صفوت سليم يكتُب: 365 يومًا حرب

ونحن على مشارف إسدال الستار على عام من عملية “طوفان الأقصى” والتي كانت سيفًا قاسما لظهور كل من ينتمي للكيان الصهيوني المحتل، أصبح لازمًا علينا تسليط الضوء على معاناة الأسر وكل من فقد عزيزًا إثر شن الكيان الصهويني الهجوم الكاسح على أشرف أهل الأرض، من يرزحون أسفل آلة القتل الهمجية الصهيونية، تلك الآلة التي تعيث في الأرض فسادًا ولم تجد رادعًا، بين مجتمع دولي مشارك في الجريمة، ودولة عظمى تدعى الولايات المتحدة تدعم بكل ما أوتيت من قوة حرب الإبادة دون شرط.
الغرب والتدليس .. حرب غزة نموذج
ورغم أن مقاومة الاحتلال.. أي احتلال هو حق مشروع إلا أن الحرب التي تدور رحاها، أسقطت ورقة التوت عن كل مختبئ وراء جدار الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبات واضحًا كم الكذب والتدليس من الغرب على العرب، وانحيازهم الواضح للكيان الصهويني، بكل بجاحة لإبادة الشعب الفلسطيني الجريح، والذي يحارب بصدرٍ عارٍ، ويفقد يومًا بعد يومٍ شهداء، ليس ذلك فحسب بال هناك العديد من الأسر محيت من السجلات، يا للوجع والذي لو خرج من الصدور لأحرق بني الإنسان جميعهم، انتصارًا لكل أم مكلومة تناجي الله ليلًا ونهارًا لانتهاء الحرب.
عام على حرب الإبادة في غزة.. الدروس المستفادة
أقدامنا على بعد خطوات من اكتمال عام على الحرب في فلسطين، والتي لم نعلم متى تنتهي لالتقاط المواطنين هناك الأنفاس، والعودة إلى أراضيهم، ليس منازلهم فهي سقطت بالطبع.. سقطت وأسقطت الغرب دافعة واحدة مغشيًا عليه، وجعلتنا جميعًا نستلهم العزيمة، لقصف كل خائن للإنسانية وعدوًا للحرية، كل متخاذل يدعم إبادة الشعوب، ويسعى إلى إحلال حالة من عدم السلم والأمن في الإقليم، ولعل جهود مصر لا تشق لها غبار في هذا السياق، بالحرص على إنهاء تلك الحرب الهمجية، ومن المفترض أن يكون ذلك الدور للدول التي تختطف مسمى “دولة عظمى”!.. إذًا بلدي هي العظمى بالتحركات والخطوات، ليس بالحنجورية وذر الرماد في العيون.
رسائل المقاومة .. من يستمع؟
ونتيجة لعدم إيقاف الحرب منذ البداية، وعمل الأمريكان على إزكاء الحرب، نحنُ مقبلون على حالة من عدم الاستقرار في العالم كله، فمحور المقاومة يقف على أهبة الاستعداد، ويبعث كل دقيقة برسائل مهمة للكيان ومن يدعمه، بل اتخذ موقفًا مشرفًا بعدم الكف عن قض مضاجع الكيان الصهيوني حتى يتوقف عن إطلاق النار في غزة، ويخرج مذلولًا يجر أذيال الخيبة والندم على فعلته الشنعاء،.. فهناك حزب الله في لبنان رغم اغتيال معظم القادة، إلا أنه ما زال فاعلًا على الساحة ويقوم بدوره وفقط القدرات المتاحة، وهناك الرجال في اليمن والعراق وسوريا، وكل الشرفاء أيديهم على الزناد، ولن يحيدوا حتى يعود الكيان المتغطرس للوراء.
وحشية الكيان.. والإبادة الجماعية
في الواقع أن الأخبار تأتي من غزة تحزن القلب، والإحصائيات التي يستقبلها الوعي الإنساني مؤلمة، فهي حرب إبادة لم نشهدها من قبل، لعائلات كاملة، ولما لا ووفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي لقطاع غزة فقد أباد جيش الاحتلال الإسرائيلي 902 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني، بقتل كامل أفرادها خلال سنة من الإبادة الجماعية في قطاع غزة.. أي حزن وأي فاجعة هذه خاصة أننا فقدنا أكثر من 41 ألف شهيد في غزة وأصيب ما يقرب من 100 ألف أغلبهم من الأطفال والنساء، وهي الرسالة للمجتمع الدولي العاجز والذي يطالع كيانًا غاصبًا يدهس جميع القوانين بحذائه ويقف متفرجًا، ويسعى دائمًا إلى الكيل بمكيالين وعندما يتحدث عن الحرب يقول: الكيان يدافع عن نفسه!.. وأصحاب الأرض عن ماذا يدافعون؟!.. يا للعار الذي سوف يلاحقكم حتى قيام الساعة.
سلاح الكلمة.. الحصان الرابح
ورغم ما يحدث من دعم غربي للكيان الصهيوني إلا أن المقاومة الباسلة في المحاور كافة عازمة على مواصلة مقاومة المحتل، وتعطي كل يوم دروسًا مجانية للجميع، وتقول لهم: طالعوا كيف يقف الرجال في وجه كل محتل للأرض، وليس من الكياسة أن يخرج علينا حفنة من الناس، يوجهون أصابع الاتهام لكل مقاوم يطلق صاروخًا واحدًا على الكيان الصهيوني، سيدي أن قاعد في الفضاء الإلكتروني على راحتك بالسروال وهذا حقك، ولكن رجاءً كف يدك عن من يبيتون ليل نهار يضحون بالغال والنفيس لمواجهة الكيان ومن خلف الكيان، والسؤال ماذا فعلت أنت لدعم القضية الفلسطينية؟!.. إن سألتني عن نفسي فأقول سيظل قلمي ما حييت يقصف الكيان الصهيوني، وكل متخاذل خانع لا يؤمن بحرية الشعب الفلسطيني، فسلاحي الكلمة، وستظل حتى ينتهي الأجل.. سيدي لا تؤيد الأعداء دون قصد، وراجع نفسك قبل فوات الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى