وزير الخارجية: القضية الفلسطينية خط أحمر

كتب – علي سيد

في ظل التحديات المستمرة التي تواجه القضية الفلسطينية، اجتمع وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في العاصمة الأردنية عمان، حيث أكدا بشكل حاسم أن تصفية القضية الفلسطينية تعد خطًا أحمرًا لن تسمح الدولتان بتجاوزه، مشيرين إلى ضرورة التصدي لكل المحاولات الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض واقع جديد على الفلسطينيين يجبرهم على النزوح من أراضيهم المحتلة.

اقرأ أيضا.. وزير الخارجية: مصر والأردن سيواصلان العمل معًا لتعزيز الحوار والتعاون

خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع الوزيرين، شدد عبدالعاطي على أن مصر والأردن يرفضان بشكل قاطع كل الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه المحاولات تأتي في إطار خطة تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية على حساب استقرار دول الجوار.

وأضاف عبدالعاطي أن هذا الموقف المشترك بين مصر والأردن يستند إلى رفضهما لكل أشكال التهجير القسري والنزوح الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.

وأشار الصفدي بدوره إلى أن مواقف الأردن ومصر تأتي في إطار حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.

الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة

كما تناول اللقاء بين الوزيرين الوضع الإنساني المأساوي في قطاع غزة بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث أشار عبدالعاطي إلى أن العدوان الإسرائيلي خلف أكثر من 41 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل تواصل العمليات العسكرية العنيفة التي طالت القطاع، فضلًا عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية نتيجة استخدام آلة الحرب الإسرائيلية المتطورة.

وأوضح الوزير المصري أن هذا العدوان لم يتوقف عند حدود القتل والتدمير فقط، بل امتد ليشمل تشريد ونزوح أكثر من 700 ألف فلسطيني داخل قطاع غزة، أي ما يمثل أكثر من 80% من سكانه، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وزيادة معاناة السكان المحاصرين.

وتابع عبدالعاطي قائلاً: “الحصار المفروض على غزة يفاقم الوضع المعيشي ويهدد حياة المزيد من الفلسطينيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء”.

مسؤولية المجتمع الدولي

أكد الوزيران على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والعمل على توفير الحماية الدولية لهم، مشيرين إلى أن استمرار الصمت الدولي إزاء الجرائم الإسرائيلية يمثل تواطؤًا ضمنيًا مع سياسات الاحتلال.

ودعا عبدالعاطي إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي للنظر في الوضع الكارثي في قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لرفع الحصار وإنهاء العدوان.

وأشار إلى أن مصر، بصفتها راعية للوساطة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، تواصل جهودها الحثيثة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وحل شامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

الجهود المشتركة لتعزيز العمل العربي

اختتم الوزير المصري تصريحاته بالتأكيد على أن التعاون المصري الأردني في القضية الفلسطينية يمثل محورًا أساسيًا في حماية الأمن القومي العربي.

وأشار إلى أن البلدين سيواصلان التنسيق مع باقي الدول العربية لتحقيق موقف موحد يدعم الفلسطينيين ويضمن حقوقهم في مواجهة التحديات الراهنة.

من جانبه، أكد الصفدي أن الأردن سيواصل العمل مع مصر من أجل إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، مستندًا إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، مشددًا على أن أية تسوية للصراع يجب أن ترتكز على إقامة دولة فلسطينية مستقلة تضمن استقرار المنطقة بأسرها.

زر الذهاب إلى الأعلى