وزير الخارجية يؤكد ضرورة دعم المجتمع الدولي لمصر في مواجهة أزمة اللاجئين

كتب – سيد حسن

في إطار مشاركته بالشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، حيث ناقش الجانبان التحديات المتزايدة التي تواجه مصر في ظل تدفق اللاجئين وطالبي اللجوء من دول الجوار.

اقرأ أيضا.. وزير الخارجية يشارك بالحوار التفاعلي لقمة المستقبل المعني بتحول الحوكمة

أكد وزير الخارجية على أن مصر أصبحت في المرتبة الثالثة عالميًا من حيث استقبال طلبات اللجوء الجديدة خلال عام 2023، مشيرًا إلى تضاعف أعداد اللاجئين والمهاجرين نتيجة التدهور السياسي والأمني في بعض الدول المجاورة.

وأشاد عبد العاطي بالدور الذي تقوم به المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دعم مصر، ولكنه أكد في الوقت ذاته على ضرورة تعزيز الشراكة لمواجهة الأعباء المتزايدة على المجتمع المصري نتيجة لهذه التدفقات.

التعاون الدولي: ضرورة لتخفيف العبء

أوضح الوزير أن الأوضاع السياسية والأمنية المتأزمة في دول الجوار أدت إلى زيادة غير مسبوقة في أعداد اللاجئين، حيث أشار إلى أن مصر تستضيف الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الذين فروا من مناطق النزاع.

ورغم الجهود المصرية المتواصلة في تقديم الرعاية والحماية للاجئين، إلا أن الدعم الدولي الذي تتلقاه مصر لا يزال أقل بكثير مما تحتاجه لتلبية هذه الاحتياجات.

وفي هذا السياق، ناشد الدكتور عبد العاطي المجتمع الدولي والمفوضية السامية ببذل المزيد من الجهود لحشد الدعم المالي والفني لمصر.

وأكد على أن مصر تتطلع إلى تنفيذ مبدأ “تقاسم الأعباء” الذي يقتضي أن يتحمل المجتمع الدولي جزءًا من التحديات التي تواجه الدول المستقبلة للاجئين.

الوضع في غزة: كارثة إنسانية تستدعي التحرك العاجل

ناقش اللقاء أيضًا الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، حيث شدد وزير الخارجية على رفض مصر القاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو فرض سيناريوهات تسعى إلى تهجير الشعب الفلسطيني.

وأكد عبد العاطي أن مصر تواصل جهودها للضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف استهداف المدنيين والبنية التحتية في القطاع.

كما أكد على ضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، وإزالة كافة العقبات التي تحول دون ذلك، مشيرًا إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي والقانون الإنساني.

السودان: دعم مستمر لتحقيق الاستقرار

من جهة أخرى، تناول اللقاء الأزمة المستمرة في السودان، حيث استعرض الوزير جهود مصر في تقديم الدعم للسودانيين المتضررين من النزاع.

وشدد على ضرورة تحقيق وقف شامل لإطلاق النار هناك لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية الضرورية، مشيرًا إلى أن مصر تواصل دعمها للسودان بهدف تجاوز الأزمة وتحقيق الاستقرار المنشود.

نداء عاجل لزيادة الدعم الدولي

في ختام اللقاء، أكد وزير الخارجية على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته تجاه الدول المضيفة للاجئين، مشيرًا إلى أن الدعم الحالي المقدم لمصر من الجهات الدولية لا يتناسب مع حجم الأعباء المتزايدة التي تتحملها.

ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية لسد الفجوات التمويلية ودعم مصر في هذا المجال، لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية للاجئين والمجتمع المضيف.

واختتم الدكتور عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أن مصر ستواصل الوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بحماية اللاجئين وملتمسي اللجوء، ولكنها تحتاج إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي لضمان استمرارية هذه الجهود في ظل التحديات المتزايدة.