وحدة من رجل واحد.. كيف نجا وفيق صفا من غارات إسرائيل التي قتلت 22 شخصًا أخر

كتب: أشرف التهامي

بعد أن اغتالت إسرائيل العديد من كبار قادة حزب الله خلال حرب إسرائيل وحزب الله عام 2024، بما في ذلك حسن نصر الله وفؤاد شكر، تم استهداف وفيق صفا في غارة جوية في 10 أكتوبر الجاري في وسط بيروت.
لكن نجا صفا من الغارات الجوية التي قتلت 22 شخصًا آخر، وذكرت شبكة الميادين أن “صفا ينفي حقيقة اعتقاله”.

ما تعرفه إسرائيل عن صفا؟

وقال تقرير صادر مركز ألما البحثي الإسرائيلي، إن صفا كان يُعتبر “شخصًا للمهام الخاصة” لحزب الله أمام هيئات رسمية مختلفة وكان في الواقع مسؤولاً عن التنسيق بين حزب الله والأجهزة الأمنية اللبنانية والدولية بدءًا من عام 1987.
وأضاف التقرير أنه حافظ على علاقة وثيقة مع رؤساء أجهزة الأمن الداخلي اللبنانية،عندما فرضت العقوبات الأمريكية على صفا في عام 2019، ورد أنه كان شريكًا في تنظيم مئات جوازات السفر الأجنبية لعملاء حزب الله جنبًا إلى جنب مع محمد رائد، رئيس كتلة حزب الله في البرلمان.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم صفا علاقاته لتهريب وتسهيل حركة أفراد حزب الله في الموانئ اللبنانية (البحرية والجوية) وعلى المعابر الحدودية المختلفة. يُعتبر صفا نشطًا جدًا في جمع التبرعات لمؤيدي حزب الله وقريبًا من رجال الأعمال، وكان منخرطًا في السياسة وكان له علاقات جيدة مع شخصيات رئيسية.
عمل صفا في جهود حزب الله للسيطرة على مطار بيروت، وعمل معه على هذه القضية هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي، والحاج فادي، ومحمد جعفر قصير رئيس الوحدة 4400، الذين تم تصفيتهما أيضاً.

الحياة المبكرة والنشاط النضالي

ولد صفا في النبطية بلبنان (مواليد عام 1960) ، وهو مسؤول أمني لبناني وعضو بارز في حزب الله. بصفته رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله منذ أواخر الثمانينيات، ويتبع مباشرة للأمين العام للحزب، يرأس صفا أجهزة الأمن التابعة لحزب الله ويدير علاقات الجماعة في السياسة اللبنانية.
ويشار إليه أحيانًا باسم “وزير الدفاع” أو “وزير الداخلية” في حزب الله.
وكان ولاء صفا للزعيم الإسلامي اللبناني حسين الموسوي سبباً في طرده من حركة أمل في أوائل الثمانينيات. كان صفا لاحقًا عضوا في الخلية المتورطة في تسهيل تفجيرات ثكنة بيروت عام 1983، إلى جانب إبراهيم عقيل، وعلي ماجد، وعلي فتوني، قبل أن ينضم إلى حزب الله في عام 1984، وتدرج في صفوف الحزب.
قبل التفجير، طلب صفا 4000 رطل من المتفجرات من موردين لبنانيين وفلسطينيين، وبحسب معلومات استخباراتية إسرائيلية نقلتها صحيفة واشنطن بوست، فقد استغل صفا مخابئ المتفجرات في بيروت التابعة للقوات الموالية لسعيد المراغة.
في عام 1987، عيّن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله صفا رئيساً للجنة الأمنية في الحزب، والتي أُعيدت تسميتها فيما بعد بوحدة الارتباط والتنسيق.
وبصفته رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى نصر الله، يرأس صفا أجهزة الأمن التابعة لحزب الله ويدير علاقات حزب الله في السياسة اللبنانية. ويشار إليه أحيانًا باسم وزير الدفاع أو “وزير الداخلية” لحزب الله.
برز صفا في تسعينيات القرن العشرين باعتباره كبير المفاوضين لحزب الله بشأن الأسرى والرهائن. وفي عام 2008 نجح في إبرام صفقة تبادل أعادت بموجبها حزب الله جثتي الجنديين الإسرائيليين الداد ريجيف و يهود جولدو واسر اللذين قتلا في الغارة التي شنها حزب الله عبر الحدود عام 2006.
علي منتشة، العميل الإسرائيلي الذي أسره حزب الله في 25 أبريل 2009، وتم تسليمه إلى قوات الأمن اللبنانية للتحقيق معه، اتهم بتكليفه بتقديم معلومات شخصية مفصلة عن صفا خلال السنوات التي احتجز فيها حزب الله جنوداً من جيش الاحتلال الإسرائيلي أسرى.
فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة عقوبات على صفا في عام 2019، مشيرًا إلى أنه بالإضافة إلى دوره في رئاسة جهاز الأمن التابع لحزب الله، قام صفا بتهريب المواد غير المشروعة وتسهيل السفر لحزب الله عبر موانئ الدخول اللبنانية.
في عام 2021، هدد صفا بـ”اغتصاب” طارق بيطار، اللبناني الذي حُكم عليه بالتحقيق في انفجار بيروت عام 2020، والذي تورط فيه حلفاء لحزب الله.
في 26 أبريل 2018، ظهرت تقارير تفيد بأن صفا قد تم القبض عليه بتهمة اختلاس 350 مليون دولار، والاتجار بالمخدرات، وغسيل الأموال. وفي وقت لاحق، نفت عائلته هذه الأنباء.
في 18 أبريل 2020، عرض برنامج على قناة الجديد التلفزيونية اللبنانية، ادعى أن صفا يملك 30 دونماً من العقارات المسجلة باسمه في بلدة النميرية، كما يملك عدة شركات تجارية مسجلة باسم ابنه. وأثار التقرير ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، حيث طالب المستخدمون حزب الله بتقديم توضيحات بشأن سلوك صفا.
في مارس 2024، قام صفا بأول زيارة علنية لمسؤول من حزب الله إلى الإمارات العربية المتحدة للتفاوض على إطلاق سراح مواطنين لبنانيين مرتبطين بحزب الله محتجزين في الإمارات العربية المتحدة. وتأتي الزيارة في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله وتحسن العلاقات بين الإمارات وحزب الله.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى