أحمد عاطف آدم يكتب: جنود تسلحوا بعقيدة الشهادة

بيان

في كل ساحة من ساحات الشرف لخير أجناد الأرض ضد قوى الشر، يسقط شهداء وجرحى – لكن لا تنهار عزيمتهم أو تضعف همتهم وإيمانهم بقيمة الجهاد في سبيل الله، ومنذ سويعات رحل عن عالمنا جندي مجند برتبة شهيد، هو النقيب/ محمود جمال فريد ابن قرية “كفر هلال” التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، أثناء مرور قوة من وحدة مباحث مركز شرطة كوم امبو بمديرية أمن أسوان لتفقد الحالة الأمنية، وملاحظة مرور سيارة ربع نقل بدون لوحات كان يستقلها أحد العناصر الإجرامية شديدة الخطورة”، حاولت القوة استيقاف سيارته، إلا أنه بادر بإطلاق النيران على رجال المباحث، وأثناء قيام الضابط البطل بواجبه مع زملاءه استشهد تاركًا زوجة وطفلة لا تتعدى الخمس سنوات، بينما تم القضاء على المجرم الآثم.

وفي الحادي عشر من مايو عام ٢٠٢١ أي قبل استشهاد النقيب محمود بثلاثة أعوام ونصف تقريبًا، كتب على حسابه “بالفيس بوك”، “اللهم إنى استودعتك أهلى وأحبتى فاحفظهم لى بعينك التى لا تنام، اشوفكم الإجازة الجاية بإذن الله، أشوف وشكم علي خير، اللهم إني أحتسب هذا العمل عندك فاجعله في ميزان حسناتي وارفعني اللهم به عندك درجة، انك علي كل شئ قدير، أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله ..كلمة عليها نحيا و عليها نموت و عليها نجاهد في سبيل الله و عليها نلقي الله”، ثم أعلن قرار نقله للعمل بمحافظة شمال سيناء،، وفي يوليو من العام الماضي ٢٠٢٣ بعد ترقيته لرتبة “نقيب” كتب: ” رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِين” صدق الله العظيم، وأكمل: تم ترقيتي الي رتبه/ نقيب، ووضع ثلاثة نجوم، في إشارة لرتبته الجديدة ثم أكمل تدوينته قائلًا: “اللهم ارزقني بفضلك خيرها واكفيني بكرمك شرها واجعلها في طاعتك”.

قد تبدو التفاصيل السابقة عادية مثل كل المراحل والنقلات العابرة في حياة أي إنسان – لكنها ليست كذلك بكل تأكيد عزيزي القاريء – بل إن التوصيف الصحيح لها هو: “رحلة جنود تسلحوا بعقيدة الشهادة”، التي ورثوها عن أجدادهم ثم آبائهم ويورثوها لا إراديًا لأبنائهم،، والقريب من الضابط الراحل كان يقول نفس الشيء الذي نسمعه عن أخلاق أبطالنا، أنه كان معطاءً لا يحيد عن نصرة الحق والدفاع عن المظلوم، يبش في وجه الضعيف ويبث الطمأنينة في قلبه بلا تردد،، ونحن نذكر أنفسنا عند كل حادثة أنهم في رباط إلى يوم الدين لأنهم خير أجناد الأرض، رحم الله الشهيد البطل وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى