د. محمد إبراهيم بسيوني: الهواء الملوث يؤثر على صحة العظام
كتب: على طه
هل هناك علاقة مباشرة بين تلوث الهواء والأمراض؟.. الإجابة – بالطبع – نعم، والشائع أن التأثير الكبير يكون على الجهاز التنفسى، لكن غير الشائع أن هناك أيضا تأثير ضار جدا لتلوث الهواء على العظام، وعن هذا التأثير يؤكد د. محمد إبراهيم بسيوني، الأستاذ المتفرغ بطب المنيا، أن هناك تزايد ملحوظ في قوة الأدلة العلمية في الربط بين تلوث الهواء وهشاشة العظام Osteoporosis.
ويضيف د. بسيونى فى تصريحات خاصة لـ “موقع بيان الإخبارى” أن التعرض لتلوث الهواء، وخاصة للجزيئات الدقيقة، مرتبط بانخفاض مستويات كثافة العظام.
شكوى الملايين
ويضيف د. بسيونى أن ملايين الأشخاص حول العالم يشكون من مرض هشاشة العظام ولا يمكن تغيير بعض عوامل الخطر الرئيسية، التي تؤدي للإصابة بالمرض، مثل الشيخوخة. ولكن تزداد عوامل الخطر البيئي، حيث يبدو أن تلوث الهواء هو أحد أسباب الإصابة بمرض الهشاشة، وفقاً لما جاء بنتائج دراسة نشرها موقع “ميديكال ديلي نيوز” Medical Daily News.
وتؤكد الدراسة أن ترقق أو هشاشة العظام هي حالة يعاني فيها المريض من ضعف كثافة العظام، مما يجعلها تصبح جافة وهشة، وتميل هذه الحالة إلى التأثير على الأفراد الأكبر سناً، وخاصة الإناث.
عوامل الإصابة
وكانت الدراسات العلمية قد كشفت أن بعض العوامل، مثل نقص فيتامين “D”، يمكن أن تسهم أيضا في تطور المرض.
ومع استمرار البحث العلمي في أسباب واستراتيجيات الوقاية المثلى ضد هذا المرض، توصل العلماء إلى أسباب بيئية أخرى محتملة.
وتشير دراسة جديدة أجراها معهد برشلونة للصحة العالمية، والتي نشرت نتائجها في دورية JAMA Network Open، إلى أن نوعية الهواء الرديئة ترتبط بانخفاض كثافة العظام بين كبار السن.
تلوث الهواء وصحة العظام
وتسهم نتائج هذه الدراسة كلبنة أولى نحو حسم العلاقة بين تلوث الهواء وصحة العظام، حيث قام الباحثون بتحليل البيانات المتعلقة بصحة العظام، والظروف المعيشية لعدد 3717 مشاركاً، من بينهم 1711 سيدة، من 28 قرية بالقرب من مدينة حيدر آباد في الهند.
واستخدم الباحثون تقديرات التعرض الخارجي لتلوث الهواء، في إشارة إلى وجود الكربون والجسيمات الدقيقة في الهواء، والتي تأتي، على سبيل المثال، من عوادم السيارات، وتظل تلك الجزيئات محمولة بالهواء لفترة طويلة وتتسلل إلى جسم الإنسان عبر الرئتين.
كما أخذ الباحثون في الاعتبار أيضا بيانات، تم جمعها بجهود ذاتية، من خلال استبيانات للمشاركين حول نوع الوقود الذي يستخدمونه عند الطهي.
وتوصلت الدراسة إلى أن الأفراد، الذين عانوا في كثير من الأحيان من تلوث الهواء المحيط، وخاصة عن طريق الجزيئات الدقيقة، يبدو أنهم هم أيضا الذين يعانون من حالة كتلة عظام منخفضة.
الإجهاد التأكسدي
ويفترض أن العلاقة بين نوعية الهواء الرديئة وسوء صحة العظام يمكن أن تكون بسبب “الإجهاد التأكسدي والالتهابات الناجمة عن تلوث الهواء “Oxidative stress and inflammation caused by air pollution.
كما لاحظ الباحثون أن تعرض المشاركين للجسيمات الدقيقة المحمولة جواً هو 32.8 ميكرو جرام لكل متر مكعب كل عام، وهو ما يتجاوز بكثير الحدود، التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، والتي تبلغ 10 ميكرو جرام لكل متر مكعب.
وتضيف نتائج الدراسة إلى مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن تلوث الهواء بالجسيمات يؤثر سلبا على صحة العظام عبر مجموعة واسعة من مستويات تلوث الهواء، بما في ذلك المستويات الموجودة في البلدان مرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
نصيحة
وينتهى د. بسيونى بنصيحة للأشخاص العاديين، وخاصة كبار السن، بالابتعاد بقدر الإماكن عن الأماكن التى يرتفع فيها مستوى الهواء الملوث، والالتجاء إلى أماكن الطبيعة المفتوحة، لاستنشاق هواء جيد بقدر الإمكان.
اقرأ أيضا:
-
د. محمد إبراهيم بسيونى: تحديات الذكاء الاصطناعي فى تشخيص وعلاج الأمراض الجلدية
-
د. محمد إبراهيم بسيونى: المكملات الغذائية ما لها وما عليها