خاص: مع دخول حرب إسرائيل على غزة عامها الثانى.. أعلام فلسطين ولبنان تغطى سماء روما

رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم

شهدت روما العاصمة الإيطالية، أمس السبت 12 أكتوبر الجارى، مظاهرة تعد الأكبر منذ تفجر الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل عام تقريبا، ودخول حرب إسرائيل على غزة عامها الثانى.

وتحولت المظاهرة إلي ما يشبه الانتفاضة الشعبية بمناسبة مرور عام علي الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، والأراضي الفلسطينية فى الضفة الغريية، في شهر أكتوبر من العام الماضي والذي تحول إلي حرب إبادة جماعية وتصفية عرقية للشعب الفلسطيني، حصدت – خلال عام – أرواح أكثر من 43 ألف شهيد فلسطيني من بينهم 16500 طفلا، وما يقرب من 100 ألف مصاب وجريح، غير نزوح ما يقرب من مليونى شخص.

أعداد الضحايا

وبحسب دراسة نشرت في مجلة ” لانسيت ” العلمية في شهر يوليو الماضي فإن عدد الشهدا الفلسطينيين يمكن أن يكون أكثر من 186 ألف شهيد .
ومازالت تمارس إسرائيل كل أنواع الأساليب الوحشية و البربرية وأبشع جرائم الحرب فى غزة والأراضى المحتلة، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية ونداءات ومبادرات المنظمات الدولية، والحكومات الغربية، حتي أصبح الكيان المتغطرس كالوحش الذي إنطلق في البرية ليعيث في الأرض فسادا، ومن علامات غطرسته توسيعه لرقعة الحرب الهمجية باستهدافه لبنان مستخدما أحط أنواع أساليب الحرب بخسته المعهودة .
ولعل إيطاليا وتحديدا شعبها المحب للسلام، الواعي تماما للحق الفلسطيني، كانت منذ اللحظة الأولي مدركة لحقيقة لتلك الأحداث، وشعبها من أكثر المجتمعات تعبيرا عن رفضه لتلك المجازر والممارسات.

حراك شعبي

وشهدت شوارع روما، على مدار عام، حراكًا شعبيًا مستمرًا تضامنًا مع القضية الفلسطينية. وتنظمت مظاهرات أسبوعية تقريبًا عبّرت عن رفض الشعب الإيطالي للسياسات الإسرائيلية، وانتقادًا لمواقف الحكومة الإيطالية الداعمة لها.

وشهدت مظاهرة السبت الماضي، التي نظمتها مجموعة من الجمعيات والمنظمات المدنية بقيادة الجالية الفلسطينية في روما وحركة الطلاب الفلسطينيين، مشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع العربي والإيطالي. وتصدّر المظاهرة عدد من الشخصيات البارزة، منهم الدكتور يوسف سلمان رئيس الجالية الفلسطينية، ومحمد الحلو، وزينب محمد رئيس مسجد الهدى، والناشطة مايا عيسي رئيسة حركة الطلاب الفلسطينيين، والدكتور فؤاد عودة رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا.

وقد أظهرت هذه المظاهرات مدى التضامن الشعبي الإيطالي مع القضية الفلسطينية، ورفضه للسياسات العنصرية والعدوانية التي تمارسها إسرائيل”.

اغسلوا أيديكم من دماء أطفال فلسطين

وانطلقت المظاهرة في الساعة الثالثة عصر أمس السبت، من ساحة أوستينزي في قلب العاصمة روما، وحمل فيها المشاركون لافتات منادية بالحرية للشعب الفلسطيني وعبارات مطالبة بوقف حرب الإبادة ضد أبناء غزة، كما حمل طلاب الجامعات والمدارس الإيطالية لافتات منددة برئيسة الحكومة الإيطالية “ميلون ” وصورا لها ولرئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو ” ووجوههما ملطخة بالدماء.

وقدر عدد المشاركين بحوالي 6 آلاف شخص، كانوا يهتفون خلال مسيرتهم بالحرية لفلسطين، وهتافات مناهضة لموقف الحكومة الإيطالية، وتعالت صيحات الشباب المشارك بعبارات: “اوقفوا مد إسرائيل بالسلاح ؛ اغسلوا أيديكم من دماء أطفال فلسطين ؛ اوقفوا التعاون مع الجامعات الإسرائيلية”.
وتحولت المظاهرة إلي مسيرة جابت شوارع العاصمة روما، وتصادف مرورها أمام مبني منظمة الزراعة والأغذية العالمية “الفاو ” فتوقفت وتعالت صيحات المتظاهرين أمام المبني: “عار عار”، في إشارة إلي تقاعس المنظمة عن إغاثة الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز المشاهد في المسيرة لحظة مرور المسيرة أمام مبني “الكلوسيو” أشهر المباني الأثرية في روما ورمز روما السياحي والذي كانت ممتلأ بالسائحين الذين خرجوا لتحية المتظاهرين رافعين أيديهم كتعبير عن تضامنهم معهم ونجحت عدسة “بيان” في إبراز مشهد المسيرة من أعلي المبني فبدا وكأنه طوفان بشري، وبدت سماء مدينة روما وهي مزينة بألوان أعلام فلسطين ولبنان .

رئيس الجالية الفلسطينية: “يأسنا من الحكومات”

وفي لقاء خاص لـ “موقع بيان الإخبارى” مع الدكتور يوسف سلمان رئيس الجالية الفلسطينية في إيطاليا أبدي الأخير يأسه من تحرك حكومات الغرب واكتفاءها بالمشاهدة والصمت وعجزها عن التصدي للوحش الإسرائيلي، حسب تعبيره.

وأشاد سلمان بموقف الشعوب و خاصة الشعب الإيطالي الذي وصفه بالشعب الحر والواعي تماما للحق الفلسطيني والرافض لسياسة حكومته اليمينية، مؤكدا في حديثه على استمرار النضال الفليسطيني حتي تحرير كافة الأراضي.

رئيس جمعية إنقاذ الشعب الفلسطيني

وفى نفس السياق وفي حوار خاص مع محمد الحلو، رئيس جمعية إنقاذ الشعب الفلسطيني في روما أشار الحلو إلي أنه بعد مرور عام علي الحرب في فلسطين والتي امتدت أيضا إلي لبنان، بات من الواضح وجود شرخ ما بين موقف الشعوب الأوروبية وحكوماتها، وخاصة الشعب الإيطالي الذي بدي منذ اليوم الأول للأحداث متعاطفا و متضامنا مع الشعب الفلسطيني مستشهدا بأعداد المتظاهرين من الإيطاليين والتي تزداد يوما بعد يوم بعكس الموقف الحكومي المنحاز والمساند للكيان المغتصب.

الوحدة والعمل الجماعي

أما البروفيسور “فؤاد عودة ” رئيس جالية العالم العربي في إيطاليا، فقد طالب الجميع بضرورة الوحدة والعمل الجماعي من أجل التصدي للغطرسة الإسرائيلية، والضغط علي الحكومة الإيطالية لوقف مساندتها لإسرائيل مناشدا المنظمات الصحية والطبية حول العالم بضرورة التدخل السريع من أجل إنقاذ الوضع الصحي في غزة وتوفير المستلزمات الطبية التي يعاني القطاع من نقصها بشكل شديد.
انتفاضة جديدة للمجتمع الإيطالي والعربي في روما تؤكد وعي الشعوب التام ورفضها للزيف الإعلامي الإسرائيلي، كما تبعث برسالة واضحة إلي الحكومة الإيطالية بأن الشعب الإيطالي يراها حكومة عار وخجل.

فهل ستستمع تلك الحكومة لنداءات شعبها ، و صيحاته أم ستظل تصم آذانها ؟!.

طالع المزيد:

زر الذهاب إلى الأعلى