تعزيز التعاون بين الكنيسة ووزارة التعليم لإدراج القيم المشتركة في المناهج الدراسية

كتب – سيد علي

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السيد محمد عبد اللطيف، في المقر البابوي بالقاهرة.

اقرأ أيضا..  “التعليم” تعلن فتح باب التقديم للطلبة والوظائف بأربع مدارس يابانية جديدة.. روابط التقديم

تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين الكنيسة ووزارة التعليم من أجل تطوير المناهج التعليمية، خصوصاً في مجال التربية الدينية، بهدف إدراج القيم الدينية المشتركة بين الأديان وترسيخها في المجتمع المصري.

رؤية جديدة لمنظومة التعليم

خلال اللقاء، قدم وزير التعليم شرحاً مفصلاً حول التوجهات الجديدة التي تتبناها وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى الأساليب الحديثة التي تسعى الوزارة إلى تطبيقها في العملية التعليمية.

هذه الرؤية الجديدة تهدف إلى تحسين جودة التعليم في مصر من خلال تحديث المناهج، التركيز على تطوير شخصية الطلاب، وتعزيز الفهم العميق للقيم الإنسانية المشتركة.

أعرب قداسة البابا تواضروس عن تقديره للجهود التي تبذلها الوزارة، مؤكدًا على أهمية هذا التوجه في تعزيز التفاهم والتعايش بين أبناء المجتمع المصري، بمختلف أديانه وطوائفه.

وأشاد البابا بالدور الكبير الذي يلعبه التعليم في بناء الإنسان المصري، واعتبر أن هذه الجهود من شأنها أن تسهم في خلق أجيال واعية بقيم التسامح والتعاون.

إدراج القيم المشتركة ضمن المناهج التعليمية

أحد المحاور الرئيسية التي تناولها اللقاء هو الاتجاه نحو إدراج القيم والمبادئ الدينية المشتركة في مناهج التربية الدينية لجميع المراحل الدراسية.

وأوضح وزير التعليم أن هذا المنهج يهدف إلى تعليم الطلاب المبادئ الأساسية التي تجمع الأديان المختلفة، مما يعزز من روح التفاهم والتآلف داخل المجتمع.

وأشار الوزير إلى أن إدراج القيم المشتركة ضمن المناهج الدراسية يأتي في إطار جهود الدولة لتعزيز الهوية الوطنية، وتقوية النسيج الاجتماعي، وغرس القيم الإنسانية التي تدعو إلى التسامح والاحترام المتبادل بين مختلف فئات المجتمع. وأكد أن هذه الخطوة تعتبر جزءاً من خطة شاملة لتطوير التعليم في مصر.

تأكيد على دور المؤسسات الدينية في دعم التعليم

من جانبه، أكد البابا تواضروس على أهمية التعاون بين الكنيسة والمؤسسات التعليمية في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية.

وأشاد بالدور الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم في تعزيز الثقافة والتعليم في مصر، معتبراً أن دعم الكنيسة لهذه الجهود يأتي من منطلق دورها المجتمعي والوطني في دعم المبادئ الإنسانية النبيلة.

كما أشار البابا إلى أن هذا التعاون يعكس رؤية مشتركة تسعى إلى تحقيق التوازن بين التعليم الأكاديمي والتربية الأخلاقية، مما يساعد في بناء أجيال قادرة على التعامل مع تحديات المستقبل بطريقة تتسم بالوعي والانفتاح على الآخر.

الشخصيات المشاركة في اللقاء

شهد اللقاء حضور عدد من الشخصيات البارزة من الكنيسة والوزارة، حيث حضر القس كيرلس الأنبا بيشوي، مدير مكتب قداسة البابا، وبربارة سليمان، مدير المكتب البابوي للمشروعات والعلاقات، والشماس چوزيف رضا شماس قداسة البابا.

وقد أعرب جميع الحاضرين عن دعمهم الكامل لهذه المبادرة، التي تسعى إلى تحقيق تطور نوعي في التعليم بمصر، وتعزيز التفاهم المشترك بين مختلف شرائح المجتمع.

أهمية ترسيخ القيم في المجتمع

في ختام اللقاء، أكد الطرفان على أن التعليم ليس فقط وسيلة لنقل المعرفة الأكاديمية، بل هو أيضًا وسيلة لبناء قيم إنسانية مشتركة تعزز من التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، وشددوا على أن التعاون المستمر بين المؤسسات التعليمية والدينية هو السبيل لتحقيق هذا الهدف.

واتفق الجانبان على مواصلة العمل والتنسيق لضمان تنفيذ هذه الرؤية بشكل فعّال، بما يخدم مصلحة الطلاب ويعزز من استقرار وتماسك المجتمع المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى