د. محمد إبراهيم بسيوني: أسباب الإصابة بالنزلة المعوية وأعراضها وعلاجها
كتب: على طه
هناك قاعدة طبية تقول إن كل الأشخاص يصابون، مرة واحدة علي الاقل في حياتهم بالنزلة المعوية لسببٍ ما أو لآخر، ولا تختلف الأعراض كثيرًا من حالة لأخرى.. ما أسباب هذه الإصابة؟، وأعراضها، وعلاجها؟.
يجيب عن الأسئلة السابقة د. محمد إبراهيم بسيوني الأستاذ المتفرغ بطب المنيا، فيقول فى تصريحات خاصة لـ “موقع بيان الإخبارى”، إن من أسباب النزلات المعوية وقد يدعوها البعض بالنزلة المعوية أو إنفلونزا المعدة أو التهاب المعدة، 3 أنواع من العدوى كالتالى:
– العدوى الفيروسية، مثل فيروسات نوروفيروس (Norovirus) وروتا فيروس (Rotavirus).
– العدوى البكتيرية: مثل السالمونيلا (Salmonella)، أو الإشريكية القولونية (E.coli).
– العدوى الطفيلية، مثل الجيارديا (Giardia).
تصيب جميع الأعمار
وبؤكد د. بسيونى أن النزلة المعوية تُصيب جميع الأعمار لأسباب مختلفة، ولكن هناك أشخاص أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة، ويشملون:
· كبار السن، حيث يصبح الجهاز المناعي أضعف مع التقدم في السن
· الأطفال، حيث يستغرق الأمر وقتًا حتى يتمكن الأطفال من تطوير جهاز مناعي قوي، خاصًة الأطفال في الحضانات والمدارس الإبتدائية
· أصحاب المناعة الضعيفة، حيث أن بعض الأشخاص تكون قدرتهم أضعف فيما يتعلق بمكافحة العدوى، مثل المُصابين بأمراض المناعة الذاتية أو الذين يحصلون على العلاج الكيماوي وغيرهم ولذلك ينصح الطبيب هؤلاء الأشخاص بتجنب الأطعمة الجاهزة بقدر الإمكان حتى لا تزداد فرص إصابتهم بالنزلة المعوية.
العرض الأكثر شيوعًا عند الإصابة بالنزلة المعوية هو الإسهال، حيث يؤثر الفيروس على عِدة أجزاء من المعدة والأمعاء الدقيقة، وتشمل الأعراض الأخرى:
· الشعور بالغثيان والقئ
· آلام في المعدة وتقلصات مستمرة بها
· ارتفاع في درجة الحرارة
· آلام في العضلات أو صداع
· فقدان الشهية
ظهور الأعراض
ويضيف د. بسيونى أن وقت ظهور الأعراض يعتمد على سبب الإصابة، حيث أنها عادًة ما تظهر خلال 1 لـ 3 أيام من الإصابة، وتستمر الأعراض عادًة يوم أو يومين في حال الإصابة بعدوى بسيطة أو متوسطة الخطورة، ولكنها قد تستمر في بعض الحالات حتى أسبوعين.
وينصح: يجب رؤية الطبيب على الفور في حال لاحظت وصول درجة حرارة الجسم لـ 40 درجة أو أعلى، استمرار الإسهال أو القئ لفترة أطول من يومين، عدم قدرة الجسم على الاحتفاظ بأي سوائل به لمدة 24 ساعة، لاحظت أعراض الجفاف، والتي تشمل جفاف الفم أو الشعور بالعطش الشديد أو بول داكن اللون أو عدم وجود بول أو دوخة وشعور عام بالضعف، شعور بآلام شديدة في المعدة أو وجود دم مع القئ أو الإسهال.
وفي حال لاحظت أيٍ من هذه الأعراض على الأطفال أو الرضع، وجود دم مع الإسهال، درجة الحرارة 38.9 أو أعلى، شعور بعدم الراحة أو الألم، شعور بالتعب والضيق، وجود علامات تدل على الجفاف، يمكنك ملاحظتها عن طريق المقارنة بين ما اعتاد الطفل على تناوله من المياه واللبن وعدد المرات التي يذهبون فيها للمرحاض، بالإضافة لعلامات جفاف الفم أو الشعور بالعطش المستمر أو البكاء دون دموع أو القيء، خاصًة القئ المستمر.
العلاج
ويوضح د. بسيونى أنه لا يوجد خطة علاج مُحددة للنزلة المعوية، حيث يعتمد العلاج على التخلص من الأعراض التي تعاني منها بشكل رئيسي. لا تتناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، حيث أنها لا تعالج الفيروسات التي تسبب النزلة المعوية في أغلب الأحوال.
سوف يقوم الطبيب بإعطائك بعض التعليمات التي يجب اتباعها خلال فترة التعافي:
· التوقف عن تناول الطعام لعِدة ساعات حتى تهدأ المعدة
· تناول كميات صغيرة من المياه والسوائل على مراحل لتجنب الإصابة بالجفاف
· احصل على قدر كبير من الراحة حتى يتمكن الجسم من التعافي في وقت أقل
· البدء في تناول الطعام بشكل تدريجي، سوف ينصحك الطبيب بتناول أطعمة خفيفة يسهُل هضمها، مثل الحساء والبسكويت المُملح والشوفان الذي يحد من الإسهال والموز والأرز. توقف عن تناول الطعام إن شعرت بالغثيان مرة أخرى
· تجنب الأطعمة الجاهزة والأطعمة الدسمة والغنية بالتوابل حتى تشعر بتحسن؛ أيضًا يجب تجنب النيكوتين والكافيين
كما أن الطبيب سيصف لك أدوية تساعد على تهدئة المعدة وأدوية تحد من الإسهال لكي تتمكن من تناول الطعام في وقت أقل. اما بالنسبة للأطفال، سوف يصف الطبيب لكِ العلاج المناسب كما أنه سيقوم بإعطائك بعض التعليمات، مثل:
· إعطاء طفلك القدر الكافي من الراحة
· الحد من الجفاف عن طريق السوائل أو المحاليل التي تؤخذ عن طريق الفم والتي يصفها الطبيب
· تجنب الحلوى والصودا والأطعمة الغنية بالسكر
· إعطاء الطفل أطعمة صحية، مثل الخضروات والفاكهة والتوست والزبادي.
تنبيهات
وأخيرا ينبه د. بسيونى الأمهات قائلا: “لا تقومي بإعطاء طفلك أدوية مضادة للإسهال دون أن يصفها الطبيب، حيث أنها قد تحد من قدرة الجسم على التخلص من الفيروس”.
وينتهى إلى القول: عادًة تستمر النزلة المعوية لعِدة أيام، ولكنها قد تستمر لأسبوعين في حالات أخرى، بحسب حِدة الفيروس؛ زيارة الطبيب فور ملاحظة الأعراض سيساعدك على الحصول على العلاج المناسب وتجنب مضاعفات مستقبلية.