خطة أميركية لإعادة هيكلة العملية السياسية فى لبنان لصالح إسرائيل.. ومصر ترفض

 كتب: أشرف التهامي

تعتقد إدارة بايدن أن حزب الله في حالة من الفوضى، مما يوفر فرصة لتغيير السياسة اللبنانية من خلال تشجيع الدول العربية على دعم انتخاب رئيس لبناني جديد، وهو المنصب الشاغر منذ عام 2022؛ ومع ذلك، تحذر قطر ومصر من أن هذه الخطوة غير واقعية وخطيرة، مع إمكانية إشعال الصراع الطائفي والحرب الأهلية بلبنان .

خطة بايدن

في تحول استراتيجي، يدرس بعض المسؤولين الغربيين،  الاستفادة من الضربات الإسرائيلية الناجحة ضد حزب الله لتقليص النفوذ السياسي للجماعة في لبنان، في ذات الوقت الذى يدعوّن فيه علناً إلى الهدوء في الشمال،
ويهدف هذا الجهد إلى كسر معقل حزب الله في البلاد بعد اغتيال قادته الرئيسيين، وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله.
وذكرت مصادر أمريكية وعربية أن هذه الخطوة تهدف إلى إضعاف قبضة حزب الله، وتحاول إدارة بايدن تشجيع بعض الدول العربية، على التعاون في هذه المبادرة، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.

ومؤخرًا، تواصلت واشنطن مع القاهرة والدوحة، اللتين شاركتا في جهود وقف إطلاق النار في غزة منذ بداية الحرب، وتشاركان الآن أيضًا في محادثات سرية من أجل الاستقرار في الشمال.
وفي مناقشات مع زعماء هذه الدول، طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعمهم في انتخاب رئيس جديد للبنان الذي يواجه أزمة سياسية حادة إلى جانب صراع إسرائيل مع حزب الله.

جولة بالمنطقة للترويج للخطة

ونقل المبعوث الخاص لبايدن إلى المنطقة، آموس هوكشتاين، إلى المسؤولين العرب أن إضعاف حزب الله ينبغي أن يُنظر إليه على أنه فرصة لحل الجمود السياسي في بيروت، حيث تكافح الأحزاب اللبنانية للاتفاق على رئيس جديد منذ انتهاء ولاية ميشال عون في عام 2022.
يمثل هذا الجهد تحولاً هادئًا في نهج إدارة بايدن، بعد دعواتها الأخيرة لوقف إطلاق النار الفوري. ومع ذلك، فإن دول المنطقة حذرة، خوفًا من أن يؤدي دفع مرشح رئاسي إلى إعادة إشعال الصراع الداخلي. لم تؤد سنوات من جهود الإصلاح المدعومة من الولايات المتحدة في لبنان إلا إلى تغييرات طفيفة.

موقف السعودية

يعاني مواطنو لبنان من الانقسامات الطائفية والسياسية التي نشأت أثناء الاحتلال الفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى، مع قيام النخب من المجموعات الرئيسية – المسلمون السنة والشيعة والمسيحيون والدروز – بتقسيم الأدوار الحكومية فيما بينهم.
وتشير مصادر مقرها الرياض إلى أن المبادرة الأمريكية تتمتع حاليًا بدعم سعودي، حيث لعبت المملكة دورًا مهمًا في تشكيل الدولة اللبنانية والإجراءات الاقتصادية في السنوات الأخيرة.

بلينكن في الرياض
بلينكن في الرياض

 مصر وقطر ليستا على متن الطائرة

وعلى العكس من ذلك، تحذر قطر ومصر من أن هذه مقامرة محفوفة بالمخاطر، وفى هذا الصدد قال مسؤولون في القاهرة والدوحة لمسؤولين أمريكيين كبار إن الخطة المقترحة “غير واقعية وخطيرة”.

مصر ترفض خطة بايدن

وفي محادثات مع هذه المصادر، أكدت أن إسرائيل لن تنجح أبداً في تدمير حزب الله، وبالتالي فإن حزب الله لابد وأن يكون جزءاً من أي تسوية سياسية للصراع.
كما أعربت مصر عن قلقها من أن محاولة التدخل في السياسة اللبنانية أثناء حرب مستمرة قد تزيد من خطر اندلاع حرب أهلية في بلد عانى بالفعل من حرب أهلية في القرن الماضي.
وتعتمد المبادرة الأميركية أيضاً على زعماء لبنانيين رئيسيين، بما في ذلك رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو زعيم شيعي يعتبر “قناة مركزية” في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وإذا نجحت واشنطن في المبادرة إلى هذه الخطوة، فسوف تحتاج إلى توحيد الفصائل السياسية في لبنان لانتخاب رئيس جديد.

“نضال حزب الله ضد القوات الإسرائيلية”

ورئيس لبنان يشغل منصب القائد الأعلى للجيش اللبناني، ويُنظَر إليه باعتباره عنصراً حاسماً في تأسيس حكومة كفاءة قادرة على معالجة الأزمة الحالية.

وقد أعرب ميقاتي وبري عن دعمهما لانتخاب رئيس جديد الأسبوع الماضي، ولكنهما أشادا أيضاً بـ”نضال حزب الله ضد القوات الإسرائيلية”.
ورفض نائب زعيم حزب الله بالإنابة نعيم قاسم الدعوات إلى التوصل إلى تسوية سياسية جديدة في حين تستمر الحرب مع إسرائيل، ولكنه لم يستبعد وقف إطلاق النار بصرف النظر عن الوضع في قطاع غزة.

ويشير المحلل الإسرائيلي ” رون بن يشاي ” من موقع “واي نت” إلى أن تصريح قاسم بالموافقة على وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة كان على الأرجح منسقاً مع إيران.
ويشكل قاسم، الذي ينتمي إلى الجيل المؤسس لحزب الله والمتحدث الرئيسي باسمه، جزءاً من مجلس الجهاد،. وهو حالياً العضو الأعلى رتبة في القيادة العسكرية السياسية لحزب الله بعد اغتيال نصر الله والهجوم على خليفته المقصود هاشم صفي الدين.

التحدي الكبير

وفي لبنان، يتم انتخاب الرئيس من قبل البرلمان، الذي يتألف من 128 عضواً، وفي الوقت الحاضر، لا يملك أي حزب القوة الكافية لانتخاب رئيس بمفرده ومن دون دعم حزب الله وحلفائه، وبالتالي فإن تشكيل إجماع سياسي داخل الساحة السياسية اللبنانية يظل تحدياً كبيراً.

وفي ظل التوترات في لبنان، حيث نزح مئات الآلاف في أعقاب دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى جنوب لبنان والضربات الجوية المكثفة في جميع أنحاء البلاد، تأمل إسرائيل أيضًا في إحداث التغيير.

رسالة نتنياهو للشعب اللبناني

وقال تقرير موقع “واى نت” الإسرائيلى إنه يمكن رؤية دليل على ذلك في مقطع فيديو أصدره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي رسالته إلى الشعب اللبناني، حث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشعب اللبناني على اغتنام الفرصة لتحرير لبنان من سيطرة حزب الله لمنع البلاد من الانزلاق إلى مزيد من الدمار والفوضى.

وذكّرهم بماضي لبنان باعتباره “لؤلؤة الشرق الأوسط” وألقى باللوم على حزب الله وإيران في حالته الحالية من الاضطرابات والحرب.
وزعم نتنياهو أن تصرفات حزب الله، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، تخدم المصالح الإيرانية على حساب لبنان.
وأدعى نتنياهو بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وزعم أن إسرائيل ستنتصر في الصراع، مناشدا المواطنين اللبنانيين استعادة بلادهم وإعادتها إلى السلام والازدهار، محذرا من أن الفشل في القيام بذلك من شأنه أن يسمح لحزب الله بمواصلة حربه العبثية ضد إسرائيل، مما يتسبب في المزيد من المعاناة لجميع الشعب اللبناني.
وشجع رئيس الوزراء الصهيونى الأسر اللبنانية على التفكير فيما إذا كان الصراع المستمر يستحق التكلفة، زاعما ً إمكانية تحقيق مستقبل أفضل بدون نفوذ حزب الله.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى