2024.
وأضافت أن استهداف إيران لحملة ترامب على وجه الخصوص، يأتي بسبب ما اعتبرته المجلة انتقاما لاغتيال إدارته للجنرال الإيراني، قاسم سليماني في عام 2020.
وعلى الرغم من تحقيق بعض الانتصارات، هذا الأسبوع، فإن هناك إجماع في مجتمع الدفاع السيبراني بأن المعركة “لم تبدأ إلا للتو – ومن المرجح أن تزداد حدة مع اقتراب يوم الانتخابات”، حيث تواجه الولايات المتحدة ثلاثة خصوم ذوي قدرات عالية والذين، إن لم يكونوا يعملون معا بشكل مباشر، فإنهم يشتركون في أهداف مماثلة، ححسب “فورين أفيرز”.