لماذا استهدفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان؟!
كتب: أشرف التهامي
تمتد الحدود السورية اللبنانية بطول حوالي 375 كيلومتر (233 ميل) وتُشكل معظم الأراضي الحدودية من لبنان (باستثناء الحدود مع فلسطين في الجنوب).
تم إنشاء الحدود بين الدولتين عام 1920 تحت الانتداب الفرنسي على كل من سوريا ولبنان مع إنشاء حدود أكبر للبنان ولكن نظرا إلى تاريخ للمشاركة السياسية السورية في لبنان منذ 1970 فإن الحدود لم تكن ثابتة أو رسمية أو محددة بدقة على الرغم من المطالب اللبنانية في هذا الشأن .
ولابد هنا أن نذّكر بالخرائط التي ترسم الحدود السورية اللبنانية والتى تُظهر تباينات كبيرة في التفاصيل، فمثلا قرية دير عشاير (غرب دمشق) هي مثال على الأراضي التي يطالب بها البلدين فتارة يتم ضمها للبنان وتارة أخرى تُعتبر ضمن الأراضي السورية ونفس الأمر بالنسبة لمزارع شبعا.
ويبلغ عدد المعابر بين سورية ولبنان 5 معابر، موزعة على طول حوالي 375 كيلومتراً.
ماهي المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان؟
1 – معبر المصنع.
معبر المصنع هو معبر حدودي دولي بين لبنان وسوريا. وهي قاعدة أرضية بالكامل وتربط بين نقاط التفتيش الجمركية في المصنع بلبنان وجديدة يابوس في سوريا.
8 كيلومترات من منطقة محرمة ومحايدة ومهجورة تقلل المسافة بين المحطات الحدودية. وهي نقطة العبور الأساسية بين البلدين، وتربط بين العاصمتين بيروت ودمشق.
تم إغلاق الحدود عدة مرات في تاريخها وكانت موضع جدل مستمر، ويرجع ذلك في الغالب إلى دورها الصغير في الأعمال العدائية في الشرق الأوسط وفي الآونة الأخيرة، في 29 أبريل 2010، زار وفد أمني أمريكي المعبر، مما أثار قلق الحكومة اللبنانية ومقاتلي حزب الله الذين ينطلقون من لبنان.
2- معبر الدبوسية.
ثاني المعابر التي تربط بين سورية ولبنان من حيث الأهمية، يربط بين قريتي العبودية في لبنان والدبوسية في سورية ، افتتح في آب 2007، وهو عبارة عن معبر جسري يبلغ طول الجسر 45 متراً ،و في السنوات الماضية شهد المعبر حركة كثيفة أيضاً، لاعتماد المسافرين عليه في الدخول إلى الأراضي اللبنانية، ومن ثم السفر جواً من مطار بيروت الدولي.
3 – معبر جوسية.
يعتبر المعبر مهماً كونه في منطقة القصير في ريف حمص الذي سيطر عليها نظام الأسد و”حزب الله” اللبناني، في عام 2013، يعد المعبر بوابة بين البقاع الشمالي اللبناني وريف حمص، ويوصف بأنه “رئة لبنان” الأساسية لجهة البقاع الشمالي، إذ لا تفصله عن حمص سوى مسافة 40 كيلومتراً، في مقابل 65 كيلومتراً من العبودية إلى حمص، و أغلق بشكل كامل في أواخر عام 2012، على خلفية المعارك التي دارت في منطقة القصير، حينها،ليعاد افتتاحه في عام 2017 من قبل الجانبين السوري واللبناني.
4 – معبر تلكلخ.
يعتبر معبراً رسمياً على الحدود السورية- اللبنانية، ويربط بين تلكلخ في الجانب السوري ومنطقة وادي خالد في لبنان، أنشئ قبل عامين من أحداث الثورة السورية، في منطقة “البقيعة” التى تبعد كيلومترات عدة عن الحدود، يرتبط هذا المعبر بمنطقة المشيرفة والقرى المحيطة بها في منطقة ريف حمص الغربي، وهو من المعابر التي حافظت على نشاطها طيلة السنوات الماضية، وبقيت قوات الأسد مسيطرة عليه، رغم محاولات الاستيلاء عليه من قبل فصائل المعارضة.
5 – معبر العريضة.
يربط بين قريتي العريضة في لبنان وسورية (طرابلس اللبنانية، ومحافظة طرطوس على الساحل السوري، يشهد المعبر حركة للبضائع، بالإضافة إلى مرور الشاحنات المحملة بالفوسفات والرمل من سورية إلى لبنان، وبالعكس.
معبر العريضة كان من أكثر المعابر التي تأثرت بالظروف في سورية، وشهد تشدداً كبيراً بالنسبة لدخول السوريين وخروجهم.
لماذا استهدفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي؟
استهدف الجيش الإسرائيلي، فجر، أمس الجمعة، مركز “المصنع” الحدودي، المعبر الرئيسي بين لبنان وسوريا، بغارة جوية، أحدثت تشوهات على الطريق الدولي الحيوي بين بيروت ودمشق، فيما تثار تساؤلات عن أسباب اختيار تل أبيب قصف هذا المعبر، وتركها المعابر الخمسة الأخرى، وما علاقة حزب الله بالمعبر؟
وقُصف المعبر بعد ساعات من تحذير المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة “إكس”، الخميس، السلطات اللبنانية، أن المعبر يستخدم لنقل الأسلحة من سوريا إلى حزب الله.
لمشاهدة الفيديو إضغط على الرابط أدناه:
https://x.com/i/status/1842025877279776861
وردّ وزير النقل اللبناني علي حمية، في مؤتمر صحافي، الخميس، على تصريحات أدرعي، بالقول: إن “كل المعابر وأولها معبر المصنع الحدودي، تخضع لإجراءات الرقابة والتدقيق من قبل الأجهزة الإدارية والأمنية اللبنانية من جمارك وأمن عام وجيش لبناني”.
ويعد مركز المصنع الحدودي، الذي يقع بين بلدة “جديدة يابوس”، بريف دمشق الجنوبي الغربي، وبلدة المصنع اللبنانية بمحافظة البقاع اللبنانية، من أبرز المنافذ الحدودية بين سوريا ولبنان، ويعبر منه يومياً آلاف النازحين.
وتكمن أهمية المعبر الذي يسمّى أيضا”جديدة يابوس الحدودي”، باعتباره المنفذ الرئيسي على الحدود بين سورية ولبنان، وهو نقطة العبور الأساسية بين البلدين، الذي يربط بين العاصمتين بيروت ودمشق.
كما شهد المعبر، قبل القصف الإسرائيلي، عبور الآلاف من النازحين اللبنانيين والسوريين، بعد تكثيف الغارات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، بحسب وسائل إعلام سورية ولبنانية.
ووفق وسائل إعلام لبنانية، تم إغلاق المعبر عدة مرات، وكان موضع جدل مستمر.
وكان الطيران الإسرائيلي استهدف، في 30 سبتمبر ، أحد الأبنية بالقرب من معبر جديدة يابوس، قال الجيش الإسرائيلي وقتها” إنه مكان لتخزين الاسلحة لحزب الله”، بحسب بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ بداية الأزمة السورية في عام 2011، شهد المعبر حركة مرورية كثيفة، للسفر جواً عبر مطار بيروت الدولي.
سيرا على الأقدام.. آلاف الوافدين من لبنان يدخلون سورية
يواصل الهاربون من لبنان مسيرهم بطرق محفوفة بالمخاطر وسيرا على الأقدام للوصول إلى سورية بعد تدمير البنية التحتية للمعابر وقطع الطريق الدولي بين سورية ولبنان، نتيجة الغارات الإسرائيلية على طريق معبر “المصنع” الحدودي الرئيسي الذي شهد عبور الآلاف من النازحين الذين اجتازوا الحدود من لبنان إلى الأراضي السورية، هربا من الغارات الإسرائيلية.
ودخل آلاف الأشخاص إلى سورية قادمين من لبنان، من الجنسية اللبنانية والسورية، منذ انقطاع الطريق الدولي عند نقطة المصنع فجر الجمعة 4 أكتوبر.
إحصائيات العابرون من لبنان إلى سوريا
وفي أحدث إحصائية صادرة عن “إدارة الهجرة والجوازات” في الحكومة السورية، الخميس 3 من أكتوبر، عبر حوالي 200 ألف سوري، و72 ألف لبناني باتجاه سوريا، جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن مصدر في “الهجرة والجوازات”، أن عدد السوريين العائدين إلى بلدهم بلغ نحو 197 ألفًا، بينهم قرابة 15 ألفًا، دخلوا الأربعاء.
من جانبها، قالت “الوكالة اللبنانية للإعلام“، إن عدد النازحين الإجمالي في لبنان ارتفع إلى مليون و200 ألف شخص، انتقل معظمهم إلى منازلهم في مناطق أخرى أو للإقامة مع ذويهم أو في فنادق ومنازل مؤجرة داخل لبنان، إضافة إلى آخرين سافروا جوًا أو عبروا إلى سوريا.
في 12 يوما.. استشهاد 171 لاجئا سوريا بينهم 33 سيدة و46 طفل بضربات إسرائيلية على لبنان
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للدولة السورية و مقره لندن، الجمعة، إن 171 لاجئا سوريا قتلوا بضربات إسرائيلية في لبنان خلال 12 يوما، فيما أصيب المئات بجروح، في وقت تتصاعد فيه عمليات القصف بمناطق متفرقة في لبنان.
وأكد المرصد المعارض مقتل 5 لاجئين سوريين في لبنان، هم امرأة وطفلة و3 رجال، نتيجة القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة، الخميس، ليرتفع عدد القتلى من اللاجئين منذ 21 سبتمبر الماضي، إلى 171 شخصا، بينهم 33 امرأة و46 طفلا.
وأشار إلى أن عدد القتلى من اللاجئين السوريين نتيجة الغارات الإسرائيلية في لبنان ارتفع منذ بداية الضربات في أكتوبر 2023 إلى 202 بينهم 36 امرأة و50 طفلا، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وحسب الأرقام الرسمية، فقد قتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر على جنوبي لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.
وتسببت الغارات الإسرائيلية على لبنان بنزوح وتهجير أكثر من مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
ومن بين القتلى، نحو 97 عامل إسعاف وإنقاذ قتلوا بنيران إسرائيلية، بينهم 40 قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، على ما أفاد وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، الخميس.
وتأتي هذه الأحداث بعد نحو أسبوع من قصف إسرائيلي استهدف معبر مطربا الحدودي الذي يصل بين الأراضي السورية واللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي حينها إنه يهدف “لمنع نقل وسائل قتالية إلى حزب الله”، فيما ذكر التلفزيون السوري أنه أسفر عن إصابة 8 أشخاص.
هذا وتستمر الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في لبنان، خاصة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، مما تسبب بمقتل المئات وإصابة الآلاف، ومنهم لاجئون سوريون.