تقرير إسرائيلي: مضاعفات القوة الأربعة التي عززها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر 2023
كتب: أشرف التهامي
مقدمة
نشرت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية ملخصاً عسكرياً عما وصفته بـ “معززات القوة” في الحرب الإسرائيلية الهمجية ضد كل من فلسطين ولبنان.
ويتباهى الملخص بإنجازات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ذاكرا 4 عناصر للقوة يعتبرها أساسية، ويعتبر أنها كانت سبباً فيما آلت إليه إسرائيل من القوة الغاشمة، والتى استخدمتها فى الإبادة الجماعية لشعبي البلدين العربيين الإسلاميين فلسطين المحتلة ولبنان، وقواتهما المدافعة عن حقوقهما في استعادة السيادة العربية في كل من البلدين، ومقاومة الاحتلال الصهيوني بكل أشكاله.
والتقرير على الرغم مما يحتويه من سرد مغرور ، إلا أنه محتواه يكشف عن تفاصيل مهمة لأداء جيش الاحتلال و أسلوبه في تلك الحرب الضروس، لذا رأينا أن ننشر ترجمة لنص التقرير.
التقرير الإسرائيلي
في خضم الحرب القاسية في غزة والصراع المتزايد على الحدود الشمالية، اعتمد جيش الاحتلال الإسرائيلي على أربعة مكونات أساسية لتعزيز نفسه و هي:
1- سلاح الجو الإسرائيلي
ظلت أنظمة وقدرات سلاح الجو الإسرائيلي العامل الأساسي الذي مكّن إسرائيل من التعامل بنجاح مع حرب متعددة الجبهات لمدة عام تقريبًا.
ويشمل ذلك::
أ- المستويات الاستراتيجية (صد الهجوم الصاروخي الإيراني وتنفيذ ضربات في اليمن).
ب – المستويات العملياتية (تنفيذ ضربات في غزة ودفع قوات الرضوان بعيدًا عن الحدود الشمالية),
ج -المستويات التكتيكية (القضاء على خلية إرهابية زرعت عبوة ناسفة على طريق مزدحم بالقرب من طولكرم(.
ومن المهم التأكيد على قدرات الاعتراض التي لا يمكن تصورها تقريبًا التي تتمتع بها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والتي تحمي الجبهة الداخلية وتمنح المشرعين المرونة في اتخاذ القرارات العملياتية.
ومن النقاط الجديرة بالملاحظة أيضاً قدرة مقر القوات الجوية على التخطيط وتنفيذ عمليات نوعية في وقت قياسي استناداً إلى معلومات استخباراتية عسكرية ناشئة.
ومن الأمثلة على ذلك القضاء على الإمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مخبئه في بيروت والضربات في اليمن.
وكان الإنجاز المهم بنفس القدر هو إدارة الذخائر والموارد، الأمر الذي سمح لإسرائيل بالحفاظ على حرية العمل الدبلوماسي حتى في حالات الخلافات مع الولايات المتحدة.
هناك درسان حاسمان من النجاح الباهر الذي حققته القوات الجوية الإسرائيلية:
أولاً، يتعين على القوات الجوية أن تستمر في الاعتماد على الطائرات المقاتلة والمروحيات المتقدمة المأهولة في السنوات القادمة. صحيح أن الطائرات المسيرة مهمة ولكنها لا تستطيع توفير نفس المرونة والخيارات التشغيلية المتنوعة التي توفرها الأسطول الجوي المأهول.
والاستنتاج الثاني هو أن القوات الجوية لابد أن تشارك بشكل وثيق في الدفاع عن الحدود، كما تعمل حالياً جنباً إلى جنب مع القوات البرية في غزة والحدود الشمالية. ولابد أن تشتمل القوات الكبيرة التي تدافع الآن عن الحدود على دعم جوي متكامل.
2- جهاز الاستخبارات
على مدى العام الماضي، وخاصة بعد إخفاقات السابع من أكتوبر ، برزت وحدة جمع الأهداف الاستخباراتية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
فقد قدمت مجموعتها المنتشرة، إلى جانب جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، معلومات استخباراتية استراتيجية وتكتيكية عالية الجودة ومفصلة وموثوقة.
وتقدم شبكة الاستخبارات المعلومات إلى القوة النارية والوحدات الأرضية، وتوجه العمليات فوق الأرض وتحتها.
وكان التعاون الفعال بين جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ومديرية الاستخبارات العسكرية، والذي أصبح أكثر وثوقاً، سبباً في إنتاج معلومات استخباراتية بشرية بكمية ونوعية ساهمت بشكل كبير في هزيمة حماس.
وكان هذا التعاون حاسماً ليس فقط في تحديد مواقع أنفاق تحت الأرض الرئيسية ولكن أيضاً في دعم الجهود الرامية إلى تحرير الرهائن واستعادة الجثث. ومن المرجح أن يكون هذا التعاون نابعاً من شعور مشترك بالذنب بين قيادات كل من الجهازين إزاء الإخفاقات التي أدت إلى المذبحة.
3- مهندسو القتال والوحدات الخاصة
خلال الحرب في غزة، أصبح مهندسو القتال، إلى جانب القوات الخاصة من الوحدات الإلزامية والاحتياطية، قوة مضاعفة مهمة من خلال تدمير أنظمة القتال الرئيسية تحت الأرض في غزة.
أدرك قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء يارون فينكلمان، أن حماس والجهاد الإسلامي سوف يحتفظان بالقدرة على خوض حرب عصابات لا نهاية لها حتى بعد تفكيك كتائبهما ومقتل نصف مقاتلي كل منهما إذا ظلت هذه القدرات في مكانها.
كان التحدي يتلخص في:
أ – تحديد موقع النفق الصحيح من خلال الاستخبارات العسكرية.
ب – النزول إليه دون أن يتعرض الجنود للأذى بالمتفجرات أو الكمائن، ثم التحرك عبر النفق لكشف ما بداخله ـ الوثائق، وأجهزة الكمبيوتر، ومراكز القيادة، والأموال، وغير ذلك من العناصر التي قد تساعد في إطلاق سراح الرهائن.
وخلال الطريق، كان على القوات الإسرائيلية أن تتعامل مع أبواب معدنية سميكة ومتفجرات ومتفجرات مفخخة.
ويواصل مهندسو القتال والوحدات الخاصة العمل بهذه الطريقة على نحو متسارع.
وقال رئيس الهندسة القتالية في القيادة الجنوبية العقيد أفشالوم دادون قبل عدة أشهر: “نحن نشهد هذه المهمة حتى النهاية. يمكننا أن نرى النهاية تقريبًا ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. يجب أن تكون حذرًا وأن تتصرف وفقًا للإرشادات عندما يتعلق الأمر بعمليات الهندسة القتالية فوق وتحت الأرض، وإلا فقد يُقتل الناس”.
4 – التكنولوجيا المتقدمة
شهدت الحرب استخدامًا مكثفًا وواسع النطاق للتكنولوجيات المتقدمة على كافة الجبهات ــ من الطائرات الصغيرة بدون طيار التي حددت هوية المقاتلين من حماس الذين يختبئون في الغرف ويزرعون المتفجرات، إلى الرادارات المتطورة والروبوتات المختلفة التي مكنت القوات الخاصة من القتال تحت الأرض بنجاح.
وعلاوة على ذلك، تتدفق المعلومات الاستخباراتية مباشرة من قوات فيلق استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الميدان.
وتكتسب هذه النقطة أهمية خاصة في ضوء الانتقادات السابقة للاعتماد المفرط على التكنولوجيا قبل السابع من أكتوبر. فقد كان من المعتقد آنذاك أن الوسائل التكنولوجية قد تحل محل الوجود العسكري القوي المأهول لحماية الحدود، وقد رأت إسرائيل في هذه الحرب أن التكنولوجيا نعمة إذا استخدمت بشكل صحيح.
وفي نهاية المطاف، فإن الشعب هو الذي يحدد النصر أو الهزيمة.
وكان هذا الاعتماد على التكنولوجيا مفتاح النجاحات العسكرية الهائلة التي حققتها عملية السهام الشمالية. ولم يكن من الممكن تحقيق مثل هذه الإنجازات لولا التكنولوجيا المتقدمة.