مسرحية هزلية بمسمى حرب: كيف رأت إيران ترى نتائج الاستهداف الإسرائيلي ضدها؟
كتب: أشرف التهامي
بينما تفكر الجمهورية الإسلامية في الرد أو التزام صبرها الاستراتجي، أعلنت إسرائيل عن مقتل جنديين إيرانيين خلال الضربة الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته قناة الميادين المرتبطة بحزب الله إن هذا كان “انتصارًا لإيران”.
وفي صباح يوم أمس السبت، حوالي الساعة 11:00 صباحًا، أقر الجيش الإيراني بمقتل عسكريين في الهجوم الإسرائيلي، أحدهما برتبة تعادل رائد.
وفي الوقت نفسه تقريبًا، ذكرت قناة سكاي نيوز عربية أن إيران أبلغت إسرائيل، عبر طرف ثالث، بأنها لا تنوي الرد. وإذا كان هذا التقرير دقيقًا، فإنه يشير إلى أن إستراتيجية إسرائيل كانت فعّالة، بحسب وجهة النظر الإسرائيلية”.
ووصفت هذه العملية بأنها رد أوسع نطاقا مقارنة بالعملية التي أطلقتها إسرائيل في أبريل ، والتي ضربت خلالها القوات الإسرائيلية وسط إيران، وصرح المسؤولون الإيرانيون وقتها أنها لم تتسبب في أي أضرار.
مسرحية هزلية بمسمى حرب!
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل أرسلت تحذيرا إلى إيران عبر وسطاء عرب وأوروبيين قبل ساعات من الهجوم. وحدد هذا التحذير الأهداف التي تعتزم إسرائيل ضربها، وأشار إلى أن أي رد إيراني سيقابل بهجمات لاحقة أقوى.
وفي غضون ذلك، ذكرت وكالة “نور نيوز” التابعة للحرس الثوري الإيراني أن “سياسة طهران تجاه الهجوم الإسرائيلي هي الرد دون تسرع، ولا يمكن تجاهل العدوان الإسرائيلي”.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن “إيران تحتفظ بحق الرد على أي عدوان، وستواجه إسرائيل رداً متناسباً مع أي عمل”.
وعلى النقيض من ذلك، قالت شبكة “الميادين” اللبنانية أن “المواجهة انتهت بانتصار لإيران، وأن المقاومة ضد إسرائيل أسست لمعادلة جديدة في المنطقة”.
وفي غضون ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بياناً أكدت فيه أن “إيران لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدوانية الخارجية وتلتزم بذلك”.
حتى الآن، كانت وسائل الإعلام المحلية تبث صوراً للحياة الطبيعية من مدن مختلفة في أنحاء إيران هذا الصباح، بما في ذلك مطار مهرآباد الدولي في طهران، الذي تعرض للهجوم.
إيران تسخر من الضربة الإسرائيلية
وسخرت الشبكات الإيرانية من الهجوم الإسرائيلي، ونشرت مقاطع فيديو لسكان يرفضون التهديد، فضلاً عن مقطع فيديو يقارن بين الهجوم الإيراني على إسرائيل والهجوم الإسرائيلي على إيران.
الدليل الموثق الوحيد على أضرار الهجوم هو ما بثته قناة “العربي” القطرية، حيث أظهرت الدمار الذي لحق بمدينة شمص آباد جنوب طهران نتيجة الضربة الإسرائيلية.
وبحسب تقارير إعلامية مرتبطة بالمعارضة الإيرانية، كان الهدف مصنعاً “للابتكار الصناعي” في المدينة، والذي قد ينتج طائرات مسيرة.
وبالإضافة إلى ذلك، أبلغت مصادر إيرانية صحيفة نيويورك تايمز أن من بين المواقع التي تعرضت للهجوم في محافظة طهران بطارية دفاع جوي من طراز إس-300 في مطار الإمام الخميني الدولي.
ووفقا لهذه المصادر، توفر هذه البطارية الحماية لأجزاء من العاصمة الإيرانية. كما زعموا أن ثلاث قواعد صاروخية على الأقل تابعة للحرس الثوري تضررت في الهجمات الإسرائيلية، مضيفين أن “طائرات مسيرة هاجمت القاعدة العسكرية السرية في بارشين على مشارف طهران. أصابت واحدة القاعدة، بينما تم إسقاط أخرى”.
ويؤكد المحللون و المراقبون “أن إيران أجرت في السابق تجارب في منطقة بارشين بهدف تمكين إنتاج الأسلحة النووية – الجهاز المتفجر النووي. ولا يوجد دليل قاطع يشير إلى أن إيران استأنفت جهودها لتطوير رأس حربي نووي”، ولكن إذا كانت التقارير عن مهاجمة منشأة بارشين دقيقة، فيبدو أن الهدف كان تعطيل قدرة طهران على إجراء تجارب من شأنها أن تدفعها إلى إنتاج قنبلة نووية، إذا قررت القيام بذلك.
رسميًا، التزم المسؤولون الإيرانيون الصمت هذا الصباح، حيث اكتفى نائب الرئيس محمد رضا عارف بالنشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن “قوة إيران تهين أعداء الوطن”.
“تأثير مماثل لضرب خط إنتاج صواريخ رافائيل”
وفقًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، نفذت إسرائيل خلال الليل ثلاث موجات منفصلة من الهجمات استهدفت:
منشآت إنتاج الصواريخ .
أنظمة الصواريخ أرض-جو .
القدرات الجوية الإضافية في إيران.
وعلى الرغم من السخرية الإيرانية، أكدت مصادر إسرائيلية أن “إيران تحاول أن تزعم أن الانفجارات كانت بسبب دفاعها الجوي الناجح. و رداً على ذلك قالت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن هذا غير صحيح، لقد كانت فشلاً ذريعاً دون اعتراضات”.
وتشير التقييمات الإسرائيلية إلى أنه من المتوقع أن ترد طهران على الضربة، رغم أن طبيعة هذا الرد لا تزال غير واضحة. وذكر مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل: “إن المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها مديرية الاستخبارات العسكرية في هذا الحدث تشبه الخيال العلمي، وتتجاوز الخيال. لقد استهدفت الضربة بدقة مصانع تنتج صواريخ أرض-أرض، مما يضمن تأثيراً كبيراً بشكل خاص على إيران.
هذه معلومات استخباراتية دقيقة من 16 رقماً (إحداثيات كاملة) عن مصنع لا يمكن تعويضه، مع ضربة جوية دقيقة، ليست قريبة أو تقريبية”.
وأضاف المصدر “هاجمنا معظم قدرات إنتاج الصواريخ أرض – أرض، وكان الهدف منع إيران من مواصلة إنتاجها، وكأن أحدهم قام بتفكيك خط إنتاج الصواريخ في رافائيل”.
وفي إطار الاستعداد للرد الإيراني، تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة حذرت إيران من “عواقب” مثل هذه الأفعال وأوضحت أنها مستعدة مسبقًا للدفاع عن إسرائيل ضد أي رد إيراني محتمل. وأكد المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي العميد دانييل هاجاري أن إسرائيل لا تزال لديها “بنك أهداف كبير” في إيران ولن تتردد في الضرب إذا اختارت طهران الهجوم.
من خلال استهداف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية أولاً، وأنظمة مماثلة في سوريا والعراق، منحت إسرائيل فعليًا طائرات سلاح الجو والطائرات حرية تشغيلية في المجال الجوي الإيراني. ومن المرجح أن تجعل هذه المعرفة – أن إسرائيل يمكنها ضرب إيران مرة أخرى بدون دفاعاتها – طهران تعيد النظر قبل الرد.