ما هى وحدة «شلداغ» الإسرائيلية التى هاجمت مصياف السورية وأسقطت 25 شهيدا ؟

كتب: أشرف التهامي

ما هى وحدة “شلداغ” الإسرائيلية التى شنت هجوما مباغتا على الأراضي السوري، واستهدفت مواقع عسكرية في مصياف الأسبوع الماضى؟.. تعرف على تفاصيل الوحدة.
كشف موقع” أكسيوس” وصحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيل جديدة تتعلق بالهجوم الذي شنته إسرائيل ويعتقد أنه استهدف منشأة لإنتاج الصواريخ الدقيقة تحت الأرض بنته إيران في وقت سابق داخل سوريا.
ونقل “أكسيوس” عن ثلاثة مصادر مطلعة على العملية، أن وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي والمعروفة باسم “شلداغ” شنت مداهمة غير عادية للغاية في سوريا في وقت سابق من الأسبوع الماضى، وودمرت المنشأة الواقعة في مدينة مصياف، نحو 220 كيلومترا شمالي دمشق، وقُتل 18 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت “مواقع عسكرية” في مصياف، وفق ما أفادت السلطات السورية الاثنين العاشر من سبتمبر الجاري.

فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للدولة السورية، أن الحصيلة بلغت 26 قتيلا، بينهم “5 مدنيين” و”4 من الجيش والمخابرات السورية” و14 سوريا “يعملون مع الايرانيين”، بالإضافة إلى 3 “جثث مجهولة الهوية”.

ووفقا لأحد المصادر فقد فاجأت الوحدة الخاصة الإسرائيلية الحراس السوريين في المنشأة وقتلت العديد منهم أثناء المداهمة، لكن لم يُصب أي إيرانيين أو عناصر من حزب الله.
وقال مصدران إن القوات الخاصة استخدمت متفجرات لتدمير المنشأة بالكامل، بما في ذلك المعدات المتطورة التي كانت بداخلها.
فيما ذكر أحد المصادر أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي ترافقت مع العملية كانت تهدف لمنع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.
بدورها نقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين وغربيين قولهم إن القوات الخاصة الإسرائيلية استخدمت طائرات هليكوبتر للوصول للمنشأة واستولت على ما يبدو على مواد من منشأة الصواريخ.
وأضاف المسؤولون أنه تم الاستعانة بقوة برية في الهجوم بسبب تعقيده ولاستعادة المعلومات من موقع الأسلحة السري، مضيفين أنه لم تقع إصابات في صفوف الإسرائيليين.
وقبل تنفيذ الضربة، أبلغت إسرائيل كبار المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك رئيس القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، وفقا لمسؤول أميركي.
وقال مصدران لأكسيوس إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة مسبقا على العملية الحساسة، التي لم تعارضها واشنطن، فيما لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق.
فمن هي وحدة شلداغ الإسرائيلية التي قامت بالهجوم ؟

وحدة شلداغ

الدولة إسرائيل .. الإنشاء 1976 .. الوحدةُ 5101 المعروفةُ باسم شَلْدَاغ (بالعبرية: שלדג؛ معناها الرفراف) وحدة قوات النخبة لسلاح الجو الإسرائيلي.
تعتبر وحدة شلداغ نخبوية وسرية، وبالتالي هناك حظر على تفاصيل أهدافها ونشاطاتها خلال السنين. ما يمكن قوله هو أنّ وحدة شلداغ تعمل في الهجوم وفي النشاطات الاستخباراتية في العديد من القطاعات، حتى وراء خطوط العدوّ، وأنّ جنودها يشاركون في عمليات خطرة مستخدمين مؤهّلاتهم الجسدية والعقلية، معرفة المنطقة وتشغيل تقنيات القتال المتقدمة. تخضع الوحدة لقوات الجو الخاصة في سلاح الجو الإسرائيلي.
في يوليو 2020 أعلنت قيادة القوات الجوية الإسرائيلية تشكيل «ذراع» جديدة في أجهزتها تضم عددا من الوحدات العسكرية، لتنفيذ مهام خاصة في عمق المعركة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن «الذراع» الجديدة أطلق عليها اسم «جناح 7» ويقودها ضابط برتبة عقيد وتضم وحدات خاصة تابعة لسلاح الجو. وأوضح أن هذه «الذراع» ستشمل وحدة «شلداغ» المكلفة بتنفيذ عمليات في عمق أراضي العدو، وحدة الانتشال والإنقاذ، ووحدة تمهيد المهابط الأمامية ووحدة استخبارات خاصة، وتم في العام 2022 افتتاح مدرسة خاصة تضم جميع الوحدات التي يضمها السرب.

ما أهدافها؟

وتهدف الذراع الجديد، حسب بيان للجيش، إلى «العمل في إطار مهمات سلاح الجو ولتوسيع حرية نشاطه عن طريق عمليات خاصة في عمق الحرب، في الحياة العادية وفي المعركة بين الحروب».
وقال الجيش الإسرائيلي إن «الذراع العملياتية أقيمت في ضوء الاحتياجات العملياتية وتغيير وتوسيع التهديدات في الميادين المختلفة، كجزء من عملية شاملة لتعاظم قوة الجيش إلى جانب زيادة الفاعلية العملية للوحدات العسكرية».
وأضاف أن «هذه الذراع ستشكل مركبا مكملا وخاصا لنشاط سلاح الجو عن طريق عمليات خاصة في العمق، عادية وطارئة لتنفيذ مهام القوات الجوية».

التأسس

تأسست وحده شلداغ في العام 1974 بعد انتهاء حرب اكتوبر «يوم كيبور» عام 1973 , وقد تم تأسيس هذه الوحدة الخاصة على يد موكي بيتزر وهو أحد متطوعي وحدة سريت ميتكال الخاصة الاسرائيليه والذي جذب لهذه الوحدة الجديده العديد من مقاتلي ومتطوعي وحدة سريت ميتكال.
وبعد تأسيس هذه الوحدة فأنها خدمت كقوه احتياطيه لوحده سريت ميتكال وكان يطلق عليها اسم «كتيبة العمل في الهواء», ثم بعد ذلك بدعم من نائب رئيس هيئة الأركان في حينه، رافائيل ايتان، تقرر في يناير 1977، جعلها وحدة عادية، وكان قائد الوحدة النظامية والمقاتلين جاءوا من سايريت شاكيد، وكانت تابعة كوحدة من وحدات المشاة والمظليين. ومع تركيز الجيش الإسرائيلي على إنشاء الوحدات الخاصة تم تدريبها وإدخال عناصر جديدة لها بما سمح لأن تصبح ضمن القوات الجوية الخاصة التي تعمل ضمن مهام تنفيذ خاصة.

المهام

المهمة الاساسيه لوحده شلداغ هو الانتشار بشكل مخفي في الساحات القتاليه والعدائيه من اجل القيام باعمال الاستطلاع الخاصة.
في الواقع لا يعرف عن شلداغ كثيرًا، ويخمّن فقط وفقا للمعلومات التي سمح بنشرها على مرّ السنين.
تميل وحدات مثل شلداغ إلى إثارة الخيال، وكونها معروفة بـ «الشقيقة الصغرى لسرّية الأركان العامة أو سريت ميتكال»، أمر يضيف الفضول فقط.
تعتبر شلداغ واحدة من وحدات الكوماندو المختارة في الجيش الإسرائيلي.
النشاط السرّي الذي تحت أمانتها ظهر وكأنه مهمّ جدّا، وأيضًا كما يليق بمحاربي كوماندو المختارين، فإنّ محاربي شلداغ مزوّدون بمجموعة متنوعة من المؤهلات المطلوبة التي تتجاوز كثيرًا أغراضها المميّزة والمحدّدة.
وهذا تحديدًا هو الفرق بين محاربي الكوماندو ومحاربي الوحدات الخاصة؛ فمحاربو الكوماندو مؤهلون تقريبًا لكل أنواع القتال، وبأي صورة، من أجل أن يتمكّنوا من العمل بالشكل الأفضل في جميع الظروف.
تتخذ وحده شلداغ من قاعدة بالماتشيم الجوية كمركز قيادة.

التسليح

بشكل خاص يتسلح مقاتلي وحده شلداغ بالتالي:
بندقيه.
بندقية M4ِِA1
مزوده بقاذف رمانات نوع GLOCK 17 و مسدسات 19.
قناصات Mauser SR 82/66.

الزي العسكري

نفس زي سلاح الجو الإسرائيلي وهو البدلة البنية العسكرية، بالاضافة لأحذية سوداء ورمادية وقبعة سلاح الجو. وما يميزهم شعار الدبوس الذي يلبس على البدلة العسكرية.
العمليات التي شاركت بها
1-عملية الليطاني في جنوب لبنان عام 1978:حيث قامت باعمال الاستطلاع قرب مدينه حاصبيا اللبنانيه، وفي هذه العملية خسر قائد الوحدة ساقه في انفجار لغم.
2 -عملية أوبرا 1981: انتشرت شائعات مصدرها صحف اجنبيه تقول ان وحده شلداغ كانت من المشتركين في عمليه قصف المفاعل النووي العراقي صيف عام 1981 «مفاعل اوزيراك أو تموز» في العملية «اوبرا». لايوجد دليل على اشتراك هذه الوحدة لكن لا يمكن نفي مشاركتها مطلقا.
3 -عمليه السلام للجليل عام 1982 في لبنان: مع اندلاع القتال في حرب لبنان الأولى (1982)، عملت وحده شلداغ بواسطة قوّتين رئيسيّتين:
الأولى وصلت لمنطقة البقاع في لبنان، التي كان يسيّطر عليها الجيش العربي السوري، وساعدها سلاح الجوّ في تدمير بطاريات صواريخ أرض-جوّ ومدافع مضادّة للطائرات.
أما القوة الثانية فقد احتلّت المتحف في بيروت، والذي تحصّن فيه الكثير من المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين، وشاركت في معارك أخرى داخل المدينة ضدّ مقرّات منظمة التحرير الفلسطينية المحصّنة.

قبل معركة المتحف، وجد ضابط الاستخبارات التابع لوحدة لشلداغ تخطيطًا دقيقًا للمبنى في الأرشيف الوطني في بيروت، وبعد ذلك دخل المحاربون في وقت واحد من خلال الفتحات وأغاروا بإطلاق النار والقنابل على المقاومين المحصّنين المدهوشين. وصف روسو، الذي كان حينذاك قائدًا لإحدى كتائب الوحدة، في مُقابلة في الماضي قائلا: «وضعنا مادّة متفجّرة على جدار المبنى. ظنّنا أن يُنشئ ذلك ثقبًا في الجدار، ولكننا في الواقع قمنا بتفجير المكتبة الوطنية في بيروت، وهطل عليها وابل من الأوراق. وقد اقتحموا المتحف تحت نيران الـ آر.بي.جي». أدار محاربو شلداغ المعركة أمام رجال فتح المتوزّعين بين التحف القديمة.
4 -عمليه موسى في السودان واثيوبيا 1984-1985 وعمليه سليمان 1991: أخذت وحدة شلداغ دورًا رئيسيًا في «عملية موسى» لجلب يهود إثيوبيا للبلاد، بين عامين 1984 – 1985.
وقد نشطت بشكل كبير في المجال حتى تم الكشف عن العملية في الصحافة الإسرائيلية. في عام 1991 ازداد الوضع سوءًا وقررت إسرائيل بأنه يجب نجدة يهود إثيوبيا وإحضارهم إلى إسرائيل بسرعة.
خلال 34 ساعة، تم جلب نحو 14,400 يهودي إلى البلاد في «عملية سليمان». وقال ضابط سابق في شلداغ في عام 2010: «أذكر أن كل الوحدة كانت مطلعة على العملية. وسمع الجميع عنها وأرادوا المشاركة. واتصل الكثير من جنود الاحتياط وقالوا: أنا أريد المشاركة أيضًا». اخترعنا الأدوار والمهامّ من أجل أن يشترك أكبر عدد ممكن. «وكان إحساس لدى الجميع بأننا ذاهبون للخروج من مصر».
5 -عمليه تصفيه الحساب 1993 وعناقيد الغضب 1996: شاركت الوحدة في عمليات «تصفية الحساب» (1993) و«عناقيد الغضب» (1996). وبعد نشاطها في عملية «عناقيد الغضب»، تحت قيادة جال هيرش (في وقت لاحق كان قائد شعبة الجليل خلال حرب لبنان الثانية)، تلقّت شلداغ ميدالية رئيس الأركان.
6 -انتفاضه الاقصى عام 2000: تم دمج وحدة شلداغ أيضًا في نشاطات خلال انتفاضة الأقصى. شاركت شلداغ في جزء من العمليات وفي استهدافات كثيرة. من بين أمور أخرى، نفذت الوحدة في تشرين الثاني عام 2000 استهدافًا وقتلت جمال عبد الرازق، قائد كتائب شهداء الأقصى في رفح.
7 -حرب لبنان الثانية 2006: في حرب لبنان الثانية قاتلت شلداغ في عدة عمليات، من بينها عملية «سهل وبسيط» بالتعاون مع سرّية الأركان العامة، والتي تضمّنت اختراقًا لمقرّ حزب الله في مستشفى في بعلبك. جمع محاربو الوحدة المعلومات الاستخباراتية والوسائل القتاليّة الكثيرة، وقتلوا تسعة عشر مسلحا واحتجزوا أسرى.
8 -عملية طوفان الأقصى عام 2023: صرح قائد وحدة شلداغ للصحفيين أن قوة شلداغ وصلت بطائرة هليكوبتر إلى كيبوتس بئيري حوالي الساعة 8:30 صباحا يوم السبت السابع من اكتوبر 2023 وواجهوا إطلاق نار كثيف من كتائب عز الدين القسام. وقُتل 5 أفراد من وحدة شلداغ خلال هجوم بئيري .

قيادات وحدة شلداغ

1974-1979: موكي يتزر.
1979-1981: عودي ليفي.
1981-1982: جيورا انبار.
1982-1984: دورون ألموغ.
1984-1987: أليك رون.
1987-1989: ران.
1989-1992: بيني جانتز.
1992-1994: إيال سوشلين.
1994-1996: غال هيرش.
1996-1999: إيال أيزنبرغ.
1999-2001: روني نوما.
2001-2003: موني كاتز.
2003-2006: يهودا لي.
2006-2008: بواز هيرشكوفيتز.
منذ العام 2008 تتكتم إسرائيل عن قائد هذه الوحدة.
شروط الإلتحاق بالوحدة
سجل طبي 97 دون قيود، مجموعة جودة (“كابا”) مناسبة ليوم وحدات الاستطلاع (وحدات النخبة).
لكي تصل إلى وحدة شالداغ لابد من تحديد ساييريت ماتكال (وحدة الاستطلاع لهيئة الأركان العامة) كأفضلية أولى أثناء يوم وحدات الاستطلاع. كما يجب اجتياز مسار يوم الوحدات المعد لساييريت ماتكال ثم من الضروري الاجتياز بنجاح مقابلة مع عالم نفسي. يجري التجنيد لوحدة شالداغ خلال شهر نوفمبر فقط.

مسار المقاتل بوحدة شلداغ

يمتد مسار المقاتل في وحدة شالداغ على فترة سنة وعشرة شهور. يبدأ المسار بدورة أغرار عادية لمجنّدي سلاح المشاة (تدريب ابتدائي) تستغرق حوالي أربعة شهور ثم تجري دورة أغرار خاصة بالوحدة تستمر حوالي شهرين.
بعد ذلك ينتقل المقاتل إلى القسم المهني للمسار الذي يستمر 15 أسبوع ويشمل :الملاحة ودورة المظليين ودورة مكافحة الإرهاب ودورات رصد مختلفة (هناك تركيز شديد في الوحدة على موضوعي الرصد والاستطلاع)، العديد من الأسابيع المكرّسة لمواضيع الإخفاء والتمويه، دورات قيادة سيارتي الجيب والهامر، سلسلة تدريبات البقاء قي الميدان. قبل نهاية المسار بقليل ستجري عدة أسابيع ملخّصة يُمتحن المقاتل أثنائها في كافة مجالات الدورة.
يجب على مقاتلي الوحدة التطوّع لفترة إضافية من الخدمة تستمر 18 شهرًا.
.شلداغ” خسرت من المقاتلين داخل قطاع غزة ما لم تخسره في الحروب السابقة”
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ قوات النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي “شلداغ” خسرت من المقاتلين داخل قطاع غزّة ما لم تخسره في جميع الحروب السابقة.
وقال المراسل العسكري في الصحيفة، يوسي يهوشع، إن وحدة “شلداغ” التي تقاتل منذ 7 أكتوبر مع قوات المشاة “خسرت في هذه المعركة من جنود أكثر مما خسرته في كل الحروب السابقة، وقتل 9 من جنودها”.
وفي الاول من فبراير2024 قُتل  أحد أبرز الضباط في وحدة “شلداغ” ، وذلك خلال الاشتباكات العنيفة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية شمالي غزة مع قوات الاحتلال المتوغلة، وفق ما كشفه الإعلام الإسرائيلي.

طالع المزيد:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى