المستشفيات اللبنانية تواجه أزمة إنسانية خانقة وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية
تشهد المستشفيات في لبنان أوضاعًا كارثية مع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية من البلاد، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويضع النظام الصحي اللبناني تحت ضغوط شديدة.
اقرأ أيضا.. ارتفاع ضحايا عدوان إسرائيل على لبنان لنحو 500 شهيد و1645 مصابا
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن حالة استنفار في محاولة لتأمين الاحتياجات الطبية الضرورية وتوفير الرعاية للمصابين والجرحى، وقد حذر الأطباء من أن هذه الأزمة مرشحة للاستمرار لفترة طويلة، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لدعم القطاع الصحي.
اعتداءات جنوب لبنان تفاقم الأوضاع الطبية
أفاد الدكتور يوسف بخاش، نقيب أطباء لبنان، بأن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت جنوب لبنان أمس قد أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، بينهم أطفال، إضافة إلى جرحى حالتهم الصحية غير مستقرة.
وأشار إلى أن المستشفيات في المنطقة الجنوبية عانت من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث اضطرت بعض المستشفيات إلى طلب طواقم طبية إضافية لتغطية النقص في التخصصات المطلوبة.
وقال بخاش خلال مداخلة هاتفية مع قناة “القاهرة الإخبارية” إن المستشفيات شهدت وضعًا كارثيًا جراء تلك الاعتداءات، مع تسجيل عدد كبير من الإصابات والوفيات، خاصة في المناطق القروية التي تم استهداف منازلها بشكل مباشر.
وأوضح أن فرق الإنقاذ لا تزال تعمل على انتشال الجثث من تحت الأنقاض، في حين أن الجرحى في حالة خطيرة ما زالت تحتاج إلى رعاية عاجلة.
تحركات وزارة الصحة ومنظمات الإغاثة الدولية
في مواجهة هذا الوضع المأساوي، تحركت وزارة الصحة اللبنانية بشكل عاجل لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات المتضررة، بالتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي.
وصرح بخاش بأن خلية الطوارئ الصحية التي تم تشكيلها تعمل تحت مظلة هذه المنظمات لتنسيق الجهود وتقديم الدعم للمستشفيات التي تحتاج إلى مساعدات فورية، خاصة في المناطق الجنوبية التي تعاني من نقص في وحدات العناية المركزة والدم.
وأضاف نقيب الأطباء أن جمعية الصليب الأحمر اللبناني تعمل على توزيع وحدات الدم على المستشفيات المحتاجة، بينما تسعى وزارة الصحة إلى تأمين احتياجات المستشفيات من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
وقد وصلت بعض المساعدات الطبية من عدة دول، مما ساهم في تخفيف الضغط على المستشفيات جزئيًا، إلا أن الاحتياجات لا تزال تفوق الإمكانات المتاحة، وهو ما يعزز الحاجة إلى المزيد من الدعم الدولي.
الاعتداءات مستمرة والأزمة مرشحة للتفاقم
وفي هذا السياق، أشار الدكتور بخاش إلى أن وزارة الصحة اللبنانية تعهدت بتغطية التكاليف المالية اللازمة لاستمرار عمل المستشفيات، في ظل توقعات بأن الأزمة ستطول بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وأكد على أن الحكومة اللبنانية قد تواصلت مع العديد من المنظمات الدولية والجمعيات الصحية التي أبدت استعدادها للعودة إلى لبنان لتقديم الدعم والمساعدة في ظل هذا الوضع الحرج.
وأوضح بخاش أن هناك إرادة دولية لتقديم الدعم للبنان في مواجهة هذه الأزمة، حيث تعمل الجهات الدولية المعنية على تقييم الوضع الصحي وإرسال المساعدات الطبية اللازمة.
ومع ذلك، فإن استمرار القصف والاعتداءات يجعل الوضع الطبي في البلاد أكثر تعقيدًا، ويتطلب تدخلًا دوليًا أكبر للحيلولة دون انهيار النظام الصحي بالكامل.