السيسي: التوازن والاعتدال أساس السياسة المصرية لمواجهة الأزمات الإقليمية
كتب – علي هلال
في لقاء مفتوح جرى صباح اليوم بالأكاديمية العسكرية المصرية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن السياسة المصرية تعتمد على التوازن والاعتدال كنهج أساسي في التعامل مع الأزمات، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي لمصر هو إنهاء الأزمات وليس تصعيدها.
اقرأ أيضا.. السيسي يلتقي طلاب الأكاديمية العسكرية ويجري حوارًا مفتوحًا حول التحديات الوطنية والدولية
جاء هذا التصريح خلال حوار تفاعلي مع طلاب الأكاديمية الذين أنهوا دراستهم، بحضور كبار قادة القوات المسلحة، منهم الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
تأكيد على حماية الأمن القومي ووحدة الشعب
استهل الرئيس حديثه بالتأكيد على أن حماية الأمن القومي المصري ليست مهمة تتوقف أو تنتهي، بل هي عملية مستمرة بلا كلل أو ملل، وأوضح أن قوة وتماسك الشعب المصري هما الدرع الواقي والحماية الأساسية التي تضمن استقرار وأمن الدولة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة.
أشار الرئيس إلى أن مصر مرت خلال الأعوام العشرة الماضية بظروف صعبة على كافة المستويات، ولكن وعي الشعب المصري وصموده كانا العامل الرئيسي في التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار، ومنع النيل من المؤسسات الدستورية.
وبيّن أن الشعب المصري كان وما زال حائط الصد الأقوى في وجه التحديات، مما ساهم في الحفاظ على استقرار الوطن وتجنب العواقب السلبية لعدم الاستقرار.
ثوابت السياسة المصرية: التوازن والاعتدال
تطرق الرئيس السيسي إلى السياسة الخارجية المصرية، مشددًا على أن مصر تعتمد في تعاملها مع الأزمات الإقليمية والدولية على مبدأ التوازن والاعتدال.
وأكد أن مصر تسعى دائمًا إلى حل النزاعات بطرق دبلوماسية وهادئة، وتجنب تصعيد الأوضاع التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات وتهديد الأمن الإقليمي.
وفي هذا السياق، أوضح الرئيس أن المنطقة تشهد تحولات جذرية خلال العقود الأخيرة، وهو ما يفرض على الدول اتخاذ قرارات محسوبة ومدروسة بعناية.
وأضاف أن التسرع في اتخاذ القرارات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على الصعيد الإقليمي أيضًا، وهو ما يتطلب توخي الحذر ودراسة المواقف بعناية قبل اتخاذ أي خطوات.
السياسة المصرية ودورها في إنهاء الأزمات
أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء أن مصر تؤدي دورًا إيجابيًا في محاولات إنهاء الأزمات الإقليمية من خلال الوساطة والعمل الدبلوماسي.
وأشار إلى أن مصر لا تسعى فقط للحفاظ على استقرارها الداخلي، بل تسعى أيضًا إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي ككل، لكون الأمن القومي المصري مرتبط بشكل وثيق بأمن المنطقة.
وأوضح أن مصر تعمل على تجنب تصعيد الأزمات، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في القارة الإفريقية، وتسعى دائمًا إلى تعزيز السلام والتعاون بين الدول المختلفة.
وتابع أن السياسة المصرية تقوم على الحوار وبناء جسور التواصل مع الدول الأخرى بهدف حل النزاعات وتعزيز التعاون، مما يساهم في تقليل التوترات وتحقيق الاستقرار الدائم.
أهمية دور الشباب في الحفاظ على الاستقرار
خلال الحوار المفتوح، أشار الرئيس إلى الدور الهام الذي يلعبه الشباب، خصوصًا في القوات المسلحة، في حماية الوطن والحفاظ على استقراره.
وقال إن الأكاديمية العسكرية المصرية تعمل على تأهيل الطلاب ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من الناحية الفكرية والثقافية، بحيث يكون لديهم الوعي الكامل بالتحديات المحيطة بالدولة.
أوضح الرئيس أن الخريجين الجدد من الأكاديمية هم جزء أساسي من منظومة الأمن الوطني، مشددًا على ضرورة أن يكون لديهم وعي شامل بالأوضاع الإقليمية والدولية التي قد تؤثر على مصر.
وأضاف أن تدريب الطلاب على التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرارات المدروسة هو جزء من رؤية الدولة لبناء جيل من القادة العسكريين القادرين على التعامل مع التحديات المستقبلية.
التحديات الإقليمية والدروس المستفادة
في حديثه عن التطورات الإقليمية الأخيرة، أكد الرئيس السيسي أن ما تمر به المنطقة من تغيرات جذرية يتطلب التعامل بحذر وحكمة.
وأوضح أن التجارب السابقة أثبتت أن تصعيد الأزمات لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، وأن الحلول الدبلوماسية والسياسية هي الطريق الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن مصر تسعى جاهدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإنهاء النزاعات المسلحة والاضطرابات السياسية في المنطقة، مشددًا على أهمية التعاون بين الدول لتحقيق السلام والاستقرار.
وأضاف أن القيادة المصرية تعمل على بناء علاقات إيجابية مع الدول المختلفة، سواء في المنطقة أو خارجها، لضمان مستقبل أفضل للمنطقة ككل.