وزير الكهرباء: تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثالثة بالضبعة خلال أكتوبر
كتب – علي هلال
قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بزيارة ميدانية إلى محطة ليننجراد النووية في روسيا، والتي تُعد المحطة المرجعية لمشروع محطة الضبعة النووية في مصر.
اقرأ أيضا.. وزير الكهرباء: فرض غرامات بـ396 مليون جنيه لمواجهة سرقات التيار
تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المبذولة لتطوير قطاع الطاقة النووية في مصر وتعزيز قدراته، حيث استقبله خلالها فلاديمير بيريجودا، مدير محطة ليننجراد للطاقة النووية، إلى جانب مجموعة من خبراء البرنامج النووي الروسي المتخصصين في توليد الكهرباء.
هدفت الزيارة إلى الاطلاع على أحدث التكنولوجيا المستخدمة في المحطات النووية الروسية، وكذلك التعرف على نظم الأمان المتقدمة التي تطبق في هذه المنشآت.
كما تم استعراض مكونات المحطة والمفاعلات المختلفة، التي تسهم في إنتاج كهرباء نظيفة وآمنة، بما يعزز من استقرار الشبكات الكهربائية في مصر، ويساعد على تحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي.
جولة ميدانية شاملة في محطة ليننجراد
رافق وزير الكهرباء خلال الزيارة الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية، حيث قاموا بجولة شاملة في محطة ليننجراد، تضمنت الاطلاع على المفاعلات النووية المختلفة من حيث القدرة والتكنولوجيا المستخدمة، بالإضافة إلى مراكز التحكم الرئيسية ومراكز التشغيل.
وشملت الجولة أيضًا زيارة مراكز التدريب والترخيص لمشغلي المحطات، حيث يتم تدريب الكوادر الفنية على مختلف جوانب التشغيل والصيانة وإدارة الأزمات.
التقى الدكتور محمود عصمت بعدد من المهندسين المصريين الشباب الذين يخضعون لبرامج تدريبية مكثفة في مركز التدريب الرئيسي بمحطة ليننجراد، وذلك في إطار الاتفاقيات المشتركة بين مصر وروسيا لبناء محطة الضبعة النووية.
يهدف هذا التدريب إلى إعداد الكوادر المصرية للعمل على تشغيل وصيانة المحطة عند بدء تشغيلها، بما يعزز من القدرات الفنية المصرية في مجال الطاقة النووية.
تعاون مصري روسي لتعزيز الأمان النووي
أشاد الدكتور عصمت بالتعاون المثمر بين مصر وروسيا في مجال الطاقة النووية، مؤكدًا على أهمية هذه الزيارات الميدانية في تعزيز فهم التكنولوجيا النووية وتطبيقاتها في إنتاج الكهرباء.
وأشار إلى أن المحطة النووية في الضبعة تعتمد على أحدث نظم الأمان المتعددة، التي تمثل عنصرًا رئيسيًا في تقليل المخاطر وضمان التشغيل الآمن.
وأوضح عصمت أن الزيارة جاءت استكمالًا للاجتماعات السابقة بين الجانبين، حيث تم الوقوف على تنفيذ نتائج زيارة الوفد الروسي إلى موقع محطة الضبعة قبل عدة أسابيع.
وأعلن الوزير أنه تم تحديد موعد تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثالثة في محطة الضبعة، والذي سيتم خلال احتفالات مصر بنصر أكتوبر العظيم في الشهر المقبل.
تعتبر مصيدة قلب المفاعل من أهم أنظمة الأمان في المفاعلات النووية، حيث تعمل على احتواء المواد النووية في حالة حدوث أي تسرب أو انصهار داخل المفاعل.
وأكد عصمت أن تركيب هذا النظام يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق الأمان الكامل للمفاعل وضمان تشغيله وفق أعلى معايير السلامة العالمية.
متابعة رئاسية ودعم حكومي كامل لمشروع الضبعة النووي
أكد وزير الكهرباء أن هناك متابعة يومية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمستجدات تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، حيث يتم متابعة الخطة الزمنية بدقة لضمان الالتزام بالجدول الزمني المحدد والانتهاء من الأعمال في مواعيدها المقررة.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي يقدم دعمًا كاملًا لهذا المشروع، في إطار رؤية الدولة لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة والحد من الاعتماد على الوقود التقليدي.
كما أوضح الدكتور عصمت أن المشروع يأتي ضمن خطة الحكومة لتقليل الانبعاثات الكربونية ومواجهة التحديات البيئية من خلال التوسع في استخدام الطاقة النظيفة.
وأكد أن تطوير الشبكات الكهربائية وتحسين كفاءة التشغيل يمثلان جزءًا أساسيًا من هذه الخطة، مشيرًا إلى أن الربط على الشبكة الموحدة سيتم بمجرد الانتهاء من تجهيزات المفاعل وربطها بالشبكة.
خطة مستمرة لتطوير قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة
في إطار الجهود المستمرة لتحديث وتطوير قطاع الكهرباء في مصر، أكد الوزير أن وزارة الكهرباء تعمل على تحسين منظومة الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك من خلال تحديث الشبكات الكهربائية على مختلف المستويات، وزيادة كفاءة التشغيل وتطوير البنية التحتية للطاقة.
كما أشار إلى أن هناك خططًا لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، بجانب التوسع في استخدام الطاقة النووية لتلبية احتياجات مصر المتزايدة من الكهرباء.
وختم الدكتور محمود عصمت تصريحاته بالإشادة بروح الشراكة التي تجمع بين مصر وروسيا في هذا المشروع الحيوي، معبرًا عن تطلعه لاستكمال مراحل المشروع بنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منه.
وأكد أن محطة الضبعة النووية ستكون من أهم المحطات النووية في المنطقة، وستسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة.