الأمم المتحدة: تزايد الأزمات في الشرق الأوسط يهدد فعالية المنظمة الدولية

وكالات

في تقريرها الأخير، تسلط صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها نظام الأمم المتحدة، مع تصاعد الأزمات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا.. تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان: 182 شهيدًا و727 جريحًا في غارات مكثفة

يأتي هذا في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة القضايا الملحة، لكن الخلفية التي يتم تناولها تثير القلق في جميع أنحاء العالم.

مجلس الأمن: عجز في مواجهة التحديات المعاصرة

كتب الصحفي إيشان ثاورو أن مجلس الأمن، الذي يسيطر عليه الأعضاء الدائمون الذين انتصروا في الحرب العالمية الثانية، أصبح موضع سخرية لدوره المتآكل في صنع القرار العالمي.

وقد اتضح عجز المجلس في اتخاذ إجراءات فعالة تجاه الصراعات المتفجرة في أوكرانيا وغزة، مما زاد من حالة الإحباط حول قدرة الأمم المتحدة على معالجة القضايا العالمية الملحة.

في سياق ذلك، كانت الولايات المتحدة تقوم بدور حامي لإسرائيل، مما عرقل جهود إرساء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وسط ارتفاع حصيلة القتلى.

كما أشار التقرير إلى أن المعارك بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تهدد بالتحول إلى نزاع شامل.

ضغط إضافي على نظام الأمم المتحدة

أدت الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط إلى تفاقم الضغوط على نظام الأمم المتحدة، حيث تزداد القضايا ضد إسرائيل ومسؤوليها في محكمة العدل الدولية.

وقد أظهرت التحقيقات المتعلقة بتلك القضايا تباينًا كبيرًا في الآراء، حيث اعتبرها البعض ضرورية لفرض القانون الدولي، بينما وصفها الآخرون بأنها منحازة.

علاوة على ذلك، فإن الأونروا، الوكالة المسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، تواجه انتقادات وضغوطًا بسبب مزاعم تتعلق بارتباط بعض موظفيها بحماس، مما أثر سلبًا على التمويل اللازم لدعم جهود الإغاثة.

الأزمات المنسية

بعيدًا عن الأزمات التي تتصدر عناوين الأخبار، فشلت الأمم المتحدة في معالجة الأزمات الأخرى، مثل الحرب الأهلية الكارثية في السودان، التي تهدد بحدوث مجاعات كارثية، أو الوضع المتدهور في ميانمار تحت حكم المجلس العسكري.

ورصدت منظمة أوكسفام وجود نحو عشرين صراعًا مستمرًا، يعود جزء كبير منها إلى جمود الأمم المتحدة في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

كما سلط التقرير الضوء على أزمة الديون المتزايدة في الدول النامية، مع تسجيل نزوح عدد قياسي من الناس بسبب الصراعات وتغير المناخ.

صرخات من القلب للأمين العام

في مقابلة حديثة، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن استيائه من عدم قدرة مجلس الأمن على معالجة الصراعات الأكثر دراماتيكية، محذرًا من أن خصومات القوى العظمى تعيق فعالية وكالات الأمم المتحدة في الميدان.

ودعا جوتيريش إلى تحديث المؤسسات العالمية لتكون أكثر شمولية وتنوعًا، بما يعكس احتياجات وتحديات القرن الحادي والعشرين.

بصيص الأمل وسط الإحباط

ورغم الإحباطات، لا يزال المحللون يرون بارقة أمل. وقد أشار البعض إلى أهمية تعزيز المؤسسات متعددة الأطراف وتطوير قواعد السلوك الدولي، رغم أن هذا يتطلب تغييرات جذرية في الطريقة التي تتعامل بها القوى الكبرى مع الأزمات العالمية.

في ختام المقال، يُنتظر أن يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن في الجمعية العامة عن أهمية دعم المؤسسات متعددة الأطراف، لكنه قد يواجه تساؤلات عن التزام الولايات المتحدة بما تدعو إليه، خاصة في ظل موقفها من النزاع في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى