دكتور هاني الجمل يكتب: لقاء السيسي وبن سلمان
بيان
قصيرة في مدتها ومهمة في توقيتها ونتائجها، تلك هي زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للقاهرة ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
فبغض النظر عن طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، واتفاق الرؤى بينهما حول كثير من القضايا الإقليمية والدولية، فإن مباحثات الزعيمين جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة أحداثاً جسيمة تتطلب تنسيق المواقف العربية. فما يجري في جنوب لبنان وغزة، وما يمكن أن يقع بين إسرائيل وإيران، والوضع في القرن الأفريقي، يفرض على صاحب القرار السياسي في البلدين التشاور وتبادل وجهات النظر لمواجهة النتائج المترتبة على كل ذلك. وإذا كان تشكيل مجلس للتنسيق الأعلى المصري السعودي برئاسة الرئيس السيسي وولى العهد السعودي، يعبر عن عمق العلاقات السياسية بين البلدين واتفاق الرؤى بينهما، فإن توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادل، يترجم طبيعة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين المصري والسعودي حيث تشهد هذه العلاقات ازدهاراً في جميع المجالات.
فقد أكّدت نتائج المباحثات اتفاق الزعيمين على خطورة الوضع الإقليمي وضرورة وقف التصعيد، وتشديدهما على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، هي السبيل الوحيدة لتحقيق التهدئة والسلام والأمن بالمنطقة على نحو مستدام. وفي هذا السياق جاءت مطالبتهما ببدء خطوات للتهدئة تشمل وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفي لبنان، ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة، والتوقف عن سياسات حافة الهاوية، بما يوقف دائرة الصراع الآخذة في الاتساع.
ولا شك أن العلاقات الثنائية بين البلدين تسير في الطريق الصحيح ، خاصة أنهما عازمان على تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما ونقلها إلى آفاق أوسع لتحقيق التكامل ، حيث إن كلاً من مصر والسعودية لهما تجربة طموحة في التنمية والتوسيع، ضمن خطط 2030، ما يجعل البلدين وجهة للاستثمارات والتبادل التجاري وتحفيز الشراكات بين القطاع الخاص بالبلدين، لتهيئة بيئة استثمارية خصبة في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والسياحة، والنقل، والخدمات اللوجستية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والتطوير العقاري، والزراعة، حيث تم الإعلان أخيراً عن صفقات واتفاقيات استثمارية وتجارية بلغت 8 مليارات دولار.
خلاصة القول.. ستظل مصر والسعودية دولتين محوريتين تمثلان أساس الاستقرار في المنطقة، وبما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وأيضاً المصالح العربية، حيث تمثل الدولتان مركز ثقل وتأثير لا يستهان به في المنطقة.
اقرأ أيضا للكاتب: