عملية سرية أوقعت حزب الله.. تفاصيل كواليس استهداف الموساد لأجهزة البيجر في لبنان

وكالات

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على العملية السرية التي قام بها جهاز الموساد الإسرائيلي لاستهداف أجهزة البيجر الخاصة بعناصر حزب الله في لبنان، والتي وقعت الشهر الماضي، ونتج عنها تفجيرات مأساوية أودت بحياة العديد من عناصر الحزب.

اقرأ أيضا.. تقرير إسرائيلى عن قوة العباس التابعة لحركة أمل اللبنانية

يكشف التقرير عن تفاصيل مثيرة حول التخطيط والتنفيذ لهذا الهجوم الذي خطط له منذ عام 2022.

الخطط السرية وتفاصيل التنفيذ

أوضح التقرير أن الموساد وضع خطة دقيقة لشراء أجهزة اتصالات معينة، من نوع البيجر، والتي كانت مصممة بشكل يضمن إعجاب عناصر حزب الله بها.

ورغم أن هذه الأجهزة كانت ضخمة إلى حد ما، إلا أنها كانت قوية ومجهزة لتحمل ظروف ساحة المعركة. كما تمتع الجهاز بتصميم تايواني مقاوم للماء وبطارية ذات حجم كبير، مما جعله يعمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى شحن.

الجانب الأكثر خطورة في هذه الأجهزة هو أنها كانت خالية من أي مخاطر تتعلق بتعقبها من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، مما أضفى على العملية طابع السرية الكاملة.

الانهيار المروع لحزب الله

إعجاب قادة حزب الله بهذه الأجهزة دفعهم إلى شراء 5000 وحدة منها، وبدأوا في توزيعها على المقاتلين من المستوى المتوسط وأفراد الدعم في فبراير الماضي، ومع ذلك، لم يكن أحد من المستخدمين يشتبه في أن هذه الأجهزة كانت عبارة عن قنابل مصنوعة ببراعة.

وفي تفاصيل أكثر دقة، أشارت الصحيفة إلى أن عملية تفجير هذه الأجهزة تمت عن بُعد في 17 سبتمبر، وأدت إلى مقتل أو إصابة حوالي 3000 ضابط وعضو في حزب الله، معظمهم من الشخصيات القيادية، وتجاوزت حصيلة الضحايا المدنيين عددًا غير معروف، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين وشرق أوسطيين.

كواليس العملية

تجمع الرواية من قبل “واشنطن بوست” عبر مقابلات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين ودبلوماسيين من عدة دول، بما في ذلك إسرائيل ولبنان.

وأشار هؤلاء المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن العملية كانت نتيجة خطة استمرت لسنوات، وبدأت من مقر الموساد في تل أبيب، وشملت مجموعة من العملاء والمتواطئين في عدة دول.

عواقب وخيمة: توترات متزايدة في الشرق الأوسط

لم يؤد الهجوم إلى إضعاف صفوف قيادة حزب الله فحسب، بل شجع أيضًا إسرائيل على التفكير في استهداف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وهذا يرفع من احتمالات اندلاع حرب أوسع في المنطقة، مما يجعل التوترات في الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا وخطورة.

زر الذهاب إلى الأعلى