الصحة العالمية: تصاعد القتال في غزة يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية
وكالات
تستمر المعاناة الإنسانية في قطاع غزة جراء التصعيد العسكري غير المسبوق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث خلف العدوان أعدادًا كبيرة من الضحايا والجرحى وسط ظروف معيشية وصحية كارثية.
اقرأ أيضا.. وزير الخارجية: أزمة غزة بدأت قبل 7 أكتوبر بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر في 23 سبتمبر 2024 أن الحصيلة المأساوية للأحداث في غزة بلغت أكثر من 41 ألف قتيل و95 ألف جريح حتى الآن، وذلك حسب إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.
أرقام مأساوية ومفقودون تحت الأنقاض
تشير التقارير إلى أن أكثر من 10 آلاف شخص لا يزالون في عداد المفقودين تحت أنقاض المباني التي دُمرت جراء القصف الإسرائيلي المكثف، وفقًا لما أفادت به مصادر من الدفاع المدني الفلسطيني.
وتأتي هذه الأرقام في وقت يعاني فيه القطاع من تدهور حاد في الظروف الإنسانية والصحية، مع استمرار القصف الجوي والعمليات العسكرية البرية المكثفة التي تستهدف المناطق السكنية المزدحمة.
تقلص المساحة الإنسانية وصعوبة إيصال المساعدات
تواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في إيصال المساعدات إلى السكان المحاصرين في غزة، حيث تتقلص المساحة الإنسانية المتاحة يومًا بعد يوم.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الوضع على الأرض بات غير مستقر وغير آمن إلى حد كبير، حيث تتفاقم الأزمة مع كل غارة جوية أو عملية عسكرية برية، بالإضافة إلى المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة والقيود المفروضة على الحركة والوصول إلى المناطق المتضررة.
النزوح الجماعي والاكتظاظ السكاني
نتيجةً لهذا التصعيد، نزح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص داخل قطاع غزة، بما يمثل تسعة من كل عشرة أشخاص. ويضطر العديد من هؤلاء النازحين إلى اللجوء إلى مناطق محددة مثل منطقة “المواصي”، التي تغطي نحو 11% فقط من مساحة القطاع.
ومع تزايد عدد السكان في تلك المناطق، ارتفعت الكثافة السكانية إلى ما يتراوح بين 30 ألفًا و34 ألف شخص لكل كيلومتر مربع، مما فاقم من نقص الموارد الأساسية والاحتياجات الإنسانية.
نظام صحي على حافة الانهيار
تعرضت البنية التحتية الصحية في غزة لضربات قاسية، حيث لم يعد أي مستشفى يعمل بكامل طاقته، وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن 19 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة أصبحت خارج الخدمة.
وتعاني المستشفيات المتبقية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، مع تعليق عمليات الإجلاء الطبي بشكل شبه كامل.
وتشير التقديرات إلى أن 12 ألف مريض، بما فيهم حالات حرجة، لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة خارج غزة.
الأمراض وانتشار الأوبئة
تفاقمت الأزمة الصحية في غزة مع انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة والنقص في خدمات الصرف الصحي. وسجلت حالات متزايدة من التهاب الكبد الوبائي أ والإسهال وأمراض الجلد.
كما أدى تدمير البنية التحتية الصحية والهجمات المتكررة على المستشفيات إلى زيادة تفاقم الوضع الصحي في القطاع. وظهرت مؤخرًا سلالة جديدة من فيروس شلل الأطفال من النوع 2 (cVDPV2)، ما زاد من تعقيد الوضع الصحي الذي يهدد السكان.
الغذاء وسوء التغذية
في ظل الأزمة المستمرة، تعاني غزة من نقص حاد في المواد الغذائية، حيث تم تقييم الوضع الغذائي على أنه في “المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، ما يعني أن الوضع على وشك التحول إلى كارثة إنسانية شاملة.
تم إدخال 165 مريضًا بسبب سوء التغذية الحاد الشديد منذ بداية العام، ووفقًا للتقارير، فإن 1.3% من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد شديد و4.8% يعانون من سوء تغذية حاد معتدل.
الضفة الغربية تحت نيران التصعيد
لم يقتصر التصعيد العسكري على قطاع غزة فقط، بل امتد إلى الضفة الغربية حيث شهدت محافظات مثل جنين ونابلس وطولكرم وطوباس عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة.
وقد تسببت هذه العمليات في تدمير ما يقرب من 70% من البنية التحتية لشبكات الطرق والمياه والصرف الصحي وخدمات الإنترنت في بعض المناطق مثل مخيم جنين، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان المدنيين.
الضحايا الإسرائيليون في مرمى الصراع
من جانبها، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن العمليات العسكرية منذ بداية الصراع أسفرت عن مقتل أكثر من 1540 إسرائيليًا، معظمهم في الأيام الأولى من التصعيد، بالإضافة إلى إصابة 2270 جنديًا.
وشهدت الأسابيع الأخيرة من الصراع تزايدًا في أعداد القتلى والجرحى بين القوات الإسرائيلية على طول الحدود مع غزة.