بطائرة أف 35 وأربعة صواريخ تحت الأرض بطابقين.. إسرائيل تكشف التفاصيل الكاملة لتصفية عقيل

كتب: أشرف التهامي

بعد ساعات من الهجوم على منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث اغتيل – بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي – رئيس جهاز العمليات في حزب الله، إبراهيم عقيل، مع نحو عشرة من قادة قوة الرضوان، أمر وزير الداخلية اللبناني بحصار المبنى الذي تعرض للهجوم وانهار ، وذلك لتسهيل جهود إنقاذ الجرحى والقتلى.

ومازال حتى الساعة حزب الله يلتزم الصمت بعد اغتيال رئيس هيئة العمليات مع استمرار عمليات الإنقاذ؛ لكن تبقى تصريحات الحزب تدوى فى الأسماع: “مهما صعدت إسرائيل الدعم لغزة سيبقى”.

الاجتماع الأخير لعقيل

وبحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأميرال البحري دانيال هاجاري، تجمع عقيل وقادة حزب الله تحت الأرض تحت المباني السكنية.
وبحسب جيش الاحتلال، فإن الهجوم تم بطائرات مقاتلة من طراز إف-35 أطلقت صواريخ على المبنى. وذكرت شبكة الجزيرة أن أربعة صواريخ أطلقت على موقع اجتماع قوة الرضوان، على عمق طابقين تحت الأرض.
وشارك في الاجتماع أكثر من عشرين شخصا، ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر أمني لبناني قوله إن عددا من عناصر قوة الرضوان خرجوا مصابين. ووفقا لقناة إم تي في الإخبارية اللبنانية، تم إبلاغ عائلات ثلاثة من كبار عناصر قوة الرضوان بأنه من المتوقع العثور على المزيد من الجثث، مما يزيد من حصيلة الشهداء.
وبحسب الأرقام المنشورة في لبنان، استشهد في الهجوم 14 شخصًا على الأقل، وأصيب 66 آخرون، بينهم تسعة أصيبوا بجروح خطيرة. وتُظهر لقطات الهجوم أضرارًا جسيمة في المبنى المستهدف وعشرات السيارات المجاورة. وانقلبت السيارات المتوقفة، وتحطمت النوافذ. ووفقًا لشبكة الميادين التابعة لحزب الله، تضررت أيضًا عشرات المحلات التجارية في الهجوم.

شهود عيان

وقال شاهد عيان تحدث لصحيفة نيويورك تايمز إنه لم يسمع صوت صاروخ قادم على الإطلاق قبل الهجوم: “كان الأمر أشبه بزلزال. اهتز مبنانا قليلاً”. وأفاد سكان آخرون بوجود حالة من الفوضى، وشهد أحدهم، مرتضى سماوي، أنه عندما وصل إلى مكان الحادث وجد مبنى مدمرًا بالكامل وسيارة مقلوبة على جانبها. وقال إنه حاول مساعدة امرأة كانت تبحث عن طفلها، لكن قوات الإنقاذ طالبته بالمغادرة: “دُمر المبنى بالكامل، أنا أرتجف”.

الغارة الثالثة منذ بداية الحرب

وكانت الغارة على الضاحية هي الثالثة التي تنفذها القوات الجوية منذ بداية الحرب.
ففي الغارة الأولى تم القضاء على المسؤول الكبير في حماس صالح العاروري.
وفي الغارة الثانية تم القضاء على فؤاد شكر المعروف في إسرائيل كرئيس أركان لحزب الله. وأدانت السفارة الإيرانية في لبنان الهجوم وقالت إن “الجنون الإسرائيلي تجاوز كل الحدود”.

خطة احتلال الجليل

ووفقا للجيش الإسرائيلي فإن عقيل والقادة الذين تمت تصفيتهم كانوا من بين مهندسي “خطة احتلال الجليل”، في خطة حزب الله لمداهمة إسرائيل واحتلال مستوطنات الجليل ، على غرار عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر.
في الوقت نفسه، نقلت صحيفة العربي الجديد القطرية عن مصدر برلماني في حزب الله قوله: “إن الهجوم على الضاحية يأتي في إطار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في المنطقة. ومهما صعدت إسرائيل من عملياتها فإن الجبهة اللبنانية ستبقى مفتوحة لدعم غزة. والحساب آت، والقصاص سيكون عادلاً، والزمن كفيل بالرد على كل انتهاك إسرائيلي”.
وقال مصدر دبلوماسي لم يكشف عن هويته لشبكة الحدث السعودية إن “اغتيال عقيل يحمل رسالة سياسية وعسكرية مفادها أن تصعيد حزب الله سيقابل بتصعيد في الضاحية”.

نتنياهو يحث فرنسا على الضغط على حزب الله

وفي السياق ذاته، وفي الجانب الدبلوماسي، تحاول عدة دول تجنب التصعيد إلى حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وتحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الجمعة، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واتهم ماكرون إسرائيل بدفع المنطقة إلى الحرب، ورد نتنياهو بأنه بدلاً من الضغط على إسرائيل، حان الوقت لفرنسا لزيادة الضغط على حزب الله.

وقال دبلوماسي فرنسي إنه من الواضح أن هناك اختلافات في الرأي بين الجانبين بشأن المضي قدما. ودعت فرنسا جميع الأطراف في المنطقة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لإنهاء المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل التوصل إلى تسوية دبلوماسية على الحدود الشمالية لإسرائيل. وأضاف أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان زادت من احتمالات الحرب، رغم اقتناعه بأن المسار الدبلوماسي لا يزال قائما.
في العام الماضي، وفي إطار إحياء الذكرى الأربعين لتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، أعلن البيت الأبيض عن مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عقيل، الذي كان أحد العقول المدبرة للهجوم الذي أسفر عن مقتل 63 شخصاً.
وإلى جانب عقيل، اعتُبر عماد مغنية، القائد العسكري السابق لحزب الله الذي استشهد في ضربة نفذتها إسرائيل، مسؤولاً أيضاً عن الهجوم. كما شارك عقيل في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت في أكتوبر 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 من أفراد الخدمة الأميركية.
بالإضافة إلى ذلك، أشرف على اختطاف رهائن أميركيين وألمان في لبنان وكان يُعتبر خليفة محتملاً للقيادة العسكرية لحزب الله قبل فترة طويلة من اغتيال شكر، أيضاً في الضاحية.

ونجا عقيل من عدة محاولات اغتيال، إحداها في فبراير عام 2000 عندما أطلقت مروحيات أباتشي إسرائيلية صواريخ على سيارته، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى