ما بعد “أيام التوبة” الإسرائيلية.. إيران تفكر في خطوتها التالية
كتب: أشرف التهامي
يتوقع مسؤولون إسرائيليون ردا إيرانيا، رغم أن التفاصيل لا تزال غير واضحة، في حين تشير مصادر أميركية إلى أن طهران قد تتراجع؛ وتشير التقارير إلى مناقشات رفيعة المستوى في إيران، حيث قال نائب الرئيس الإيراني إن الرد سيأتي “في الوقت المناسب”.
عملية أيام التوبة
الرد الإسرائيلي الذى حمل اسم “أيام التوبة” وجاء ردا على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني في الأول من أكتوبر، استهدف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المتقدمة ومنشآت إنتاج الصواريخ ف.
وبحسب المصادر، شاركت أكثر من 100 طائرة في العملية، وركزت على اكتساب التفوق الجوي لعمليات مستقبلية وتعطيل قدرات الصواريخ الإيرانية.
وأشارت تقارير أجنبية إلى أن إسرائيل ضربت مكونات أساسية لإنتاج الصواريخ، بما في ذلك الخلاطات الكوكبية عالية القيمة الضرورية لبرنامج الصواريخ الإيراني.
وتضمنت العملية :
- مناورات متقدمة .
- تكتيكات خادعة لدخول المجال الجوي الإيراني
كما استهدفت القوات الإسرائيلية بطاريات مضادة للطائرات في سوريا تهدف إلى حماية المنشآت الإيرانية.
ولا تزال عمليات تقييم الأضرار جارية، حيث أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن الأمر قد يستغرق أيامًا لتحديد التأثير الكامل.
ووفقًا لوكالة أنباء إيران الدولية المعارضة، شاركت طائرات إف-35 أيضًا في العملية المعقدة.
إيران: “ينبغي للمعتدي أن ينتظر الرد؛ وسوف نرد في الوقت المناسب”
وبينما تزن طهران ردها، تتباين التقييمات لمسارها المحتمل.
ففي حين أشار مسؤولون أميركيون كبار في تعليقاتهم لموقع “واي نت” الإسرائيلى إلى أن إيران قد تحجم عن الرد، تتوقع مصادر إسرائيلية ردا، رغم أن التوقيت لا يزال غير معروف.
ووفقا لرويترز، نقلا عن مصدرين إقليميين أطلعتهما إيران على التطورات، عقدت طهران اجتماعات رفيعة المستوى لتحديد حجم رد فعلها على الضربات.
ووصف أحد المصادر الأضرار بأنها “ضئيلة”، رغم أنه أشار إلى أن العديد من قواعد الحرس الثوري حول طهران تأثرت.
وفي زيارة لمقر حماس في طهران، أصدر نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف تحذيراً، قائلاً: “ينبغي للمعتدي أن ينتظر الرد؛ وسوف نرد في الوقت المناسب”.
وحث وزير الخارجية عباس عراقجي، في محادثات مع نظرائه القطريين والسعوديين والمصريين، على اتخاذ إجراءات دولية لمنع المزيد من الصراع الإقليمي، مؤكداً على التزام إيران “غير المحدود” بالدفاع عن أراضيها.
ومع ذلك، امتنع عن ذكر عمل انتقامي مباشر.
وفي بيان، أكد الجيش الإيراني حقه في الرد لكنه دعا أيضاً إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة ولبنان، وهي الرسالة التي فسرها محللو وكالة أسوشيتد برس على أنها إشارة لتجنب المزيد من التصعيد.
وصرح متحدث عن الجيش الإيراني أن إسرائيل استخدمت المجال الجوي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة في العراق للاقتراب من أهدافها بالقرب من طهران وعلى طول الحدود في محافظتي إيلام وخوزستان، وشاركت عدة ملاحات في الطلعات الجوية الليلية، كما شوهدت في عمليات مماثلة من قبل.
كما انضم إلى المهمة أيضًا اللواء أفيعاد داغان، الذي من المقرر أن يتولى منصب رئيس قسم الاتصالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بصفته ملاحًا. وكان داغان، القائد السابق لقاعدة هاتسيريم الجوية، من بين جنود الاحتياط ذوي الخبرة المشاركين، حيث كان أكثر من 60٪ من الطيارين المشاركين في العملية من قوات الاحتياط., ” بحسب موقع واي نت”
إسرائيل لم تعد تخشى إيران!
وفي الوقت نفسه، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن العملية وجهت ضربة استراتيجية كبيرة لإيران، مما أدى إلى تقليص قدراتها الدفاعية.
وقال مسؤول إسرائيلي: “إذا اختارت إيران الرد، فإنها تخاطر باتخاذ إجراء أقوى بكثير، حيث أصبحت أنظمتها الدفاعية الآن ضعيفة للغاية”، مضيفًا “أنها مكشوفة تمامًا”.
وقال مسؤول آخر “لم تكن هذه ضربة بسيطة، بل كانت ضربة استراتيجية ودليلا على أن إسرائيل لم تعد تخشى إيران”. وأضاف “لم تكن إسرائيل تهدف إلى الاحتواء، بل كانت مستعدة للتصعيد، في حين اختارت إيران التراجع. والنظام يقلل من أهمية الهجوم وقد يحاول تحريف الرواية، لكنه يعرف الحقيقة”.