دكتور هاني الجمل يكتب: إيران وحزب الله.. إلى أين؟
بيان
في ضوء التوتر الشديد بين إيران وإسرائيل، ومع تزايد احتمالات توجيه ضربة قوية لطهران من جانب الأخيرة، وامكانية نشوب حرب إقليمية كما يريد نتنياهو، يتساءل المراقبون عن مصير حزب الله بعد مقتل أمينه العام حسن نصر وخليفته هاشم صفي الدين والضربات القوية التي يتلقاها يومياً.
فالجيش الإسرائيلي أسقط كل الخطوط الحمراء في حربه على لبنان، وذهب بعيداً في سياسة التدمير الممنهج للضاحية الجنوبية واستهداف وسط العاصمة بيروت ومطارها، وإسقاط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، وأجبر الآلاف من سكان الجنوب على النزوح نحو الشمال.
ومن الواضح أن بنية حزب الله التي استغرق بناؤها نحو عشرين عاماً بدأت في التهاوي، وقضى معظم قادته، على وقع الضربات الصاروخية الإسرائيلية المتواصلة، والتي خططت لها إسرائيل جيداً قبل الاقدام عليها، خاصة بعد هجوم حركة حماس عليها في أكتوبر الماضي رغم عدم مشاركة الحزب في هذا الهجوم وعدم مساندته لحماس لاحقاً.
وفي المقابل يرى نتنياهو أنَّ إسرائيلَ قادرةٌ الآن على خوضِ حربٍ طويلة، وأنَّ الرأيَ العامَّ الإسرائيليَّ تغيَّر وأصبحَ مع هذا التوجه ، كما أنَّ تل ابيب لم تعدْ تبالي كثيراً بالخسائر البشريَّة، حيث وقعَ آلافُ القتلى في صفوفِ الإسرائيليين في غزة، ومع ذلك فَتحت جبهة لبنانَ، مستغلة تفوقها السيبراني في تنفيذ الاغتيالات ضد قادة حزب الله.
وهنا نتساءل مجدداً.. هل ستتخلى إيران عن حزب الله الذي أنشأته في لبنان عام 1982 في ضوء وضعه الحالي؟
يرى البعض أن اقدام إيران على تلك الخطوة لن يكون سهلاً – على الأقل في الوقت الحالي – ولن تقدم على ذلك، إلَّا عندمَا يحدث تغييرٌ كبيرٌ في طهران، وبالتالي فإن الخطوة المقبلة هي القيام بتغييرات جذرية في قيادة الحزب بعد الفشلِ الرهيب، والاختراقاتِ الأمنية وكيفية إدارته للمواجهة، حيث ينفذ ” حزب الله” مهاماً إيرانيةٍ في سوريا والعراق واليمن، وسيستمر في تنفيذِها.
وفي هذا الإطار يمكن فهم عدم اعلان الحزب عن قائده الجديد بعد مقتل حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، لأن المرشح أو المُعيّن، سيكون مرشحا للموت، وبالتالي ستكون هناك قيادة جماعية له.
خلاصة القول.. الأيام المقبلة ستكون الأصعب على طهران ومرشدها علي خامنئي الذي قد يضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة، وبالتالي فإن إيران مجبرة على تخفيض مستوى صراعِها ضد إسرائيل، سواء بسببِ الهزائمِ المتكررة لجناحيها اللبنانيَّ والفلسطينيَّ، أو انسجاماً مع توجُّهها الجديدِ بتحسين علاقتها مع الرئيسِ الأميركي المقبل حفاظاً على برنامجها النووي، وهذا هو الأهم بالنسبة لها رغم الشعارات البرّاقة التي تطلقها حول القضية الفلسطينية منذ عشرات السنين.