محمد أنور يكتب: زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

بيان
تزوج النبي الحبيب، العالى القدر، العظيم الجاه، صلى الله عليه وسلم، من تسع زوجات، وقد كان زواجه من تسع زوجات خصوصية اختص بها وحده، صلى الله عليه وسلم.. لأسباب تتصل بالدعوة، وقبل التشريع واقتصار الزواج على أربع، بشرط العدل، والتقيد بواحدة إذا خاف المسلم عدم العدل.

وتمت أكثر تلك الزيجات للنبى صلى الله عليه وسلم لأسباب سياسية أو إنسانية أو تشريع لنظام يتصل بالدعوة الإسلامية.
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، من السيدة خديجة رضي الله عنها وهو في الخامسة والعشرين من عمره ، وكانت هى في سن الأربعين، وظل مقتصرا عليها وحدها حتى وصل عمرها إلى الخامسة والستين، وماتت رضي الله عنها وهو صلى الله عليه وسلم، فوق الخمسين، وكان قد تزوجها قبل أن يبعث بالإسلام، وظل وفيا لها حتى ماتت وهو نبى.

ثم تزوج من السيدة عائشة رضي الله عنها، وعن صغر سنها – ارتباطا يأبى بكر رضي الله عنه – وكان زواجه من السيدة حفصة رضي الله عنها، رغم قلة وسامتها.

ثم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة أرملة قائده الذى استشهد في سبيل الله، وتركها وحيدة تواجه عواصف الحياة، وضمها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت النبوة.

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، من سودة رضي الله عنها، إكراما لقيم إسلامها وكبرها وعزوفها عن الرجال ووحدتها أمام الحياة.
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها، امتحانا قاسيا له، وقد جاء الأمر بزواجها، من الله سبحانه وتعالى، لتحريم عادة كانت شائعة في الجاهلية، وهى عادة التبنى.

إن زينب من قريبات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهى تعتز بنسبها إلى بنى هاشم اعتزازا يدعوها إلى رفض الزواج من زيد بن حارثه رضي الله، الذى اعتقه النبي صلى الله عليه وسلم، وألحقه بنسبه وتبناه فصار زيد يدعى زيد بن محمد، ثم جاء أمر السماء يحرّم التبنى: “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ” (الأحزاب 5)، وصار زيد يسمى: زيد ابن حارثة، لكن أم المؤمنين زينب كانت قد نزلت على رأى النبي وأمر الله فتزوجت من زيد بن حارثه.
كان واضحا منذ البداية أن هذا الزواج سيتحطم، لم تكن زينب تحب زيدا، ولم يكن زيد رجلا يطيق الحياة مع امرأة قلبها منصرف عنه، وجاء زيد يشكو النبي صلى الله عليه وسلم، ويطلب الإذن بطلاق زوجته، وأوحى الله تعالى إلى رسوله أن يدع زيد يطلقها ويتزوجها هو، وأحس النبي صلى الله عليه وسلم بالحرج الهائل وحدّث زيد أن يستمر ويتحمل، تصورا لتخرسات الناس والقول إنه تزوج امرأة ابنه، حيث لا وجود لنظام التبني في الإسلام.

ونزل قرآنا من فوق سبع سماوات يسجل الموقف، والحكمة منه، ويبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ يقول رب العزة:

«وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً» (الأحزاب 37).

وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم حبيبة بنت أبى سفيان بن حرب، نصرة للإسلام.
وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية فكان أبوها ملك اليهود، أما جورية بنت الحارث فكان أبوها زعيم قبيلة بني المصطلق.
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية وقد بعث بها المقوقس إليه كأمه، رمز للود الذى أشار إليه القرآن الكريم بين الإسلام والمسيحية، وتشريعا للمسلمين بحل الزواج من كتابيات.

اقرأ أيضا للكاتب:

 

زر الذهاب إلى الأعلى